الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الصين في مرمى "داعش"

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن تنظيم «داعش»، لم يجد خيارا لتعويض خسائره على الأرض، سوى فى تكتيك «الهروب إلى الأمام»، الذى يعنى الانتقال إلى خارج حدود مناطق تمركزه المعتادة، لإثبات أنه لا يزال موجودا، وهذا ما ظهر فى الهجمات الأخيرة، التى استهدفت مركزا تابعا للاستخبارات الأفغانية، وكنيسة بمدينة كويتا الباكستانية.
وعلى الرغم من أن داعش يتواجد فى أفغانستان وباكستان، إلا أنه اختار هذه المرة، استهداف مواقع حيوية، وتحت حراسة أمنية مشددة، لإحداث أكبر قدر من «الشو الإعلامي»، وإثبات أنه يحقق انتصارات على الأرض.
ولعل ما يدعم صحة ما سبق، أن «داعش» يتمركز بالأساس فى مقاطعة «ننجرهار» شرقى أفغانستان، إلا أنه استهدف مركزا تابعا للاستخبارات الأفغانية فى كابول. 
وبالنسبة لمدينة كويتا فى جنوب غربى باكستان على الحدود مع أفغانستان، فقد استهدف داعش فيها أيضا كنيسة للمرة الأولى، كما تبنى فى ٢٥ أكتوبر الماضي، هجوما انتحاريا على أكاديمية للشرطة هناك، ما أسفر عن مقتل ٥٩ شخصا، وإصابة أكثر من١٠٠ آخرين.
ويبدو أن الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية المتردية فى الدولتين، توفر فرصة سانحة لداعش، للمضى قدما فى تكتيك الهروب إلى الأمام، خاصة فى ظل الخلافات المتبادلة بينهما، بتشجيع الجماعات المتطرفة على جانبى الحدود.
والمعروف أن طول الحدود بين البلدين يبلغ ٢.٥ ألف ك.م، وطالما أعلن المسئولون فى إسلام أباد، أن مسلحى «طالبان باكستان» يرابطون فى أفغانستان المجاورة، ومنها يشنون هجماتهم داخل باكستان.
وفى المقابل، تتهم أفغانستان جارتها بأنها تتعمد عدم ملاحقة قادة حركة «طالبان» الأفغانية على أراضيها، أى أن كل عاصمة فى البلدين تتهم نظيرتها، بأنها لم تتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة للقضاء على مسلحى «طالبان» فى جانبى الحدود.
وكانت باكستان أغلقت فى إبريل الماضى نقطة العبور فى المنطقة الحدودية «خط دوراند، الذى رسمه المستعمر البريطانى عام ١٨٩٣، كخط للحدود بين البلدين، بيد أن أفغانستان لم تعترف به». 
ونظرا لطول الحدود بين البلدين، فإن هناك تحذيرات من أن «داعش» سيزيد من وتيرة هجماته فى الفترة المقبلة، بل إنه قد ينطلق من هذه المنطقة الحدودية، للتوسع فى دول آسيا الوسطى أيضا، مثل أوزبكستان وطاجيكستان.
ولعل تزامن الهجمات الأخيرة فى كابول وكويتا، قد يكون رسالة مقصودة من داعش، بأنه ماض قدما فى تكتيك الهروب إلى الأمام بعد هزائمه فى معاقله الرئيسة بالعراق وسوريا، وأنه قادر على التحرك فى أكثر من دولة فى وقت واحد، وفى الدولة الواحدة، فى أكثر من مكان.
وكان مسلحون هاجموا فى ١٨ ديسمبر مركزا للتدريب العسكرى تابعا للاستخبارات الأفغانية فى غرب العاصمة كابول، واشتبكت قوات الأمن الأفغانية مع المسلحين، الذين حوصروا فى ورشة بناء بمركز التدريب.
