لا يربطنا به سوى بعض صوره المُبهجة التي انعكست على أعماله الكارتونية، والتي لا تزال صاحبة أعلى معدلات مشاهدة لما تنقله لنا من أجواء مليئة بالفرحة والسعادة، فيعد فنانا مُبتكرا تغلغلت شخصياته الكارتونية داخل قلوب الكبار قبل الصغار، هو الرسام والمنتج الأمريكي جوزيف باربيرا.
وُلد جوزيف بمدينة نيويورك في أوائل القرن التاسع عشر في 24 مارس من عام 1911، وربما تمكن منه الحس الفكاهي بسبب أصوله الممتدة إلى إيطاليا مسقط رأس والديه، فدماؤهم قريبة من الروح والدماء المصرية لموقعها على البحر الأبيض المتوسط، الذي يضم الكثير من المدن المصرية.
تمكنت موهبة الرسم من الفنان جوزيف باربيرا منذ طفولته، ولكنه اكتشفها مؤخرا بعدما قضى الكثير من عمره متنقلا بين الوظائف المُختلفة، حيث بدأ كمصرفي ومحاسب حتى اتجه نحو دراسة الفن والرسوم المتحركة بنيويورك في ستوديو فان بورين للرسوم المُتحركة، ومن هنا جاءت نقطة تحوله بتعاونه مع شركة ميترو جولدوين ماير، حيث أسفرت هذه المشاركة بإنجاز فيلم الرسوم المتحركة "القطة ذات الحذاء" والذي تطور فيما بعد ليصبح الكارتون الشهير "توم وجيري".
تعرف جوزيف على المنتج والرسام الأمريكي ويليام هانا، الذي ألقى الضوء على أعمال صديقه بإضافتها مع أعمال الراقص الأمريكي الشهير جون كيلي، من خلال وضع الشخصيات الكارتونية توم وجيري في أعمال الراقص والتي أصبحت بمثابة نقله كبيرة في شهرة الرسام جوزيف، ثم تعمقت علاقتهما سويا حتى أسسا شركة هانا باربرا التي قدمت مجموعة من الشخصيات الهامة في عالم الرسوم المتحركة، والتي نالت الكثير من جوائز الأوسكار وغيرها، إلى أن أصبحت أعمالهم رمزا للثقافة، حيث ترجمت إلى العديد من اللغات.
عاش الرسام الأمريكي جوزيف قرابه قرن من الزمان، ربما يرجع إلى تفكيره الإيجابي والمحب للفرحة والضحك، حيث فارق الحياة في مثل هذا اليوم 18 ديسمبر من عام 2006 عن عمر ناهز 95 عاما.
