الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"البوابة نيوز" في منزل مدحت العدل.. الكاتب الكبير: لا أعيش ببرج عالٍ.. و"بنادي على الناس تعالوا كلوا معايا".. "عبدالناصر" قدر قيمة الفن.. و"مبارك" اعتبر الفنانين بهلوانات

الكاتب الكبير مدحت
الكاتب الكبير مدحت العدل في حواره لـبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعة ونصف الساعة، ربما أكثر، وهو عمر اللقاء الذى جمعنى بالكاتب الكبير مدحت العدل فى منزله، لم أشعر معه بالوقت، وهذه المرة الأولى من نوعها التى يخصنا بها «العدل»، فكان الحوار معه ثريًا وممتعًا فهو حالة فنية نادرة، يصعب تكرارها، سواء فى الكتابة أو الشعر.
احتل «العدل» مكانة فى الوسط الفنى يصعب أن ينافسه فى هذه المكانة غيره من أبناء جيله، التقينا معه بعيدًا عن الضجيج والزحام فى حوار لا يعتمد على السؤال والجواب، وكما اعتاد عليه فى أحاديثه الصحفية، فقررنا ألا نغوص معه فى السياسة كثيرًا، لأننا نرى أنه رجل صاحب مبدأ واحد ولا تتغير آراؤه من وقت لآخر، ولهذا قمنا بالبحث والتنقيب داخل حياة هذا الرجل، لأنه موسوعة ثقافية لا مثيل لها، وأبحرنا بداخله أكثر عن «مدحت» الإنسان الذى لا يعرفه أحد، وتطرقنا معه فى مناطق شائكة وأسرار أخرى فكان معه هذه المعايشة:



أخطاء وطعنات فى حياته

كل شخص فينا لديه أخطاء فى حياته، منا من يمسحها من ذاكرته بسهولة، ومنا من تظل ملازمة له طوال حياته، وأيضا نقابل طوال الوقت أشخاصًا منهم يكونون عند حسن ظننا، وآخرون يكونون عكس ما نتصور وعن أخطاء العدل وطعناته فيقول: بالتأكيد أخطأت فى حق نفسى كثيرًا، ولكن لا أقف عند الأخطاء، ودائما أنظر إلى غد وأتسامح فى أى أحد أخطأ فى حقي، لأنى بطبعى حنون للغاية، وأيضًا انخدعت فى كثير من الأشخاص كانوا قريبين منى للغاية، وللأسف الشديد طلعوا عكس الصورة التى رسمتها لهم، وأنا شخص حسن النية مع الجميع، ومع مرور الوقت اكتشفت أنهم ليسوا كتابًا مفتوحًا مثلي.


