الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مصر زمان.. خفة ظل "العقاد" مع صديقه "المازني" وأحد الشحاذين

العقاد
العقاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتقد الكثير أن العقاد لا يعرف الضحك، وأنه كان متجهمًا فى كل صوره، يتوقع أنه لم يكن يعرف أن هناك فعلًا اسمه الضحك طيلة حياته وأنه ولد هكذا «مُكشرًا» عن أنيابه كما لو كان يتوعد الناظر إليه بشر مستطير، ولكن العقاد كان على النقيض من ذلك تمامًا فهو ابن نكتة من الطراز الأول.
للعقاد مع صديقه «المازنى» مواقف مضحكة كثيرة على نقيض الشخصية التي كان يعرفها الجميع عنه، كان المازنى قصيرًا جدًا بينما كان العقاد طويلًا، ولهذا قال المازنى أنهما معا يكونان رقم (١٠)، قفشات العقاد كانت غاية فى الظرف والضحك، وظهر ذلك فى شعره، ومن مواقفه مع صديقه المازنى، حكى العقاد أنه كان يومًا فى القدس هو والمازنى وأحد أفراد أسرة النشاشيبى فأطلق عليهم مجهول الرصاص فانبطح العقاد أرضًا بينما أطلق النشاشيبى ساقيه للريح وبقى المازنى مكانه فى شبه هزة أرضية جعلته لا يقدر على الحركة من مكانه فانفجر العقاد فى الضحك رغم طلقات الرصاص، وبعدما هدأ الجو سأله العقاد عن السبب فى عدم جريه فقال:
- أنا خفت أجرى.. الراجل يشوفنى
فرد العقاد مداعبًا:
- عندك حق يا عبده - خير ما فعلت علشان إنت لما بتكون واقف ما حدش بيشوفك (نظرًا لقصر قامته).
كما كانت للعقاد مواقف كثيرة مع أحد المتسولين فقال:« تعود سائل أن يلقانى فى طريقى، وكان مسكينًا يبدو عليه التعب والحاجة إلى المعونة وسمعت منه أفانين من شفاعة كل يوم، ووجوب الحسنة فيه لسبب يتعلق بحرمة اليوم أو حرمة الأسبوع أو حرمة الشهر. واختلف طريقى عن طريقه أيام الأربعاء والخميس والسبت ولم أبرح المنزل يوم الجمعة كعادتى، ولم أبرحه يوم الأحد إلا لأذهب إلى دار الإذاعة وأعود منها بالسيارة.
ثم صادفنى يومًا فناولته نصيبه اليومى المعلوم، فقبض يده محتجًا وقال:
- يا أستاذ.. إنت عليك ستة أيام وهذا شهر رجب الحرام، وكانت مفاجأة مضحكة للعابس الظريف الذى جابها من قصيرها وأخرج المبلغ المطلوب مع الفوائد وسأله مداعبًا.
- ترى هل تحل الفائدة فى شرعك على الأيام الحرام؟
فيرد المتسول ردًا فى منتهى البلاغة على عملاق الأدب العربي قائلًا:
- يمحق الله الربى ويربي الصدقات
وكاد العقاد أن يموت من الضحك ويروح فى صدقة ولكن الله لطف».