أكد هان بينج المستشار التجاري والاقتصادي الصيني، أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، حقق زخمًا كبيرًا في عام 2017 ودخل مرحلة ذهبية جديدة من التنمية، حيث شاركت مصر بصفتها ضيفة شرف في معرض الصين العربي في سبتمبر الماضي، مشيرًا إلى عقد الدورة السابعة للجنة لاقتصادية والتجارية المشتركة ببكين في يوليو الماضي، حيث تم التوصل إلي توجهات التعاون خلال المرحلة المقبلة.
كما عقد أول اجتماع للجنة التنسيق الحكومية للتعاون الاقتصادي والتجاري المشتركة في مدينة تيانجين الصينية هذا العام.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، اليوم "الثلاثاء"، بمقر السفارة الصينية بالقاهرة أن هذا العام شهد توثيقا للتعاون في مجالات التصنيع وتحديث القطاع الزراعي والبنية التحتية والمالية وتسهيل التجارة والاستثمار والحد من الفقر، لافتا إلى أن الجانبين يبحثا حاليا تنشيط التعاون في مجالات التكنولوجيا الفائقة خاصة الأقمار الفضائية والطاقة الجديدة وذلك في إطارالتعاون بين الصين والدول العربية ومصر( 1+2+3 ).
وأفاد بأن الصين لا تزال تحتفظ بمكانتها كأكبر شريك تجاري وأكبر مصدر لمصر وأن تصدير الحاصلات الزراعية لمصر مستمر في التوسع مما ساهم في تحسين العجز التجاري بين البلدين، وقد تم تصدير البرتقال للصين بقيمة 80 مليون دولار خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضي فضلا عن دخول العنب المصري إلي السوق الصينية.
وعن الاستثمار، قال إن الاستثمارات الصينية زادت في مصر بمقدار 106 ملايين دولار خلال النصف الأول من عام 2017 بزيادة تقدر بنحو 75 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي وبذلك احتلت المرتبة السادسة في قائمة المستثمرين الأجانب وقد بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في مصر 5ر6 مليار دولار وفقا للإحصاءات الصينية، وأهم الشركات الصينية التي ضخت الاستثمارات الجديدة هذا العام هي شركات جوشي ودايون للدراجات النارية وتيدا وشركة الملاك لإنتاج الخميرة ونيو هوب، مشيدًا بجهود الحكومة المصرية لتحسين بيئتها الاستثمارية.
وعن التعاون المالي، أوضح أن التعاون الثنائي في المجال المالي شهد ازدهارا كبيرا، حيث تم بدء تداول اليوان الصين في مصر وقام بنك التنمية الآسيوي بالتفاوض علي برنامج قرض خاص للبنك المركزي المصري وبنك مصر الدولي وكذلك التوقيع علي أول عقد قرض خاص لليوان لمصر مع بنك العربي الدولي، مشيرا إلي أن البنك المركزي المصري وقع مع نظيره الصيني علي اتفاقية في عام 2016 يتم بموجبها تبادل العملات المحلية بقيمة 18 مليار يوان.
كما تم التوقيع في العامين الماضين على اتفاقيات بقيمة 5 مليارات دولار لتوفير قروض وتعاون ائتماني بين البنوك المصرية وبنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد ومصرف التنمية الآسيوي وشركة ( أي. سي. بي. سي) وشركة سينشو بينما يتفاوض حاليا البنك المركزي الصيني مع البنك المركزي المصري لتوفير قروض بقيمة 7 مليارات يوان صيني.
وعن منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، أوضح أن إجمالي الاستثمارات الصينية في هذه المنطقة تجاوزت مليار دولار ووفرت من 3000 فرصة عمل في السوق المصري وقد تم الانتهاء من البنية التحتية للمرحلة الأولي من خلال توسيع 2 كيلومتر وحاليا تبذل الجهود لجذب الاستثمارات إليها.
وعن مبادرة الحزام والطريق، أفاد بأن وفدا مصريا رفيع المستوي شارك في قمة منتدي الحزام والطريق للتعاون الدولي في مايو الماضي بينما نظمت جمعية رجال الاعمال المصرية بالتعاون مع الاتحاد الصيني للصناعة والاقتصاد منتدي الاعمال في أبريل الماضي بالقاهرة مضيفا أن الصين نفذت مشروع خط الكهرباء لنقل 500 كيلوفولت للشبكة الحكومية، وقد تم التوقيع على مشروع سكة حديد لمدينة العاشر من رمضان لإقامة أول خط سكة حديد كهربائي في مصر.
كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا التوقيع علي مشروع منطقة الاعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة وهو يعد أكبر مشروع صيني في مصر.
وعن السياحة أشار إلي ارتفاع عدد السائحين الصينيين إلى مصر لأكثر من 300 ألف سائح هذا العام بالمقارنة 130 ألف سائح عام 2016.
وقال هان بينج إن الدورة التاسعة عشر لمؤتمر الحزب الشيوعي في أكتوبر الماضي ألقت الضوء علي أهداف الصين في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتي ترتكز علي بناء نوع جديد في العلاقات الدولية وتقاسم المكاسب، موضحا أن بكين سوف تدعم بنشاط التعاون الدولي في إطار مبادرة الحزام والطريق وهذا يرتكز علي تعزيز استراتيجيات التنمية مع الدول ودعم التعاون الصناعي ومشروعات الربط والتوسع في التعاون المالي.
وأضاف أن الصين ستتفاوض مع الدول للتوصل إلى اتفاقيات حول الترتيبات التجارة التفضيلية وحماية الاستثمار ودعم التعاون في مجالات الجمارك والحجز الصحي والنقل واللوجستيات والتجارة الالكترونية، مشيرا إلى أن بكين ستبذل الجهود للإسراع في دعم التجارة من خلال تشجيع تصدير التكنولوجيا الفائقة والتصنيع وكذلك تعزيز الابتكار وتطوير تجارة الخدمات.
كما ستعمل بكين على تطوير نماذج وأشكال جديدة للتجارة وتطوير التجارة الالكترونية عبر الحدود والخدمات المتكاملة للتجارة العالمية وسوف تستضيف الصين المعرض الدولي للتصدير والاستيراد عام 2018 بهدف خلق فرصة للتعاون لجميع الدول وإقامة الأعمال.
وأوضح أن الصين ستعمل على دعم تسهيل وتحرير التجارة والاستثمار من خلال دعم نظام تجارة متعدد الأطراف وتنفيذ اتفاقية منظمة التجارة العالمية حول تسهيل التجارة ودفع تحقيق الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية لتحقيق النتائج الإيجابية.