مع الأجيال
«مدحت العدل « شاعر وكاتب يعد من أهم الكتاب الذين تركوا بصمة واضحة وكبيرة فى تاريخ الفن المصري، سواء بكلمات أغانيه أو بأعماله السينمائية والدرامية التى تظل فى وجدان وعقول الجميع، لذلك فهو مستمر ككاتب ومبدع، ويظل محافظًا على القمة وسط كتاب مصر والوطن العربي، فعن تلك الاستمرارية والتنوع اللذين أحدثهما العدل، أجاب وكان مستريحًا، ملقى ظهره قليلا إلى الوراء:
استمرارى مع كل الأجيال لم يأت من فراغ، لأن أهم ما يميزنى ككاتب أو فنان، أننى أملك أدوات، وهى قدرتى على التعبير والتواصل مع كل الأشخاص، وفهمى وإدراكى التام لطبيعة المجتمع الذى أعيش فيه، وأتعامل من خلاله، ولدى علاقات ممتدة مع الأشخاص الموجودين فى الشارع، وعلى تواصل معهم بشكل دائم كى أفهم طبيعة مجتمعي، مثل ما قدمت فى مسلسل الداعية فى عز حكم جماعة الإخوان، وتطرقت إلى عزبة القرود، فذهبت بنفسى إليهم وفهمت جيدًا، ففى كل أعمالى أعيش الشخصية جيدًا وأتعايش معها قبل أن أكتبها، فأقوم بالبحث والتنقيب لمعرفة الواقع، وأيضًا حارة اليهود، فهذه الأشياء تجعلنى متنوعًا ومتفردًا بأعمالى السينمائية والدرامية وسط جميع الأجيال التى تترد على كى أواكب كل العصر، وإذا لم أتابع ما يجرى حولى من تقدم وتطور سوف أمكث فى البيت ولم أجد عملًا، بالإضافة إلي أن الدراما التى نشاهدها الآن كل يوم تتغير.
فطريقة السرد، الحكى، فى تغير مستمر، فنرى الدراما من ١٠ سنوات غير الآن، وخلال الأيام الماضية تحدث مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه خلال العصور القادمة التلفاز سوف لا يكون موجودًا بعد ذلك، وأيضًا السينما سوف تتبخر بسبب التقنيات الحديثة، وبالنسبة لى على اتصال طوال الوقت بالذى يحدث فى الخارج، والحمد لله أنا الكاتب الوحيد من جيلى الذى ما زال يكتب ومستمر، لأننى كل يوم أقرأ وأتطور بخبراتى المتراكمة مع العصر المواكب كى أتلاءم مع المجتمع المحيط بي، وسبب استمراريتى وتواصلى مع كل الأجيال سواء شبابًا أو كبارًا حتى هذه اللحظة، إننى طوال الوقت عيناى على مجتمعى وعلى دراية بمشكلاته.


«ليبرالى» مع أولاده
كثير منا يعى مدحت العدل الشاعر والكاتب، ولكن الأب، وهل هو أب ديمقراطى أم ديكتاتوري؟ وهل تزوج سابقًا أم أنه متزوج مرة واحدة.. فأجاب ضاحكًا: والله العظيم متزوج مرة واحدة، ومعقولة اللى يتجوز مرة يعملها تانى، ثم استكمل ولدى ثلاثة أبناء، هم: سارة خريجة جامعة أمريكا، وعمر خريج علوم سياسية، وآية الصغرى وهى ابنتى الوحيدة التى تعمل معى فى المجال، ولست أبًا ديكتاتوريا إطلاقا، فأنا والدى رحمة الله عليه كان ليبراليا للغاية فاستحالة أن أكون ابنه وأكون عكسه مع أولادي، فعلاقتى مع أبنائى هى بالضبط مثل علاقة نبيل الحلفاوى الذى قدمها فى مسلسل «لأعلى سعر» مع النجمة نيللى كريم.


بالعب كرة قدم وتنس

مدحت العدل كشاعر مصري، وكاتب متفرد من نوعه مقارنته بجيله كله، فهو غنى عن التعريف بتاريخه الحافل والكبير، أما حياته الخاصة لا يعرفها أحد ويحيطها بسياج من السرية التامة ـ لا يريد أحدًا الاقتراب منها قط، لذلك كثيرون يرونه أيقونة مغلقة، فأبحرنا بداخله أكثر عن مدحت الإنسان فأجاب بضحكته المعهودة:
لا.. إطلاقا لست أيقونة مغلقة كما يعتقد البعض، ولا أرى نفسى ذلك، فأنا لست أعيش فى برج عالٍ، فأنا شخصية طبيعية للغاية، وأعيش حياتى ببساطة مطلقة ولا أحب التصنع أو التكلف، لدرجة إننى أقوم بشراء كل شيء بنفسى من السوبر ماركت، واستقبل كل الناس بحفاوة شديدة، وأتحدث معهم، وفى أغلب الأوقات أترك سيارتى وآخذ تاكسى وألعب كرة القدم والتنس وأمارس حياتى بكل طبيعية، وإذا لم أقم بذلك لا أعرف أن أتنفس وأعيش قط، فأنا حياتى كلها كتاب مفتوح للجميع، وأقص لك موقفًا يثبت حديثي، كان لدى ندوة بعد ما انتهيت منها، تذكرت إننى لم أفطر، وكان معى شخص من المكتب الخاص بي، فتوقف بالسيارة وقلت له بالمعنى الدارج «أنزل اشترى ليا خبز كبير من اللى يباع فى العربية وجبنة رومى وطرشي، ونزلت من السيارة لكى أقعد فى الشارع وآكل وتعجب منى للغاية الشخص الذى معي، وقال لى يا دكتور مينفعش تدخل العربية، وتاكل فيها، فرديت عليه ليه هو أنا بعمل حاجة غلط، وبالفعل وقفت فى الشارع وأكلت وكل شخص يمر من أمامى وجانبى أنادى عليه بصوت عالٍ وأقول لهم تعالوا كلوا معايا، وأناس كثيرون يسألوننى مندهشين مني، هل من المعقول أنت دكتور مدحت المشهور، فأرد عليهم نعم والنبى الذى أفضل منى ومنكم، كان يتواجد مع البشر وينزل السوق ويقوم بعمل كل شيء بنفسه «فأنا إنسان طبيعى للغاية، أما الفارق الوحيد، وهو أن حياتى الخاصة المكونة من أسرتى وأبنائى فهى شيء خاص بى للغاية وأعتبرها خطا أحمر لا يجوز لأحد الاقتراب منه، ولا يستطيع أحد أن يستفزنى بسهولة قط مهما كان، ولكن لا أتعصب بسرعة شديدة على أهلى بيتى وأحاول بقدر الإمكان أن أتمالك أعصابى وأى شخص من السهل أن يكسبني، لكن بشرط أن يكون صادقًا معي، وأقول رأيى فى أي شيء بكل صراحة ولا أعمل حسابات لأى أحد.


