الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس بولس حليم يكتب "ثقافة المعرفة"

القس بولس حليم
القس بولس حليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشهادة وحدها لا تكفى، أعلنت إحدى الشركات عن مسابقة لطلب موظفين للشركة.. وتقدم الشاب الحاصل على شهادة عالية بالإضافة إلى دراسات تخصصية أخرى، وبعد المقابلة مع مسئول التوظيف فوجئ بالرفض بالرغم من إمكانياته فتساءل عن السبب فكانت الإجابة أن ثقافته المحدودة لا تؤهله لشغل هذه الوظيفة!! 
تذكرت هذا الموقف عندما قرأت هذه المعلومة: إن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها «هنا غذاء النفوس وطب العقول»، والذى يدرس الحضارة المصرية القديمة وخصوصًا العصر القبطى يعرف أن المصريين حرصوا على العلم والثقافة لدرجة أن كل كنيسة كانت بها مدرسة لأنها كانت تعلم أن القراءة والتثقيف هى حجر الزاوية فى تكوين وتشكيل ونمو شخصية الإنسان بكل مهاراتها وإبداعاتها وهى التى تصل الإنسان بماضيه وحاضره ومستقبله.
وإذا ما رصدنا الواقع المصرى نجد أننا نعيش فى عصر التلفاز والكمبيوتر وشبكة المعلومات (الإنترنت) حتى أصبح الكتاب منسيًا، وإذا علمت أن أكثر من ٧٠٪ من مستخدمى الشبكات الإلكترونية يدخلون على المواقع التى لا نفع لها بدلًا من القراءة والتثقيف، وأن مصر مازالت بها أمية، وأنه توجد نسبة كبيرة من المصريين غير مثقفة حتى البعض ممن يحملون درجة الدكتوراه ثقافتهم محدودة! 
وبنظرة متأنية لفحص الارتباط بين القراءة والمجتمع نجد أن القراءة من أهم المعايير التى تقاس بها المجتمعات، فالمجتمع القارئ هو المجتمع المتقدم الذى ينتج الثقافة والمعرفة ويطورها بما يخدم تقدمه وتقدم الإنسانية 
فإذا أردت أن تغير مجتمعًا ستصطدم بالثقافة المحدودة التى تعوق نمو أى مجتمع. 
ولكى تغير أى مجموعة أو مجتمع فلابد من تغيير الذهن أولًا حتى يستطيعوا استيعاب التغيير والتجاوب معه، وهنا مكمن الخطورة التى نعيشها اليوم.
أما خطورة عدم القراءة فقد تؤدى إلى ضحالة المستويين العلمى والثقافى وضيق الأفق. 
وضحالة الفكر وجمود العقل وأيضًا عدم القدرة على التطوير والإبداع والابتكار.
وكذلك قصور الأداء الوظيفى وعدم نمو مستقبل الإنسان العلمى والعملي
أما القراءة فى المعارف المتنوعة فلها فوائد جمة فهى تقود الإنسان إلى تنمية العقل وصفاء الذهن وتدعيم الثقة بالنفس. وأيضًا امتلاك مفاتيح المعرفة واكتساب مهارات حياتية وتنمية المواهب والقدرة على التعبير وكذلك اتساع الأفق وتنمية اللغة والاستفادة من تجارب الآخرين، وتنمية القدرة على النقد وإثارة الوعي... إلخ
إذا كيف نقرأ:
١- وضع برنامج يومي للقراءة والمطالعة حتى نتعود على ذلك. 
٢- تلخيص الكتاب الذى نقرأه. ٣- تقييم الكتاب الذى نقرأه. 
٤- تطبيق عملى للخبرات التى حصلنا عليها من القراءة .
٥- تنوع القراءات من كتب دينية علمية أدبية اجتماعية... إلخ. 
٦- اعرف شيئا عن كل شيء (ِاعرف معلومات بسيطة عن كل المجالات) واعرف كل شيء عن شيء (تخصص فى علم معين)... إذا قرأت جيدًا تصير شخصية ناضجة فتجد الحياة، لأن المسيح له المجد حينما أراد تغيير البشرية غير ذهنها بتعاليمه أولًا ثم جاء التغيير إلى الحياة الأفضل.