الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مدينة بيت لحم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طبيعة منطقة بيت لحم منحت لها الكثير من المميزات، التى جعلت الإنسان يسكن فيها منذ أقدم العصور، فهى أرض خصبة ينمو فيها التين والزيتون والعنب، وقد جعله قربها من الصحراء سوقا محببة للبدو، ويقال إن أول استيطان بشرى بها، جاء عندما حطت بعض جماعات من البدو، حول النبع الواقع على بعد ٢٠٠ متر من كنيسة الميلاد.
تقع المدينة على ارتفاع ١١٧٠ مترًا فوق سطح البحر الميت، الذى يبعد عنها مسافة ٢٠ كم فقط، وترتفع نحو ٧٧٠ مترا فوق مستوى سطح البحر البيض المتوسط، وتنتشر المدينة على هضبتين تشكلان جزءا من الفتحة بين البحرين الميت والمتوسط.
ينسب البعض اسم «بيت لحم» إلى «الخمو» وهو إله الحرب أو الطعام الكنعانى القديم، ويعنى اسمها بالعربية «بيت الخبز»، وعرفت المدينة فى التوارة باسم «افراتة أو عفراتة» يعنى الأرض الخصبة، وهو اسم آرامي، ويقال إن مدينة بيت لحم تعود إلى العهد الحجرى، ولكن أول ذكر لها فى المصادر التاريخية جاء فى رسائل تل العمارنة المصرية، العائدة للعصر البرونزى المتأخر (القرن ١٤ ق. م). ومدينة بيت لحم بحسب التقاليد المسيحية هى تامكان، الذى ولد فيه السيد المسيح، فى العام الرابع قبل الميلاد، لم تغدو بيت لحم مدينة مهمة كما هو عليه الحال اليوم حتى العام ٣١٣ ميلادية، وهو العام الذى اعترف فيه الإمبراطور الرومانى قسطنطين بالديانة المسيحية ضمن ديانات الإمبرطورية الرومانية الوثنية، وفى العهد البيزنطى أصبحت مدينة ميسورة، وكان لها برجان، كما يظهر فى خارطة مادبا الفسيفسائية الشهيرة التى تصور الأراضى المقدسة فى القرن السادس الميلادى.
ويتضح من روايات الحجاج المسيحيين الأوروبيين، أن المدينة كانت مزدهرة فى الفترة البيزنطية، وبخاصة خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين؛ حيث شيدت فيها الكثير من الكنائس والأديرة.
قبر راحيل
تك ٣٥: ١٦- «فيما كان يعقوب عائدا من بلاد ما بين النهرين، وبينما هم على مسافة من إفراته، ولدت راحيل وعسرت ولادتها، وماتت راحيل ودفنت فى طريق إفراتة وهى بيت لحم، ونصب يعقوب نصبا على قبرها، وهو نصب قبر راحيل إلى اليوم»، وذكر إرميا هذا القبر فيما بعد عند الحديث عن سبى اليهود إلى بابل «إرميا ٣١: ١٥ – «سمع صوت من الرامة، ندب وبكاء مر، راحيل تبكى على بنيها وقد أبت أن تتعزى عن بنيها لأنهم زالوا عن الوجود»، وإلى هذه النبوءة أشار متى الإنجيلى عند حديثه عن فاجعة الأطفال (متى ٢: ١٧)
يقع المكان قرب بيت لحم عند مدخل المدينة، ووصف بعض الحجاج فى القرنين السادس والسابع المزار بأنه مبنى على شكل هرم من اثنى عشر حجرا «إشارة إلى أسباط إسرائيل الاثنى عشر»، ويعود شكل القبر الحالى إلى نهاية القرن الثامن عشر، وقد أضاف المسلمون إليه فى القرن الماضى دهليزا مع محراب ليصلى فيه المسلمون.
يقع قبر راحيل، زوجة النبى يعقوب، على المدخل الشمالى لبيت لحم، وقد بنى هذا المقام فى عهد الصليبيين، وتم ترميمه عدة مرات خلال العصور التالية، أما البناء القائم حاليا شيده العثمانيون عام ١٦٢٠ ميلادية، ثم أعاد السير مونتفيورى بناء القبة عام ١٨٤١.
على أرض المقام هناك مقبرة تعود لقبيلة التعامرة البدوية التى تقيم فى منطقة بيت لحم حتى اليوم. للمقام أهمية دينية للمسلمين والمسيحيين ولليهود أيضا، كان المكان حتى عام ١٩٦٧م تابعًا لإدارة الوقف الإسلامي، وكان مفتوحًا أمام جميع الزوار سواء للزيارة أو للعبادة، أما اليوم فيخضع لحراسة إسرائيلية مشددة جدًا والدخول إليه صعب لغير اليهود.
لقد شيد الإسرائيليون حول المقام سورًا ضخمًا فصار المكان أشبه بقلعة يصعب على أتباع الديانات غير اليهودية اقتحامها، كشف المنقبون على الجهة المقابلة للمقام من الشارع آثار قناة رومانية، وكان ذلك مصادفة أثناء عملية بناء فى العام ١٩٠٤.