شاعر منذ الصغر
من المعروف أن الدكتور «مدحت العدل» كان طبيبًا فى الأساس، والاتجاه إلى عالم الكتابة والشعر لم يأت من فراغ، حيث ينطبق عليه المثل الدارج «نزل من بطن أمه وهو يكتب شعرًا»، وعن تلك المرحلة من حياته أجاب مبتسمًا:
بالفعل لم تأت موهبتى فى الكتابة من فراغ، فأنا منذ أن كنت صغيرًا أكتب شعرًا فقط، وكان تطلق على أسرتى بالمعنى الدارج « دودة قراءة «، فأنا أعشق القراءة، وأيضا عائلتى التى نشأت بها جعلتنى موهوبًا، فوالدى كان يدرس السياسة، فالمناخ الثقافى فى عائلتى كان به جدل ونقاش كبير فى كل الاتجاهات سواء السياسية والاجتماعية والحياتية، وأخى سامي، رحمة الله عليه، وأيضًا رمزي، يطيل الله فى عمره، الاثنان تخرجا فى معهد فنون مسرحية، وكانت لديهما مكتبة وكل الكتب المتعلقة بالفنون المسرحية قرأتها كلها وأنا كنت صغيرًا.
قاطعته قائلة تقول إنك تعشق القراءة، من كان يبهر «مدحت العدل» من الكُتاب الكبار، وهل هناك مثل أعلي، أجاب: بالطبع قرأتُ للعديد من الكتاب المصريين والأجانب وكل الكتاب العالميين، وأى اسم كتاب عالمى يخطر على بال أحد قمت بقراءته، وأنا فى المرحلة الإعدادية كان هناك عدد من الكتاب الكبار يبهروني، مثل طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس، وكنت أتأثر بالمناخ الثقافى، وأكثر الكتاب الذين تأثرت بهم هو طه حسين بتحليله، لأنه واحد من الذين بعثوا العقل النقدي، فتعلمت منه لا آخذ شيئًا مسلمًا دون التفكير فيه. وفى الشعر أكثر ما تأثرت به هو الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين. قاطعته قائلة: هل الذى يمر به الكاتب مدحت العدل فى حياته الشخصية يؤثر على كتابته، أجاب دون تسرع: بالطبع ويعتبر كثيرًا جدًا، فما أقوم بكتابته به العديد من حياتى الخاصة وحياة الأشخاص الذين حولي، فهناك كاتب كولومبى شهير جدًا حصل على جائزة نوبل، مركيز، فأنا قرأت جميع الكتب التى قام بكتابتها، ثم قرأت سيرته الذاتية، فوجدت أن كل رواياته هى عبارة عن شخصيات قابلها بالفعل فى حياته أو مواقف تعبر عن ذاته بطرق أخري، فأنا أؤكد أن جميع الكُتاب والشعراء بمن فيهم أنا نقوم بالكتابة عن أنفسنا.