وقال مصدر من إدارة الاستخبارات الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية «المسلحون كانوا يختبئون فى مبنى قيد الإنشاء، وقمنا بتفجير سيارتهم المفخخة، وقتلنا اثنين أو ثلاثة منهم»، فى إشارة إلى سيارة مفخخة أحضرها المهاجمون إلى المكان. 
وبدوره، قال المتحدث باسم شرطة كابول بصير مجاهد إن اثنين من رجال الشرطة جرحا، دون تسجيل إصابات فى صفوف المدنيين، فيما أعلن «داعش» مسئوليته عن الهجوم، عبر وكالة «أعماق» التابعة له. 
ووصف مراقبون الهجوم بأنه ضربة قوية للشرطة والجيش الأفغانيين، اللذين يواجهان صعوبات كبيرة فى مواجهة الهجمات الانتحارية. 
ولعل ما يزيد مأزق السلطات الأفغانية، أن شاحنة مفخخة كانت انفجرت فى الحى الدبلوماسى فى كابول فى مايو الماضي، مما أدّى إلى مقتل نحو ١٥٠ شخصا، وجرح نحو ٤٠٠ آخرين، غالبيتهم من المدنيين، ولم تعلن حينها أى جهة مسئوليتها عن الهجوم، لكن الحكومة الأفغانية قالت إنه من تنفيذ شبكة «حقاني» المتحالفة مع حركة طالبان.
واللافت أن هجوم ١٨ ديسمبر فى كابول، جاء بعد يوم من مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من عشرة آخرين فى هجوم على كنيسة بمدينة كويتا، بإقليم بلوشستان، فى جنوب غربى باكستان، الذى يبعد نحو ٦٥ كيلومترا من الحدود مع أفغانستان.
وحاول مسلحان يرتديان أحزمة ناسفة دخول الكنيسة، لكن تم اعتراضهما عند البوابة، حسبما قال سرافراز بوغتي، وزير داخلية إقليم بلوشستان، فى تغريدة بموقع «تويتر».
وأضاف بوغتى أنه إذا لم يتم إيقاف الاثنين، لكان الهجوم قد أسفر عن مقتل المئات، موضحا أن مهاجما فجر نفسه، بينما تم إيقاف الآخر فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وغالبا ما تستهدف تفجيرات انتحارية، أبناء طائفة الهزارة الشيعية فى منطقة بلوشستان، ذات الأغلبية السنية، وبالنظر إلى أن كويتا، وهى عاصمة إقليم بلوشستان، تعتبر معبرا مهما يربط بين أفغانستان وباكستان، فإن القلق يتصاعد من هجمات أكثر دموية، قد يشنها داعش، فى الفترة المقبلة، مستغلا سهولة تحركاته على جانبى الحدود، وانضمام عناصر هناك لما بات يعرف بـ«ولاية خراسان».
وكان داعش أعلن عن تدشين «ولاية خراسان» فى المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان فى بداية ٢٠١٥، بعد ظهوره فى يناير من هذا العام فى مقاطعة «ننجرهار» بإقليم «خراسان» شرقى أفغانستان على الحدود مع باكستان، حينها اختار حافظ سعيد خان أميرًا لولايته المزعومة، قبل مقتله، فى غارة جوية أمريكية شرقى أفغانستان فى أغسطس ٢٠١٦.
وبعد إعلان «ولاية خراسان» التابعة لداعش فى أفغانستان وباكستان مسئوليتها عن الهجومين الأخيرين، فى كابول وكويتا، زاد القلق فى البلدين، اللذين يقعان فى جنوب آسيا، وتربطهما أيضا حدود مع عدد من دول آسيا الوسطى.
ولعل ما يضاعف المخاوف فى هذا الصدد، أن اختيار داعش لاسم «خراسان» لم يكن محض صدفة، لأن هذا الاسم يرتبط بمنطقة تاريخية كانت تشمل فى السابق مناطق فى إيران وأفغانستان وباكستان، بالإضافة إلى الأقاويل، التى يرددها البعض حول «أن جيشا سيخرج من تلك المنطقة لتحرير القدس».
