خالد جلال يبدع فى تقديم جيل جديد من الموهوبين الشباب للساحة الفنية
يواصل المخرج خالد جلال تقديم العرض المسرحى الجديد «سلم نفسك»، الذى يتم عرضه بقاعة مركز الإبداع الفنى، وهو مشروع تخرج الدفعة الثالثة من المركز، ويستمر العرض حتى نهاية ديسمبر الجاري، وهو من بطولة عدد كبير من الطلبة، منهم: ألحان المهدى، منصور أمين، سارة هريدى، أحمد الشاذلى وشريف عبدالمنعم وآخرون، حيث يضع جلال مشاهديه أمام المرآة المسحورة، التى يسألها الجميع عن عيوبهم وتجيب بكل صراحة دون تجميل أو تزييف ما يحدث.
تدور أحداث العرض حول السلبيات التى طرأت على المجتمع المصري، التى تتمثل فى الفهلوة والنميمة وجحود الأبناء والعنف ضد المرأة وتحول العلاقات الأسرية، إلى مواقع التواصل الاجتماعى، وتأثيرها على الواقع، وغيرها من المشكلات التى أصابت المجتمع المصرى، والعمل من إنتاج ورشة ارتجال لطلبة مركز الإبداع وإخراج خالد جلال.
ومن تتبع أعمال المخرج يبدو له أنه يوجد عدد من هذه القضايا سبق أن تناولها خالد جلال من قبل في عروض الدفعات السابقة، وهو أمر لا يعيب العرض فى شىء، خاصة أن شكسبير نفسه كان يتناول فى أعماله أخطاء النفس البشرية، والتى لا تنتهى وتتشابه فى العالم أجمع ، فما زال التحرش يجوب الشوارع والنميمة تخترق كل بيت، والعلاقات الأسرية فى جفاء وغيرها، ولكن مثلما ناقش خالد جلال فى «قهوة سادة» فتوى إرضاع الكبير، التى كانت تشغل الرأى العام حينها، ناقش هنا تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على الأسرة ووصولها لصعيد مصر، وتأثير ذلك على المجتمع.
فمازال خالد جلال يواصل البحث والتنقيب عن المواهب الجديدة بين أجيال من الشباب، تاهت أحلامها وسط غيوم المجتمع المنشغل بالتفاهات، والكسب السريع للمال، فينير لهم طريق أحلامهم من جديد، ويستخلص من تجاربهم عرضا فنيا يضع الجميع أمام حقيقة قسوة هذا المجتمع، ويقدم نجوما يتمتعون بالموهبة إلى الوسط الفني.
والمتابع لأعمال خالد جلال يستطيع تمييز بصمة هذه المواهب الجديدة، فى عرض أفكارها، وإدخال الموسيقى بشكل متميز لتؤكد على فكرة الاسكتش الذى يتم تقديمه، حيث شارك عدد من الفنانين فى ألحان وغناء عدد من الأغانى، التى تم تقديمها داخل العمل، كما لعبت الإضاءة دورا كبيرا فى تأكيد حالة الصدمة للجمهور، والتعبير عن الحالة المسرحية الموجودة على الخشبة، بجانب التمثيل المتميز للمجموعة بالكامل، ليكتب خالد جلال بهذا العمل شهادة ميلاد نجوم جدد للوسط الفنى ليلحقوا بمن سبقوهم من دفعات سابقة، مثل: محمد فراج وبيومى فؤاد وإيمان السيد وأمير صلاح الدين ونضال الشافعى وسامح حسين ومحمد ممدوح وهشام إسماعيل وغيرهم.