عالم السياسة

يعد أسلوب الكاتب الكبير مدحت العدل هو الحوار الدائم والحرية فى التعبير، لذلك أبحرنا معه فى منطقة شائكة للغاية، وهى علاقة رجال السياسة والدولة بالفن والفنانات، وهل أضروا بأهل الفن أم أفادوا، ورأيه فى الرؤساء الذين عاصرهم، ومن أفضلهم فأجاب بصراحته المعهودة وجرأته:
كل عصر وله ظروفه، أرى أننا فى دولة أفراد، وليست مؤسسات، بمعنى أن الدولة التى لا تتغير فيها العلاقة بين السياسة والفن، وتحكم فقط معايير مؤسسية، فالفرد يتغير والمنهج لا يتغير، فإذا كان رئيس الجمهورية يعى قيمة الفن والفنانين مثل جمال عبدالناصر، فالعلاقة بين الطرفين تكون هائلة، وما يقال عن أن عصر عبدالناصر كان متشددًا غير صحيح بالمرة، لأنه عندما أراد المسئولون فى عهده أن يمنعوا فيلم شيء من الخوف، أصر على عرضه، أما السادات فكان يقدر الفنانين بمنطق انفتاحى أكثر، أما مبارك فكانت علاقته بالفن سيئة للغاية، ولا يقدره إطلاقا، ويعتبر الفنانين بهلوانات، أما السيسى فيحترم الفن ويعى دوره جيدًا، فأصبح علاقة الفن بالسياسة فى مصر علاقة أفراد، وليست مؤسسات، وحسب فكر رئيس الجمهورية وتربيته على الفن، لذلك أرى أن رجال السياسة وعالم السياسة أيضًا هو الذى يستفاد من الفنانين، وليس العكس، لأن الفنان هو الذى له تأثير أكثر من رجل السياسة وليس العكس.


أشخاص أثروا فى حياته

مر الكاتب الكبير د.مدحت العدل بالعديد من المراحل العمرية فى حياته « الصبا»،«الشباب»، «النضوج»، وتقابل مع عشرات الأشخاص الذين تأثر بهم وتأثروا به، خاصة أنه أنسان قوى ومن نوع خاص، وعن هؤلاء الأشخاص الذين تركوا بصمة كبيرة فى حياة العدل سواء على المستوى الإنسانى أو المهني، فأجاب مبتسمًا ووجه به ابتسامة حنين إلى الماضي، حيث يبدو أننا غصنا فى صندوق ذكرياته وفتشنا فى أعماقه فقال:
بالطبع لقد مررت بمراحل عديدة فى حياتى والحمدلله أشعر برضا تام عنها كلها ولا أعمل شيئًا قط ضد قناعاتي، ومن أكثر الأشخاص الذين أثروا فى حياتى هو والدى، فهو كان مسئول التنظيم السياسى واشتراكيا ومثقفا للغاية ومتفاهما جدًا، ويعرف جيدًا كيف يتعامل مع الآخر، وكان يتقبل أى شخص وأى رأى يسمعه جيدًا دون أن يصطدم بالشخص الآخر، فهو أثر فىّ جدًا بشخصيته الرائعة، وعلمنى كيفية علاقتى بأولادى مثل ما كانت علاقته هو بنا، أما والدتى فهى أكثر إنسانة كانت تشجعنى على القراءة، وكانت تعطينى جائزة إذا مكثت أقراء كتابًا كاملًا أو جورنالاً، ومن أكثر الأشخاص الذين أثروا بداخلى وكان سببًا فى تغير مجرى حياتى كله، وهو الذى دخلنى مجال الفن وعالم السينما، فبصراحة شديدة هو الذى دلنى على السكة، فكان على الحجار ومحمد الحلو وأصدقاوه ويأتون لنا فى المنزل، وكانوا لا يعلمون إننى أكتب أغانى لأننى بطبعى خجول للغاية، وحتى إلى الآن هذه الصفة فى، وأستحى أن أقول لأى شخص أريد أن أسمعك كلمات أغنية أو ما رأيك فى هذه الكلمات، وهل تستطيع أن تغنيها؟ فبالنسبة لى تلك الأمور مرفوضة تمامًا منذ صغرى إلى الآن، وأيضًا المجتمع المصرى فى الحقبة الزمنية التى ولدت فيها، لأن المجتمع كان مثقفًا للغاية.
قاطعته قائلة: هل مع مرور الأيام والسنين تغيرت عاداتك أو تنازلت عن قناعاتك؟ أجاب بصراحته المعهودة: نعم مع الأيام تغيرت قناعتى كثيرًِا عن بعض الأمور، فمثلا الذى كنت أقوم بمناقشته من ٢٠ عامًا من الممكن ألا أناقشه الآن مثلما حدث عندما قدمت فيلم «الراهب» من أربع سنوات، فهذا الفيلم إذا راودتنى فكرته منذ زمن بعيد كان من الممكن ألا أقدمه لأن به أفكارًا فلسفية كبيرة، وتحتاج إلى نضج من الكاتب كى يستطيع إخراجه بعمق على الورق، لأن فى بدايتى كنت أخاف من مناقشة الأفكار.