بل وهناك من عزا تسمية خراسان إلى أحد أولاد سام بن نوح، وتحديدا خراسان بن عالم بن سام بن نوح، فيما عزا آخرون التسمية إلى خيراته الكثيرة.
فإقليم خراسان التاريخى كان يوجد فيه جبال وأنهار كثيرة فى الوقت ذاته، ولذا يتمتع بتنوع منتجاته الزراعية، وفى شماله الشرقي، كان يوجد به مناطق رعوية تمتد عبر الأراضى الصينية والروسية، ما أسهم فى نشر الإسلام، حتى وصل إلى الصين.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن الطبيعة الجبلية فى منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان، وانتشار تنظيمات مسلحة كثيرة فيها، أبرزها حركة طالبان وتنظيم القاعدة، يوفر فرصة لداعش لتجنيد عناصر مدربة على القتال، مستغلا تغيير التحالفات والانشقاقات فى صفوف منافسيه.
وكانت وفاة زعيم حركة طالبان فى أفغانستان «الملا محمد عمر» أدت إلى زيادة الصراعات داخل الحركة، وانضم عدد كبير من مقاتليها إلى داعش، وكان الزعيم السابق لطالبان فى إقليم هلمند جنوبى أفغانستان «عبدالرؤوف خان»، أحد أول المنضمين للتنظيم.
ويتردد أن نحو ١٥٠٠ مقاتل منشق عن طالبان انضموا لداعش، فضلا عن إسلاميين من أوزبكستان، ويستغل داعش المشاعر والمعتقدات الدينية والبطالة المنتشرة على جانبى الحدود لتجنيد فئة الشباب تحديدا، عبر الزعم «أن حروبه دفاع عن شرع الله».
كما يستغل التنظيم تجارة المخدرات الرائجة فى أفغانستان، لزيادة موارده، وإغراء المزيد من الشباب، ويتردد أن داعش ربح ما يقرب من ٥٠٠ مليون دولار من هذه التجارة، عبر إرسال الهيروين الأفغاني، لتجار المخدرات بدول آسيا الوسطى، ومنها إلى روسيا وأوروبا.
وازداد قلق الصين ودول آسيا الوسطى، التى تشترك فى الحدود مع أفغانستان وباكستان، من خطر تمدد داعش فى آسيا، بعد تقرير، أصدرته «مجموعة الأزمات الدولية» ومقرها بروكسل، أشار إلى أن ما بين ٢٠٠٠ و٤٠٠٠ شخص من الدول الخمس فى آسيا الوسطى (كازاخستان، قيرغيزستان، أوزبكستان، طاجيكستان وتركمانستان)، ذهبوا إلى العراق وسوريا منذ ٢٠١١.
وأثار التقرير السابق قلق رئيس طاجيكستان «إمام على رحمن» من ظهور داعش فى بلاده، وأعلنت السلطات هناك عن تدابير مشددة للغاية، مثل فرض حلق اللحى وقيود على الحج السنوى إلى مكة المكرمة، وانطلاق حملة ضد ارتداء الحجاب، كما أطلق «إمام على رحمن» حملة إعلامية كبيرة ضد داعش، ووعد بالعفو عن عناصره التائبين.
وفى ٦ مايو ٢٠١٥، ظهر الطاجيكى فروخ شريفوف أمام وسائل الإعلام فى بلاده، بعد أن ترك صفوف داعش فى سوريا، وقال: «إننا مئات من الشبان ذهبنا للمشاركة فى الحرب فى سوريا»، ودان ما سماها الأعمال «الشيطانية»، التى يقوم بها تنظيم الدولة، ما فسره البعض حينها بأنه صفقة مع السلطات للحصول على العفو.
ولكن المفاجأة، أنه بعد أيام من تصريحات شريفوف، نشرت وسائل الإعلام الطاجيكية خبر فرار أحد قادة القوات الطاجيكية الخاصة غول مرود حليموف إلى داعش، فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن أقرباء حليموف أنه اطلع عبر الإنترنت على أفكار داعش، قبل اختفائه.
