الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد "بكار".. إنتاج الرسوم المتحركة "بعافية" في مصر.. المسلسلات الأطفال المدبلجة والأجنبية تغزو الشاشة الصغيرة.. و"حقوقي": مضمونها لا يصنع مستقبل للنشء

مسلسل بكار
مسلسل بكار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد أن انتجت مصر مسلسل بكار المخصص للأطفال، لم يظهر أي مسلسل كارتوني آخر بقوته خلال الفترة الماضية، لنجد في المقابل اتجاه القنوات المختلفة لتقديم محتويات كارتونية وافدة مدبلجة، وهو الأمر الذي أصبح منتشرًا بصورة كبيرة.

وهناك الكثير من الدول تنتج الكثير من تلك المواد الكارتونية الموجهة للأطفال، فدولة مثل تركيا على سبيل المثال تنتج ما يصل إلى 60 مسلسلا كارتونيا في العام الواحد، في حين أن الانتاج في مصر لا يتعدى نصف هذا العدد.


وعبر العديد من الخبراء في مجال السينما والدراما عن انتقادهم لغياب دعم تلك الأنواع من المسلسلات والأفلام من الانتاج السينمائي، ويؤكد مخرج مسلسل بكار "شريف جمال"، على وجود تقاعس من الدولة ممثلة في إهمال أفلام، وهو ما أعزاه لغياب وجود جهة إعلامية تتبنى الأمر كوزارة الإعلام في السابق التي كانت تتبنى هذا الأمر.


قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن برامج الرسوم المتحركة التي تعرض في مصر أغلبها يأتي من ثقافات مغايرة ومختلفة عن الثقافة المصرية، ورغم هذا نجد أن الطفل يتعرض لتلك الأنماط السلوكية السلبية والوافدة عليه، مثل سرقة البنك ومطاردة الشرطة وغيرها من القصص التي تظهر عبر الشاشة البلورية، أمام عين الطفل بصورة تؤثر عليه.

وأشار إلى أن مصر جاء عليها وقت أنتجت فيه عدد من البرامج مثل بكار للتركيز على الثقافة المصرية وتقديم المعلومات الثقافية التي تثري عقل الأطفال، ولاقى هذا المسلسل نجاح كبير، لافتًا إلى وجود الامكانيات التي تؤهل مصر لإنتاج الكارتون والمواد المصورة الخفيفة التي توضع صورة مصر، وتوضع تاريخها ومعالمها بصورة شيقة بدلا من استيراد الكارتون الذي لا يعبر عن الثقافة المصرية.


قال أحمد مصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال، إن المضمون الموجه للأطفال عبر وسائل الاعلام مضمون متأخر جدًا ولا يناسب مستقبل الأطفال في مصر، في الوقت الذي نجد أن الطفل في دولة مثل أمريكا على سبيل المثال لديه غزارة معرفية وثقافية بسبب وجود منظومة متكاملة تعمل على توفير المضمون الثقافي والمعرفي والترفيهي المناسب للطفل الذي يكسبه المعرفة ويشكل شخصيته في الوقت ذاته.

ولفت إلى أن المواد الاعلامية الموجهة للأطفال كالكارتون وبرامج الطفل في مصر محدودة، والموجود منها يقدم محتوى هش لا يركز على القيم والأخلاق والمعرفة ودعم الموهبة، وإنما يركز في أغلب الأحوال على العنف.

كما يظهر في أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة فيخرج علينا في النهاية مواطن عنيف يخوض في أنماط العنف ككسر إشارات المرور والعنف الأسري والطلاق وغيرها.

ولفت إلى أن وزارة الثقافة يجب أن يكون لها دور في الرقابة على المضمون الثقافي عبر وسائل الإعلام، خاصة الموجه إلى الأطفال في مصر، هذا بجانب ضرورة أن يركز الاعلام على تغطية الجوانب المتعلقة بالطفولة خاصة مع تدني البرامج الحوارية والثقافية المتصلة بالأطفال واستحواذ برامج التوك شو على الساحة بصورة ملفتة للانتباه، بما تعرضه من مضمون قد يتضمن محتوى سلبي.


وأضاف عبد الحفيظ طايل، رئيس مركز الحق في التعليم، أن برامج الرسوم المتحركة تنقسم إلى نوعين أحدهما يحمل الطفل على إتباع سلوك عنيف من خلال ما يعرضه هذا المضمون من مشاهد تضع في ذهن الطفل أن البقاء دائمًا للأقوى، ونوع آخر من المضمون والمحتوى الإعلامي يعمل على تنمية روح الابداع والابتكار ويغرس فيه القيم الايجابية داخل المجتمع.

وأشار إلى الحاجة في زيادة البرامج التي تعمل على دعم وتنمية الثقافة لدى الأطفال. ولفت طايل إلى أن المضمون الثقافي داخل مصر أصبح أمام مشكلتين أساسيتين الأولى تتعلق بعدم وجود قيم مشتركة ثقافية، وهذا لتعدد أنماط التعليم داخل مصر، فنجد تعليم خاص بعامة الشعب " التعليم الحكومي وتعليم خاص هذا بجانب تعدد وسائل تلقي المعلومات كالتليفزيون والانترنت"، وغيرها من الوسائل التي يتفاوت وجودها من مكان لآخر فنجد المتلقين في البيئة الريفية مختلفين المدينة.