الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بعد احتفاء أردوغان به.. قصة "فخري باشا" سارق المدينة المنورة

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعصبية المهزوز، حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يبدو قويًا بعد افتضاح أكاذيبه بشأن الدفاع عن القدس، فهاجم وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد بسبب إعادة نشر تغريدة حول القائد العسكري التركي فخري باشا وممارساته الإجرامية في المدينة المنورة أيام الاحتلال العثماني لها، فمن هو فخري باشا؟


يرتبط اسم فخري باشا في ذاكرة أبناء المدينة المنورة بتعبير "سفر برلك"، وتعني باللغة التركية "الترحيل الجماعي"، فوفقًا لعددٍ من المراجع التاريخية، فقد لجأ والي الأتراك على المدينة المنورة في تلك الفترة فخري باشا إلى استخدام جميع الأساليب لإخراج أهل المدينة من دورهم ونفيهم، ولم يرحم جنوده أحدًا سواء كان رجلًا أو امرأة أو طفلًا أو شيخًا مسنًا.

وبحسب الباحث أحمد أمين مرشد، الذي راجع آلاف الوثائق التي تمكن من جمعها طوال نحو نصف قرن وتمثّلت بمخطوطات وتسجيلات وصور، فإنّ نكبة "سفر برلك" وعملية التهجير الجماعي الواسعة عبر قطار الحجاز إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للمدينة حين فرقت تلك الأحداث الجسيمة بين الزوج وزوجته، والأم وأبنائها، والأخ وإخوته، ولم تترك حينها صغيرًا ولا كبيرًا دون أن تُجرِّعه مرارتها التي لم تنتهِ تاريخيًا إلا في بداية 1338هـ، وإن كانت آثارها السلبية ظلت مخيمة طويلًا على كافة أطياف المجتمع المدني.
واللافت في هذه النكبة أيضًا كان ضياع تركة ثقافية واقتصادية تمثلت بإهلاك وسرقة ودفن الكثير من المخطوطات والصكوك والذهب والمسكوكات النقدية.
غير أنَّ العرب بقيادة الشريف فيصل نجحوا في نهاية المطاف في حصار فخري باشا وإجباره على الاستسلام، وبالفعل تمّ القبض عليه، وخيَّره الشريف فيصل بين البقاء أو الرحيل ففضّل الرحيل حيث غادر إلى ينبع ومنها إلى مصر ثم إسطنبول.
ويصف ناجي كاشف كجمان (من مذكراته التي ترجمها أديب عبدالمنان) كيفية استسلام فخري باشا قائلًا: "طلب فخري بعد استسلامه وخروجه من المدينة أن يلقي خطبة من منبر المسجد النبوي الشريف، حيث صعد المنبر والورقة تهتز بين يديه وخطب في مساعديه ومعاونيه ومن كان موجودًا من أهل المدينة خطبته اعتذر لهم فيها"!. 
وفي يوم الجمعة 9 يناير 1919م جهزت سيارة لنقل فخري باشا فاستقلها متوجهًا إلى العريش، حيث مخيم الأشراف ومنها إلى ينبع، حيث واصل سيره إلى جدة، ثم إلى مصر، ثم إلى إسطنبول.