الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"بوتين" يرد على "نشطاء السبوبة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثناء متابعتى المؤتمر الصحفى السنوى للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، توقفت عند سؤال وجّهه له أحد الصحفيين عن جدوى الإنفاق على تسليح الجيش الروسى وتدعيمه بالأسلحة الحديثة، فى ظل حالة التباطؤ التى يشهدها الاقتصاد الروسى؟ إلا أن رد الرئيس «بوتين» جاء حاسما جامعا مانعا مسكتا جميع الألسنة، حيث روى حكاية متداولة فى التراث الشعبى الروسى عن نجل ضابط بحرى متقاعد، قال لوالده، إنه استبدل خنجره بساعات جديدة، فرد عليه أبوه قائلًا: «هذه الساعات جيدة فى الواقع، لكن إذا جاء إلينا اللصوص غدا، محاولين قتلى أنا وأمك واغتصاب أختك الكبرى، فإنك لن تستطيع إلا أن تقول لهم: مساء الخير، الساعة ١٢:٣٠ بتوقيت موسكو». 
ذكرنى رد الرئيس بوتين بالنغمة التى يرددها الإخوان وأعوانهم من نشطاء السبوبة عن صفقات التسليح التى تبرمها القوات المسلحة ويوقّع عليها بالطبع الرئيس السيسى، فما أن يتم الإعلان عن صفقة عسكرية، إلا وانطلقت صرخات النحيب والعويل تباكيا على أموال الشعب التى يتم إهدارها على السلاح، فى ظل معاناة المواطن المصرى من الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وتدنى الخدمات، هكذا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها. 
أنا شخصيا لم أستغرب هذا الهجوم، لأننى أعلم تمام العلم أن الأوامر جاءتهم من الخارج هكذا، هاجموا الرئيس والجيش المصرى، حاولوا تشويه أى إنجاز تقوم به الحكومة، حاولوا استعطاف الفقراء ومحدودى الدخل بدغدغة مشاعرهم واللعب على وتر أموال الشعب التى ضيعها السيسى وجيشه، لكن رغم كل تلك المحاولات التى كلفت المتآمرين وعملاءهم ملايين الدولارات، إلا أن المواطن المصرى لم يصغ إليهم أو حتى يلتفت لما يقولون، على العكس من ذلك، فقد أعطى المصريون مثالا فريدا من نوعه بوقوفهم خلف دولتهم وجيشهم، ويكفى أن يرى العالم وهؤلاء المتآمرون فرحة المصريين بطائرات الرافال وحاملتى الطائرات من طراز ميسترال جمال عبدالناصر وأنور السادات، وغيرها من الصفقات العسكرية الكبرى التى جعلت العالم كله يحسب ألف حساب للجيش المصرى.
ويوما بعد الآخر يتيقن الجميع أن تلك الصفقات كان لا بد منها لحماية الحدود والأمن القومى المصرى، فى ظل منطقة ملتهبة شهدت العديد من التقلبات الجذرية، فيما يعرف بالربيع العربى، خراب حل على دول المنطقة أدى إلى ضياع سوريا ثم ليبيا واليمن، ولولا الجيش المصرى العظيم لوجد المصريون أنفسهم أمام نفس المصير.
والسؤال المهم هنا: ما الهدف وراء تلك الأكاذيب ولماذا يتبناها الإخوان مع هؤلاء النشطاء؟ الإجابة ببساطة لأن الجيش المصرى منفردا نجح فى وأد مخططاتهم فى مهدها، بداية من ٢٥ يناير ٢٠١١ حتى الآن، فى وقت انهارت فيه باقى مؤسسات الدولة تقريبا، فأصبح الجيش المصرى هو الهدف الأول والصيد الثمين بالنسبة لهم، ونسى هؤلاء والدول التى تدعمهم أن الجيش المصرى هو الجيش الوحيد فى العالم الذى لا يمكن فصل تكوينه عن نسيج الشعب المصرى، بكل طوائفه وأعراقه، إلى الحد الذى جعل البعض يظن أن بناء الجيش سبق بناء الدولة المصرية نفسها.