وثيقة تثبت عروبة المدينة قبل ظهور العبرية بـ 100 عام
لم يقف شيخ الأزهر طويلًا أمام الإعلان الأمريكى باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الصهيونى حتى بادر بالكشف عن وثيقة تثبت أن القدس حرم إسلامى مسيحى مقدس، بين من خلالها أن عروبة القدس تضرب فى أعماق التاريخ لأكثر من ستين قرنًا، بناها العرب اليبوسيون فى الألف الرابعة قبل الميلاد، وقبل عصر أبى الأنبياء إبراهيم بواحد وعشرين قرنا، وقبل ظهور اليهودية التى هى شريعة موسى بسبعة وعشرين قرنا».
وأشارت الوثيقة إلى «أن شريعة موسى وتوراته ظهرت بمصر، الناطقة باللغة الهيروغليفية قبل دخول بنى إسرائيل غزاة إلى أرض كنعان، وقبل تبلور اللغة العبرية بأكثر من ١٠٠ عام، ومن ثم فلا علاقة لليهودية ولا العبرانية بالقدس ولا بفلسطين، مبينة أن الوجود العبرانى فى مدينة القدس لم يتعد ٤١٥ عامًا بعد ذلك، على عهد داود وسليمان، فى القرن العاشر قبل الميلاد، فى ظهور طارئ وعابر حدث بعد أن تأسست القدس العربية ومضى عليه ثلاثون قرنًا من التاريخ».
وأكدت أن احتكار القدس وتهويدها فى الهجمة المعاصرة، يمثل خرقًا للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية التى تحرم وتجرم أى تغيير لطبيعة الأرض والسكان والهوية فى الأراضى المحتلة، ومن ثم فإن تهويد القدس فاقد للشرعية القانونية، فضلًا عن مخاصمته لحقائق التاريخ التى تعلن عروبة القدس منذ بناهها العرب اليبوسيون قبل أكثر من ستين قرنًا من الزمان، مشددة أن الأزهر الشريف إذ يرفض هذه المشروعات، يحذر الكيان الصهيونى والقوى التى تدعمه من التداعيات التى تهدد سلام المنطقة بل سلام العالم كله، ويذكر الكيان الصهيونى بأن الصليبيين قد احتلوا مناطق أوسع مما تحتله الصهيونية، ووقعت القدس فى الأسر الصليبى مدة تزيد على ضعف السنوات التى وقعت فيها فى قبضة الصهيونية الباغية، ومع ذلك مضت سنة التاريخ التى لا تتخلف إلى طى صفحة الاحتلال وإزالة آثار عدوان المعتدين على الحقوق والمقدسات.
وجاء إعلان شيخ الأزهر رفضه لقاء مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مؤكدًا أنه لن يجلس مع مزيفى التاريخ، متسائلًا: كيف لى أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون؟، مشددًا على ضرورة تراجع الرئيس الأمريكى فورًا عن هذا القرار الباطل شرعًا وقانونًا. قرارات أخرى اتخذها «الطيب» لخدمة القضية الفلسطينية وذلك بإعلانه انعقاد مؤتمر الأزهر وحكماء المسلمين، فى ١٨ من يناير المقبل، إلى جانب إعلانه عن مقرر دراسى يتحدث عنها فى مناهج الأزهر بكافة مراحله التعليمية، موجهًا المؤسسات الدينية فى الأوقاف والإفتاء إلى توحيد الجهود من خطب وخلافه للإعلان عن موقف موحد للعالم العربى والإسلامى من تلك القضية ورفض ما يقرره الأمريكان بشأن جزء منها.