وحذرت مديرة قسم آسيا الوسطى فى مجموعة الأزمات الدولية ديردرى تينان، من أن داعش يشكل تهديدا جديدا لهذه المنطقة، فيما تستخدم الحكومات هناك، خاصة فى أوزبكستان وتركمانستان، مكافحة التطرف ذريعة لقمع معارضيها، وإغلاق مواقع إنترنت وشبكات تواصل اجتماعي، بدعوى أنها وسيلة دعاية لتنظيم الدولة.
وتكاد تتوفر فى دول آسيا الوسطى المسلمة، الظروف نفسها، التى يستغلها داعش فى أفغانستان وباكستان، خاصة انتشار البطالة والفقر.
وظهرت تحذيرات أيضا من أن مخطط «داعش» فى آسيا يسير وفق برنامج مدروس، وأنه يقترب حتى من حدود الصين، فالتنظيم بدأ الانتشار على الشريط الحدودى الاستراتيجي، الذى ينطلق من حدود باكستان إلى محافظة «بدخشان»، فى أقصى الشمال الأفغانى المتاخمة للحدود الطاجيكية وحدود الصين، التى تتخوف بشدة من تمدد «الدواعش» فى أفغانستان، بسبب ما تسميه وجود متطرفين بين المسلمين الصينيين من قومية «الإيغور». 
وقالت كيتلين فوريست، الباحثة بمعهد دراسة الحرب فى واشنطن، إن تنظيم «داعش» يريد تحويل منطقة جوزجان، شمالى أفغانستان، إلى محور لوجستى لاستقبال وتدريب المقاتلين الأجانب من عناصره، مشيرة إلى أن التنظيم الذى هزم فى سوريا والعراق بات يعتبر أفغانستان ملاذًا آمنا، ومكانا يستطيع منه الانطلاق فى آسيا، والتخطيط لاعتداءات ضد الولايات المتحدة. 
وأضافت فوريست أن أفغانستان، ذات الحدود سهلة الاختراق، تشكل أرضًا خصبة للقتال وتدريب التنظيمات الإرهابية، خاصة أن الكثيرين فيها قاتلوا ضد السوفييت فى ثمانينيات القرن الماضي، كما درب تنظيم القاعدة عناصره على ما سماه «الجهاد العالمي» هناك.
وبالنظر لخريطة تمدد داعش فى أفغانستان وباكستان، يرجح أن الأسوأ لم يقع بعد، إذ توسع انطلاقا من ولاية ننجرهار فى شرق أفغانستان، وانتشر أيضا فى مقاطعة زابول فى الجنوب على الحدود مع باكستان، وقندوز فى الشمال.
وأفادت وزارة الدفاع الأفغانية بأن «داعش» اتخذ فى البداية مقرًا فى شرق البلاد فى ولايتى ننجرهار وكونار المتاخمتين لباكستان، إذ يتوافد منهما الجزء الأكبر من المقاتلين، مؤكدة انتشار التنظيم أيضا فى ٣ ولايات شمالى البلاد، هى جوزجان، التى نفذ التنظيم فيها سلسلة عمليات دموية استهدفت القوات الأفغانية والشرطة المحلية، وولايتى «فرياب» و«سارِه بول»، إذ قام التنظيم هناك بتدريب منشقين عن «طالبان»، وأعضاء سابقين فى «الحركة الإسلامية» فى أوزبكستان.
ومن جرائم داعش الوحشية ضد المدنيين، ما أصدره التنظيم فى ٥ مارس الماضى من مقطع فيديو لمعقله فى مقاطعة أشين، فى ننجرهار، إذ ظهر فى الفيديو رجلان يركعان أمام المسلحين، الذين يتهمونهما بالعمل كجواسيس حكوميين، ليلقى أحدهما مصيره «حكم الإعدام» رميًا بالرصاص فى الرأس، والآخر تم قطع رأسه. 
