الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

البحيري وزيدان وتزييف أسباب الإرهاب!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
■ مضحكة ومثيرة للشفقة فى آن تلك التحليلات البائسة والتى تزيف أسباب الظاهرة الإرهابية وتردها إلى كتب أو فتاوى أو خطاب دينى بعينه!! 
■ ولأن الاستسهال هو طريقنا وإبراء الذمة هو هدفنا والتحلل من أعباء المهمة البحثية سمتنا التقليدية!! 
■ فنحن نتعب من الحفر ونمل من التنقيب ولا نسعى أبدًا كى نطال الجذور، فالمهمة شاقة ومضنية وتحتاج إلى بحث رصين دءوب لم نألفه فنحن أمة الاستسهال (بساط الريح والمصباح السحري)!!
■ نعقد المشكلة ولا نهتم بطرح الأسئلة، بل نهتم بالحصول فقط على إجابات وروشتات!! 
■ ومنذ أن ادعى (إسلام البحيرى) وغيره أن كتب ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وكتب المودودى وسيد قطب هى سبب الإرهاب!! 
■ حيث الحل الناجز وقتها طبعا، هو حرق تلك الكتب أو منعها كما تفعل بعض الدول الآن!!
■ وإمعانًا فى التزييف والتيه يخرج علينا المفكر الإسكندرانى الأكبر والمتعالى على نوبل وما تحتها من جوائز (يوسف زيدان) مدافعًا عن ابن تيمية ومستغرقا فى الاختلاف مع البحيرى!!
■ وتتوه الظاهرة الإرهابية وتزيف بين «تشنج» البحيرى و«تعالى» زيدان، ونرجيسيتهما. تظل الناس تُذبح بينما نحن غارقون فى قيعان المثقفين المنتفخين الذين يوهموننا أنهم وجدوها، ويضعون لنا روشتات بينما التشخيص للمرض خطأ أصلا لنظل غارقين حتى الثمالة فى هجاء ابن تيمية على طريقة البحيرى أو الدفاع عنه على طريقة زيدان بينما لا تعدو أن تكون كتب ابن تيمية وغيره مجرد غطاء ووسيلة وليست سببًا للظاهرة الإرهابية!!
■ حيث لم يدرك البحيرى وزيدان وغيرهما أن هذه الكتب موجودة منذ قرون مضت ولم يسألا أنفسهما لماذا لم تصنع تلك الكتب إرهابًا من ١٠٠ عام أو من ٢٠٠ عام أو حتى أيام الملكية القريبة. 
■ لماذا الآن، ولماذا عندنا؟! 
■ ولماذا لم تكتو بلد المنشأ للوهابية بالإرهاب بينما نقتل ونحن سجود ونتهدد يوميًا بزوال الوطن وضياع الدولة؟! 
■ وهل كتب ابن تيمية موجودة عندنا فقط أم أنها موجودة فى الإمارات والكويت وأندونيسيا وغيرها؟! 
■ وهل سلطنة عمان تخلو من كتب ابن تيمية والمودودى وقطب وغيرهم؟! 
■ ولماذا لا نسمع عن تنظيمات سلفية جهادية عمانية أو مغربية؟! 
■ نحوا البداهة والخفة وتزييف التوصيف وتزييف الحلول، ولا تنشغلوا بالبحيرى وزيدان فالتشخيص الخطأ يقود إلى علاج خطأ وإلى تدهور مستمر فى حالة المريض!! 
■ ألم يسأل أحد لماذا لم يتحول الإرهابى إلى (مجرم مفرد) (مسجل خطر وفقط) ولماذا يطرح الدواعش أنفسهم «كدولة»، ويسمون أنفسهم تنظيم «الدولة» الإسلامية!!
■ لماذا تطرح الإخوان نفسها «كدولة» للخلافة ولماذا ادعى البنا أن «الحكومة» تحديًا ركن من أركان الإسلام وأن إقامتها فريضة؟! 
■ وكيف ينفذ الإخوان إلى المصريين، وهل ينفذون إلا من حيث «غابت الدولة» عن أدوار رئيسية لها فى التعليم والصحة والخدمات والرعاية الاجتماعية لليتامى والأرامل ومعدومى الدخل والبطالة وحضانات الأطفال ودور الأيتام وإنشاء المستوصفات التى تقدم خدمات علاجية رخيصة للفقراء ومحدودى الدخل وهل نفذ حزب الله فى الجنوب اللبنانى إلا من نفس ذات الفراغات حتى رفعت الناس هناك علمه بدلا من علم الدولة!! 
■ الظاهرة الإرهابية جذرها محض سياسى وليس دينيا. 
■ الإرهاب يقدم نفسه على أنه «دولة بديلة» لدولة فاشلة منسحبة من أدوارها الأساسية وينفذ من فراغات نحن نصنعها وأدوار أساسية للدولة متروكة ومهملة وأدوار ليست للدولة تشغل نفسها بها!!
■ باختصار شديد: الظاهرة الإرهابية ناتجة عن (التباس دور الدولة) لدى حكامنا منذ ٦٠ عامًا مضت فليس دور الدولة أن تبنى الأهرامات أو تحرر القدس، دور الدولة أن تحل لك مشاكلك اليومية وتحسن لك الخدمات وتخلصك من عذاباتك اليومية أو تخففها وتؤمن يومك وتطمئنك على غدك، دور الدولة أن تحميك وعيالك وأن توفر لك الأمن والعدالة الناجزة. 
■ دور الدولة أن تعبد لك الطرق وأن تنشئ لك الحدائق والمحاكم وأن تُسرع لك وقت الحاجة لها، وألا تنسحب من أدوارها الفعلية والأساسية المنوطة بها لكى لا يستغلها الإرهابيون!!
■إن من حكمونا طوال سنين مضت لم يقيموا (دولة) ولكنهم أقاموا (سلطة)، وهم كسالى حتى فى المراوحة بين (الدولة والسلطة) مثلما يفعل جيراننا العرب الذين لم نعد قادرين على اللحاق بهم ناهيك عن دول أوروبا طبعا!!