الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المواقع الإخبارية وآليات حروب الجيل الرابع "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قامت د. نادية عبدالنبى القاضى الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية، بإعداد دراسة مهمة استهدفت فى شقها الميدانى قياس اتجاهات النُخبة المصرية نحو إدارة المواقع الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع فى مصر. وتمثلت النخبة فى عينة قوامها ٢٢٥ مبحوثًا يتوزعون بالتساوى على النخبة السياسية والأكاديمية والإعلامية.
وتمثلت أهم أسباب متابعة النُخبة لآليات حروب الجيل الرابع فى فهم هذه الأحداث؛ حيث جاء فى الترتيب الأول بنسبة ٩٠.٢ ٪، أما السبب الثانى فكان لمتابعة هذه الأحداث؛ حيث احتل الترتيب الثانى بنسبة ٨٤٪ من إجمالى مفردات عينة الدراسة، ثم للاطمئنان على مستقبل مصر فى الترتيب الثالث بنسبة ٧٨.٦ ٪، ثم للتعرف على كيفية تعامل الدولة مع تلك الأحداث بنسبة ٦٧.١٪، ثم لرؤية الأحداث من منظور مختلف حيث جاءت بنسبة ٦١.٧٪، ثم لتكوين رأى حول هذه الأحداث فى الترتيب السادس بنسبة بلغت ٥٧.٣٪، وجاءت لجمع معلومات حول هذه الأحداث فى الترتيب السابع بنسبة بلغت ٥٠.٦ ٪، ثم لاكتساب معلومات حول هذه الأحداث تصلح للنقاش مع آخرين فى الترتيب الثامن بنسبة بلغت ٤٧.١ ٪، ثم لأنها تقدم تفاصيل أكثر حول هذه الأحداث بنسبة بلغت ٣٦٪، وجاءت لأنها تعرض وجهات نظر متنوعة فى الترتيب الأخير بنسبة بلغت ٣٤.٦٦٪.
وربما يرجع مجيء سبب الفهم أولا إلى أهمية موضوع الدراسة، وخطورة هذه الأحداث على أمن مصر مما جعل معظم المبحوثين يعتمدون على المواقع الإخبارية للحصول على معلومات عن حروب الجيل الرابع لأهداف تتعلق بالفهم بالدرجة الأولي، وتتفق هذه النتيجة مع فروض نظرية الاعتماد حيث يتزايد اعتماد المبحوثين على وسائل الإعلام بهدف الفهم الذاتى والاجتماعى، خاصة فى ظل ظروف التهديد أو حالات الصراع وعدم الاستقرار فى البيئة المحيطة وذلك بهدف التخفيف من حدة الغموض والقلق، وهو ما يدل على رغبة الجمهور فى فهم ما يدور حوله من أحداث ترتبط بواقعه ومستقبله، حتى يقف على الحقيقة والمعلومات الصادقة ويستطيع تكوين رأى سليم بشأن تلك الأحداث بعيدًا عن الكذب والتشويه والتحريف الذى تلجأ إليه بعض الوسائل أو بعض البرامج داخل وسائل معينة بهدف الإثارة وتأجيج الأحداث لخدمة أهداف معينة.
وتمثلت أسباب تعرض مصر لحروب الجيل الرابع كما جاءت فى التغطية الإخبارية بالمواقع من وجهة نظر النخبة المصرية فى جُملة من الأسباب، حيث كان السبب الأول هو تنفيذ أجندات خارجية تحاول إفشال الدولة المصرية وإسقاطها بنسبة ٨٨.٤ ٪، ثم إسقاط مصر اقتصاديًا فى الترتيب الثانى بنسبة ٧٧.٨٪، ثم تدمير الجيش المصرى فى الترتيب الثالث بنسبة ٧٢ ٪، ثم القضاء على أى خطط تنموية تقوم بها الدولة فى الترتيب الرابع بنسبة ٧١.٦٪، ثم لإنهاء المسار السياسى الذى تتحرك فيه الدولة بنسبة ٦٩.٨٪، ثم لقلة الوعى بآليات حروب الجيل الرابع بنسبة ٤٤.٩٪، ثم لمحاولة جماعة الإخوان العودة مرة أخرى للحكم بنسبة ٣٥.٦٪، وجاء القضاء على إرادة الشعب وإحكام السيطرة على نظامه السياسى فى الترتيب الثامن بنسبة ٢١.٨٪، وفى المرتبة الأخيرة جاء تعرض مصر لأزمات متعددة فى مجالات مختلفة خاصة الاقتصادية، ثم وجود فساد حكومى فى الكثير من أجهزة الدولة، وتشير هذه النتائج إلى أن الأسباب الخارجية جاءت فى الترتيب الأول، مما يؤكد أن مصر تتعرض لتهديدات خارجية كثيرة لتنفيذ أجندات خاصة تهدف إلى القضاء على وحدة مصر وتماسكها، وإسقاطها سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
وتنوعت آليات الجيل الرابع فى مصر لدى النُخبة عينة الدراسة، وقد شكل «الإرهاب» أهم آليات حروب الجيل الرابع فى مصر، وذلك كما جاء بالمواقع الإخبارية من وجهة نظر المبحوثين عينة الدراسة، وذلك بنسبة ٨١.٣ ٪، يليه «الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي» بنسبة ٥٨.٢٪، ثم افتعال الأزمات خاصة الأزمات الاقتصادية بنسبة ٥٦ ٪، ثم شن حرب نفسية من خلال الإعلام والتلاعب النفسى وذلك بنسبة ٤٦.٧٪، وفى الترتيب الرابع تعرضت مصر لضغوط مختلفة خارجيًا وذلك بنسبة ٤٣.٦٪، ثم جاء استغلال بعض منظمات المجتمع المدنى بنسبة ٤٣.١٪، ثم ضرب البنية التحتية بنسبة ٣٨.٧٪، وأخيرًا جاءت آليات استغلال بعض النشطاء السياسيين، وتجنيد بعض الإعلاميين فى مختلف وسائل الإعلام خاصة الفضائيات المصرية والعربية، لا سيما قناة «الجزيرة»، ومحاولة إثارة الفتن الطائفية بين عنصرى الشعب المصري (المسلمين والأقباط) من حين لآخر، وإشعال الحرائق فى منطقة وسط القاهرة فى صيف عام ٢٠١٦، وغيرها من الأعمال التى يمكن أن تؤثر فى استقرار الدولة المصرية وأمنها القومي.
