الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

لعنة مجزرة الروضة.. "داعش" يتفكك (ملف)

حادث مسجد الروضة
حادث مسجد الروضة الإرهابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التنظيم يفشل فى امتصاص غضب أعضائه بسبب الحادث
«أبوالسعد»: الغطاء الشرعى لـ«ولاية سيناء» سقط.. والقيادات يحاولون تقديم مبررات لقتل المصلين




بدأ تنظيم «داعش» الإرهابى فى سيناء، محاولات احتواء الخلافات بداخله، على خلفية مجزرة مسجد الروضة بالعريش شمال سيناء فى ٢٤ نوفمبر الماضى، والتى سقط فيها ٣٠٥ شهداء.
وكشفت عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة»، كانت انضمت لـ«داعش» وانشقت عنه، أن التنظيم بدأ جلسات حوار داخلية، لامتصاص الغضب فى صفوفه حول عملية مسجد الروضة.
وتابعت المصادر ذاتها، عبر قناة لها على تطبيق «تيليجرام»، أن أصواتا داخل التنظيم تتساءل عن شرعية تنفيذ عملية ضد مصلين وأطفال.
وكشفت المصادر، أن التنظيم يناقش فى الجلسات تكفير كلًا من قبيلة الترابين «إحدى أكبر قبائل سيناء ومتعاونة مع السطات فى مكافحة الإرهاب»، وجماعة ما يعرف بـ«جند الإسلام» المحسوبة على تنظيم القاعدة.
وأشارت المصادر، إلى أن التنظيم لم يفلح بعد فى تحقيق غرضه من جلسات الحوار، لعدم امتلاكه مهارة النقاش المباشر، إذ اعتاد عناصره التحدث من خلف شاشات الهواتف النقالة.
وفى سياق الخلافات بين «داعش»، و«جند الإسلام» كشفت قناة «منبر سيناء»، المقربة من «القاعدة»، عن المسئول عن عملية الروضة، والملقب بـ«مفتى داعش فى سيناء».
وذكرت «منبر سيناء» تحت عنوان «من هو القاضى العام لتنظيم ولاية سيناء؟» تفاصيل عنه قائلة: إن اسمه محمد سعد الصعيدى، وكنيته محمد سعد أبوحمزة القاضى، ينحدر من مدينة رأس سدر جنوبى سيناء، والتحق بداعش فى سوريا لمدة عام، ليعود بعد ذلك إلى سيناء، بأمر من التنظيم ليعمل فى صفوفه داخل سيناء.
وأوضحت أن المفتى الداعشى عمل بالجوانب الدعوية والشرعية والقضائية، ويعتبر أحد العناصر الرئيسة المحركة لما يسمى بـ«ولاية سيناء»، والمسئول عن فتاوى القتل ضد الفارين من «داعش»، كما أنه أباح قتل المصلين، كما حدث فى مجزرة مسجد الروضة.
ولفتت «منبر سيناء» إلى أن «أبوحمزة» معروف عنه، عدم اعترافه بالخطأ، فى إشارة لعدم وجود نية لدى التنظيم للإقرار بجرمه.
يأتى ذلك بالتزامن مع عدم إشارة التنظيم إلى سيناء فى إصداره الجديد من مجلة «النبأ» الأسبوعية، الناطقة باسمه، إذ نشر التنظيم فى العدد «١١٠» مقالة بعنوان «عليكم بالشام»، نفى فيها التصريحات الرسمية الواردة على لسان مسئولين عراقيين وسوريين تفيد بانتهاء التنظيم فى سوريا والعراق.
وأوضح التنظيم، خلال المقال، أنه مطمئن على ما سماه «الجهاد فى العراق»، موجهًا عناصره إلى سوريا واليمن.
وتعليقًا على ذلك، قال طارق أبوالسعد، الإخوانى المنشق، إن التنظيمات الإرهابية قائمة على الغطاء الشرعى، وتضمن بقاء عناصرها فى صفوفها، دون انشقاقات بوجود قناعة دينية لديهم بأفكار التنظيم، مضيفًا: «الإرهابيون ليسوا مرتزقة، وعندما يقتلون فهم يقتلون لفكرة مقتنعين بها، وليس من أجل مقابل مادى». 
وأضاف «أبوالسعد» أن الغطاء الشرعى لـ«ولاية سيناء» سقط مع عملية الروضة، مشيرًا إلى أن التنظيم سيحاول من خلال جلسات الحوار، التى بدأها، تقديم مبررات شرعية لقتل المصلين على لسان شرعييه.
ولفت إلى أن التنظيم مهدد بالانشقاقات إذ لم يوفر شرعيين على كفاءة عالية قادرين على احتواء الشباب والترويج لأن عملية «قتل المصلين» مباحة شرعيًا، حسب ادعائهم.
وشدد «أبوالسعد» على أن الأزمة التى تواجه داعش هى أن التاريخ الإسلامى ليس فيه أى واقعة تشير إلى جواز قتل مسلمين داخل مسجد، ما يعنى أن التنظيم سيحاول إدخال الضحايا فى تصنيف يعتبرهم من خلاله مرتدين، ومن ثم يجوز قتلهم.
وتابع، أن التنظيم فقد أغلب شرعيّيه، ما يعنى أن قدرته على احتواء الأزمة ضعيفة جدًا، ومن ثم يمكن تخيل أن ولاية سيناء ستتفكك ليعود عناصرها، كلًا إلى تنظيماته القديمة، متوقعا أن تنشط الكيانات المقربة من «القاعدة» هذه الفترة لاستقبال الفارين من «داعش». وأشار «أبوالسعد» إلى أن هذه الكيانات تراهن على قوة غطائها الشرعى، وبمجرد سقوط هذا الغطاء تحل كيانات أخرى توفر غطاء شرعيا أقوى تستقطب من خلاله العناصر الفارة من الجماعات المنهارة.