الحياة قد تكون أحيانا غير عادلة، تجتمع هى وظروف المعيشة سويا لتحاربك، تصرخ منها أحيانا وتواجه صعوباتها أحيانا أخرى، ولكن عندما يجتمع كل ذلك فى أغلى ما تملك تتحول هذه الحياة إلى بؤس.
عادل صبحى ٥٠ عاما، لا يمتلك من الدنيا سوى ابنته سما وابنه سيف، ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، رفض القدر أن تكون «سما» كغيرها من الصغيرات، تستمتع بطفولتها كباقى الصغار، ففقدت عينها، بخطأ من طفل صغير أثناء لعبهما، ولم يكن ذلك فحسب، بل لم يجد أبوها مصدرا للعيش وتوفير عدسة لعينها.
يقول عادل: «مطلعتش من الدنيا غير ببنتى سما ٦ سنين وابنى سيف، ربنا رزقنى بيهم فى عمر متأخر، ورضيت وشكرت ربنا واستكفيت بيهم، كانت بتلعب مع واحد من ولاد الجيران زى الأطفال، لكن القدر كان ليه كلام تانى، وهو بيلعب معاها ضربها على عينيها، وبدون وعى وميعرفش اللى عمله تسببت ضربته فى تورم للعين، جريت بيها على الدكتور، قاللى إن شبكية العين تلفت تماما، وعشان ترجع تانى هتحتاج عملية بره مصر، ولأن الظروف المادية لا تسمح، قاللى مفيش حل غير أنك تركب لها عدسة كمنظر جمالى، ودا الحل الوحيد، ولازم تتغير كل ٣ شهور، غيرتها مرة ولحد دلوقتى بـ٧٥٠ جنيها، وعدى عليها ٤ شهور، ومش عارف أغيرها، إما ياكلوا أو أغير العدسة، ومفيش مصدر ثابت أقدر أغير لها العدسة كل ٣ شهور.. يا ريت يبقى فيه حاجة على نفقة الدولة أو حل لمشكلة بنتى.