وترى الغالبية العظمى من المبحوثين أن حروب الجيل الرابع خطيرة كما جاءت بالمواقع الإخبارية، وتوزعت درجة هذه الخطورة بين مَن يراها خطيرة بدرجة كبيرة بنسبة بلغت ٥٢٪ من إجمالى عينة الدراسة من النخبة المصرية، بينما بلغت نسبة من يرون أن حروب الجيل الرابع كما جاءت بالمواقع الإخبارية خطيرة إلى حد ما بنسبة بلغت ٤٢.٢٪، من إجمالى مفردات عينة الدراسة من النُخبة المصرية، فى مقابل ذلك بلغت نسبة من يروْن أن حروب الجيل الرابع ليست خطيرة ٥.٨ ٪ من إجمالى مفردات عينة الدراسة من النُخبة.
ويرى معظم المبحوثين (٦٨.٩ ٪) من النُخبة المصرية، أن الحكومة المصرية نجحت فى التصدى لآليات حروب الجيل الرابع فى مصر، كما جاءت بالتغطية الإخبارية بالمواقع الإخبارية، منهم ٢٣.١٪ يروْن أنها نجحت إلى حدٍ كبير، و٤٥.٨ ٪ يروْن أن الحكومة نجحت إلى حدٍ ما فى التصدى لآليات حروب الجيل الرابع، بينما بلغت نسبة من يروْن أن الحكومة لم تنجح فى التصدى لآليات حروب الجيل الرابع كما جاءت بالتغطية الإخبارية بالمواقع الإخبارية ٣١.١ ٪.
وحول الدور الذى ينبغى أن تقوم به المواقع الإخبارية فى توعية الجمهور بآليات حروب الجيل الرابع فى مصر، اقترحت النُخبة المصرية «ضرورة مواجهة الإعلام الفاسد والكشف عنه وعن مروجى الشائعات»؛ حيث جاء هذا المقترح فى المرتبة الأولى بنسبة ٩٤.٦٦٪، يليه مقترح «نشر الوعى بين أفراد المجتمع بآليات هذه الحروب والهدف منها» فى الترتيب الثانى بنسبة ٨٩.٧٧٪، ثم مقترح «الاهتمام بالمعالجة الجيدة للأزمات والصراعات الموجودة فى المجتمع» فى الترتيب الثالث بنسبة ٧٦.٤٤٪، وجاء مقترح «مناقشة هذه الأحداث وكل ما يتعلق بها فى المواقع الإخبارية بكل صراحة وصدق» فى الترتيب الرابع بنسبة ٧٥.٥٥٪، ثم «الاهتمام بعرض آراء وانطباعات الجمهور عن هذه الموضوعات» فى الترتيب الخامس بنسبة ٧٠.٦٦٪، ثم «مراعاة التوازن والعمق فى عرض تلك الموضوعات» فى الترتيب السادس بنسبة ٧٠.٢٢٪، واحتل مقترح «استغلال الإمكانات التقنية التى تتمتع بها المواقع الإخبارية» الترتيب السابع بنسبة ٦٩.٧٧٪، وفى الترتيب الثامن جاء مقترح «الإعداد الجيد لكل ما يُقدم عن تلك الأحداث فى المواقع الإخبارية المصرية، بل وفى كل وسائل الإعلام المصرية» بنسبة ٦٧.١١٪.
إن مصر فى حاجة لاصطفاف جميع أبنائها وجيشها وشرطتها وإعلامها خلف قائدها لمواجهة آليات حروب الجيل الرابع التى تستهدف إسقاط الدولة المصرية.. وهو ما لن يحدث ما دامت مصر كتلة واحدة متماسكة.. فمصر حية ولن تموت.. تحيا مصر.