حكايته مع عمرو دياب 

تجمع الكاتب الكبير مدحت العدل علاقة إنسانية وطيدة بالهضبة عمرو دياب، فبحكم هذه العلاقة سألنا عن رأيه فى الحالة الذى صنعها عمرو لنفسه وخوضه لأول مرة لتجربة المذيع، فقال بشفافية واضحة: عمرو دياب شخص شديد الذكاء والملاحظة ويعى جيدًا من أين تأتى الثمار، ويعرف أيضًا كيف يختار ما الآن وما بعد ذلك، ومتابع جيد لكل التقنيات الحديثة فى الفن فى مصر وجميع دول العالم، فاستطاع أن يخلق لنفسه حالة عمرو دياب التى نراها الآن، فهو يعتبر من العلامات البارزة التى لا يتكرر مثلها فى تاريخ الفن المصرى على مدار أكثر من ثلاثين عامًا، وإذا لم يكن عمرو علامة بارزة من يكون؟ فهو يتمتع بمكانة بين عشاقه ومحبيه مثل أيقونات الفن، وهم: الراحل العظيم عبدالحليم حافظ والعظيمة أم كلثوم، والقديرة سعاد حسني، فعمرو دياب واحد من هذه الأيقونات.
أماكن مفضلة.. وديوان على الهاتف
عندما يستلهم الشاعر أفكاره لكى يبدأ يعبر بها بالكتابة فى أغلب الأوقات تكون له مرحاب خاص به، كى يستطيع أن يخرج مشاعره الفياضة وأحاسيسه التى تملكه للتعبير عن الموضوع الذى يريده، وعن الأماكن التى يفضلها العدل ليختلى بها بنفسه ويكتب فيها باستفاضة وعمق أجاب مبتسمًا:
الكتابة بالنسبة لى حالة مزاجية خاصة، ومهما يكن حولى ضوضاء وأناس كثيرون، أكن فى عالم آخر خاص بي، وأشعر بانعزالية شديدة عندما أبدأ الكتابة، والفكرة تأتى لى من عند الله، وليس هناك أماكن بعينها أفضلها للكتابة ولا أقيد بأى مكان ما، ما دام هناك فكرة تسيطر على فكرى وتملك كل مشاعري، أستطيع الكتابة فى أى مكان، حتى إذا كان الشارع وسط الضجيج والزحام، لدرجة أن ديوانى الأخير «شبرا مصر» قمت بكتابته آنذاك على هاتفى المحمول، أثناء سيرى بالسيارة، وأيضا أقوم بحفظ أى فكرة تأتينى على الهاتف مباشرة.