الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أخطر «6» شهور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. مرت مصر على مدى تاريخها الحديث بأيام صعبة، وشهور عجاف، وسنوات خطيرة، عانت الدولة المصرية الكثير والكثير من المخاطر والتهديدات التى لا تنتهى.. منذ ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ كانت المخاطر شديدة على مصر وتحالفت ضدها دِول بعينها، ثم كانت فترة الصدامات بين مجلس قيادة الثورة ومحمد نجيب، ثم صراع جماعة الإخوان مع جمال عبدالناصر وبعد ذلك حرب ١٩٥٦، لتأتى الأيام الأصعب خلال نكسة ١٩٦٧ والتى نتج عنها ضياع سيناء التى تُمثل ما يقرب من ثلث الأراضى المصرية، كانت حرب الاستنزاف صعبة ومُشرِفة فى نفس الوقت، ويُعتبر مشهد وفاة جمال عبدالناصر مشهدًا لا يُنسى فى تاريخ مصر، وطوال (٦) سنوات كانت مصر تنزِف دمًا وتبكى على ضياع أرضها بعد أن أهدرت كرامتها ونال منها العدوان، ليأتى الرئيس الراحل الزعيم أنور السادات ومعه الجيش المصرى العظيم ويُزيل الغُمة ويُزيح النكسة ويسترجع الأرض ويُعيد الكرامة والعِرض. 
.. كان حادث اغتيال السادات فى العرض العسكرى مؤلمًا وعاشت مصر أيامًا صعبة وشهورًا مؤلمة، عشنا بعدها سنوات طويلة خائفين مرعوبين من تنظيمات إرهابية استباحت دماء المصريين وارتكبت مجازر ضد الشعب والشرطة على حدٍ سواء، فقد صالت وجالت هذه التنظيمات وجندوا أفرادًا لخدمة إرهابهم، وكانت المواجهات مع الدولة.. هذه الأيام والشهور والسنون كانت صعبة على مصر. 
.. وخلال أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، عاشت مصر أوقاتًا صعبة، فقد أُقتحمت السجون وأقسام الشرطة وحُرقت المحاكم وانتشرت الفوضى، وتم ضرب جهاز الشرطة، وغاب الأمن والأمان عن بلد الأمن والأمان، واقتربت الدولة من الضياع مع تولى جماعة الإخوان السُلطة وسعيهم لابتلاع الدولة فى «بطن الجماعة»، وبعد خروجهم من الحُكم بإرادة الشعب وثورته عليهم فى الثورة العظيمة فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، شهدت مصر أيامًا وشهورًا أشد صعوبة بعد استهداف تنظيماتهم وميليشياتهم للجيش والشرطة والقضاة والإعلان عن سعيهم لإسقاط الدولة خلال تولى المستشار عدلى منصور الرئاسة ثم تحمُل الرئيس السيسى للمسئولية طوال الثلاث سنوات ونصف الماضية. 
.. و( «كله كوم» والـ ٦ شهور القادمة «كوم» )، باختصار: ستكون الشهور الستة القادمة أشد خطورة وصعوبة وألمًا عن ذى قبل، والسبب: أن مصر مقبلة على انتخابات رئاسية بدأت سخونتها تظهر على الساحة، وأعلنت عدة تنظيمات إرهابية عن نقل عملياتها بالكامل إلى مصر، وأعلن عن نهاية تنظيم داعش فى العراق، ونقل الإرهابيين التابعين لداعش فى سوريا إلى ليبيا ومصر بالتعاون مع تركيا وجماعة الإخوان الإرهابية وبتمويل من «قطر»، كل هذا يزيد الأعباء على مصر ويجعلها تضع «عينها فى وسط رأسها» وتستمر حالة اليقظة فى الـ٢٤ ساعة يوميًا طوال الستة أشهر القادمة، خاصة أن هناك تعاونًا واضحًا بين عناصر الإخوان المسلحين فى مصر وتحديدًا فى سيناء مع عناصر ليبية إرهابية موجودة فى معسكرات درنة ومصراتة والزنتان وخليج البُردة، إذن فالمخاطر شديدة والتحديات فائقة والتهديدات كثيرة، وتحتاج من الجميع لاستنفار كل الجهود للتصدى لأى تهديد قادم، حدودنا الغربية مع ليبيا تقترب من ١٢٠٠ كم وتأمينها يحتاج لجهد ضخم، والإرهابيون لا يعرفون سوى الغدر والخيانة والعِمالة لمن يدفع لهم الأموال الطائلة ويستخدمون الدين ستارًا لهم لخداع الناس، ولابد لنا أن نعرف أن حماية دولتنا مسئوليتنا جميعًا، لأن الشهور الستة القادمة ستكون حاسمة لنا، وسنقف جميعًا وقفة رجل واحد ضد من ينال منا ويُرهبنا بالسلاح، ولن يثنينا عن الوقوف خلف الجيش المصرى فى مواجهتهم، الإرهاب والإرهابيين، والله الموفق والمستعان.