وتعد عملية استهداف الشيعة من أقلية الهزارة من أشهر جرائم التنظيم، إذ أدت لمقتل ٨٤، وإصابة ٣٠٠ آخرين، فى اعتداء وقع فى كابول خلال مظاهرة لهذه الأقلية للاحتجاج على مشروع تنموى لا يشمل مناطقهم فى محافظة باميان وسط أفغانستان. 
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية حينها فى اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية، إن انتحاريا فجر نفسه وسط الحشد، فيما تبنى داعش مسئولية الهجوم.
وفى باكستان، أعلنت العديد من الجماعات المسلحة هناك مبايعتها للتنظيم، أبرزها كتيبة «أبطال الإسلام» وهى جماعة متشددة انشقت عن تنظيم القاعدة، وقامت بمبايعة داعش فى سبتمبر عام ٢٠١٤. ومن ضمن الجماعات الأخرى التى بايعت داعش، جماعة «أنصار التوحيد فى الهند وباكستان»، وقامت بمبايعة التنظيم فى أكتوبر عام ٢٠١٤، ودعت لشن هجمات ضد غير المسلمين فى منطقة جنوب آسيا، ردًا على غارات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش فى سوريا والعراق.
وهناك أيضا «حركة أوزبكستان» وهى جماعة تنتشر بين باكستان وأفغانستان وأعلنت دعمها لداعش فى أكتوبر عام ٢٠١٤ وتتكون هذه الحركة المتشددة من خليط من العرب والباكستانيين والشيشان والروس والأوكرانيين والقيرغيز والأوزبك والطاجيك.
ومن ضمن الجماعات المتشددة، التى بايعت داعش أيضا، جماعة الأحرار، وهى مجموعة من المتشددين من قادة حركة طالبان باكستان بينهم المُتحدث باسم الحركة شهيد الله شهيد، وانشقوا عن طالبان باكستان فى أكتوبر ٢٠١٤.
ومن بين قيادات طالبان باكستان، الذين أعلنوا الولاء لـداعش أيضا أمراء كل من مقاطعة أوركزاى سعيد خان، ومقاطعة كرم دولت خان، ومقاطعة خيبر فاتح جل زمان، ومقاطعة هنجو خالد منصور، ومدينة بيشاور المفتى حسن. 
وفى أغسطس ٢٠١٧، أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن هجوم على مدنيين أمام مستشفى فى كويتا فى جنوب غربى باكستان، مما أسفر عن مقتل ٧٠ شخصا، وفى نفس الشهر، قام بهجوم مزدوج فى سوق مزدحمة، فى باراشينار، مع اقتراب عيد الفطر، ما أدى إلى مقتل ٣٩ شخصا، وإصابة أكثر من ٢٠٠ آخرين. 
وفى ٥ أكتوبر ٢٠١٧، قتل التنظيم أكثر من ١٨ شخصا فى هجوم انتحارى على مزار صوفى باكستاني، ووقع الحادث فى منطقة جنداوا فى إقليم بلوشستان فى جنوب غربى باكستان أيضا. 
ووفقا لتقارير باكستانية، فقد وقع ٦٥٧ هجوما إرهابيا فى البلاد عام ٢٠١٦، منها ٤١ ضد الشيعة، مما أسفر عن مقتل ٩٠٧ أشخاص وإصابة ١٥٤٣ آخرين، فيما اعتقلت وكالات تطبيق القانون ١٥٥٢ شخصا بينهم ١٠٩٤ من طالبان و٤٧ من عناصر القاعدة و١٩٨ من داعش، ووقع ١٤٤ هجوما فى المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان، مما أسفر عن مقتل ٣٧٩ شخصا، وإصابة ٣٠٧ آخرين فى منتصف هذا العام.
وبصفة عامة، فإن التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش» تجد فى أجواء عدم الاستقرار، بيئة خصبة، للتوسع والتمدد، وهذا حدث فى أفغانستان وباكستان، وقبل ذلك فى العراق وسوريا.