"الزوجة الحبيبة للرجل العظيم التي واجهت الأزمات بشجاعة واقتدار" عبارة كتبت على قبر المصرية فتحية رزق سيدة غانا الأولى.
ترجع القصة إلى فتاة مصرية اسمها فتحية رزق ولدت ونشأت في حي الزيتون، لأسرة مسيحية مصرية، كانت الابنة الثالثة لموظف في الخدمة المدنية في مصر، وبعد وفاة والدها تولت الأم تربيتهم ورفضت الزواج مجددًا، وساعدت أبناءها على استكمال تعليمهم.
تركت فتحية الدراسة، وعملت كموظفة بأحد البنوك، وهناك رأها الرئيس الغاني "كوامي نكروما" للمرة الأولى خلال زيارته لمصر 1957، لتخطف قلبه ويقرر الزواج منها، وبالفعل تقدم لخطبتها من والدتها التي رفضت تمامًا مباركة الزواج، خوفًا من ابتعاد ابنتها عنها.
بعد تدخل الرئيس "جمال عبدالناصر" وافقت الأم بشرط إنشاء خط طيران مباشر يربط بين البلدين، وإنشاء سفارة مصرية في غانا، لكي تتمكن من زيارة ابنتها والاطمئنان عليها، وبالفعل وافقت الأم وتم الزواج في غانا ليلة رأس السنة 1958، وبذلك أصبحت "فتحية نكروما" سيدة غانا الأولى.
وكانت "فتحية" محبوبة جدًا من الشعب الغاني الذي أطلق عليها لقب "عروس النيل" وقالت الصحف إن "نكروما ذهب لمصر وأحضر معه عروس النيل".
أنجبت فتحية نكروما ثلاثة أطفال يحملون الجنسية المصرية والغانية "جمال - سامية - سيكو" وبعد حدوث انقلاب عسكري في غانا، اتصلت بـ "جمال عبدالناصر" الذي أرسل طائرة خاصة في الحال لإحضارها وأطفالها إلى مصر، واستضافها في قصر الطاهرة لمدة ثلاث شهور، حتى استقرت في بيتها بالمعادي وتوفت عام 2007، ونقل جثمانها إلى غانا لتدفن بجوار زوجها، وكتب على قبرها "الزوجة الحبيبة للرجل العظيم التي واجهت الأزمات بشجاعة واقتدار".
