الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كرسي الإسكندرية المرقسي من صانع المعجزات إلى البابا الشاعر

الكرسي الباباوي
الكرسي الباباوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الكرسى المرقسى بالإسكندرية هو سدة الحكم الشرقى، توافد عليه العديد من البابوات، منهم من مر مرور الكرام ولم يقف التاريخ أمامه، ومنهم من قاد نهضة تنويرية وإصلاحية، منهم البابا إبرام بن زرعة فى عهده تم نقل جبل المقطم... وحرم «الرشوات الكنسية»، وأبو الإصلاح البابا كيرلس الرابع الذى اهتم بتعليم «الفتيات» وأنشأ أول مطبعة فى الكنيسة، ومنهم من كان نقطة سوداء فى تاريخ الكنيسة مثل البابا يوساب الثانى فضعف شخصيته أطاح به من كرسى مارمرقس.
«إبرام بن زرعة».. علمانى على سدة مارمرقس
فى عهده تم نقل جبل المقطم... وحرم «الرشوات الكنسية»
ارتبط اسم الأنبا إبرام بن زرعة، البابا القبطى رقم 62 مع القديس بمعجزة نقل جبل المقطم، والتى حدثت إبان حكم المعز لدين الله الفاطمى، وهو بابا «علمانى» فلم يكن راهبًا.
كان يتحلى بفضائل كثيرة، وهو ابن زرعة السريانى، وكان تاجرًا ثريًا وتردد على مصر مرارًا، وأخيرًا أقام فيها، وعندما خلا الكرسى البطريركى أجمع الكل على اختياره بطريركًا، فوزع كل ماله على الفقراء والمساكين.
منع وحرم كل من يأخذ رشوة من أحد لينال درجة بالكنيسة، حرم على الشعب اتخاذ السرارى وشدد فى ذلك كثيرًا.
البابا الذى جلس على سدة مارمرقس فى الفترة من 975 – 979 وُلد فى سورية وكان اسمه إبراهيم، استمرت حبريته 3 سنوات و6 أشهر، وكان وقتها الكرسى البابوى فى كنيسة المعلقة بمصر.
البابا كيرلس الرابع.. أبو الإصلاح 
اهتم بتعليم « الفتيات».. وأنشأ أول مطبعة فى الكنيسة
لقب بـ«أبو الإصلاح»، إنه البابا كيرلس الرابع البابا 110 على سدة مارمرقس الرسول، تولى الكرسى المرقسى فى الفترة من 1853 وحتى 1862، وعاصر الملك عباس الأول، وسعيد باشا.
ولد داود بن توماس بن بشوت بن داود بقرية الصوامعة، مركز أخميم، وترهبن بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر باسم الراهب القس داود الصومعي.
جلس على سدة مارمرقس ما يقرب من السنوات السبع، وتوفى فى 30 يناير عام 1861، فى عهده أنشأ المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية، وفتح مدرسة أخرى فى حارة السقايين وشدَّد فى تعليم اللغة القبطية فيها، كما اشترى مطبعة كبيرة طبع فيها جملة كتب كنسية.
اهتم القس داوود بدراسة اللغة العربية نحوًا وصرفًا، ونظم حلقات للدرس والمناقشة فى الموضوعات الدينية والأدبية والتاريخية على السواء، كما افتتح كتابا فى بوش لتعليم الأولاد اللغتين العربية والقبطية.
وكتب فى ذلك منشورًا مطولًا ينتقد فيه طرق تعليم النشء فى الكتاتيب، وحث الأراخنة والمعلمين وأرباب الحرف على المساهمة فى جمع المال لإنشاء المدارس النظامية لتهذيب البنين والبنات ونشر المعارف الصحيحة فى كل البلاد. 
وكان من إصلاحاته المبكرة أيضًا أن أصدر أيام أن كان مطرانا على مصر منشورًا فى 23 أغسطس 1853 يحذر الكهنة من تزويج البنات القاصرات، وتزويج النساء المترملات المتقدمات فى السن من الشباب، أخذ رضاء وموافقة الزوجين قبل الإكليل المقدس.
ولما تمت رسامته بطريركًا نظم إدارة البطريركية والأوقاف، وأتم بناء المدرسة ليجعل التعليم فى متناول الجميع بعد أن كان مقصورًا على مدارس الدولة التى كان قد أنشأها محمد على واقتصرت على أبناء الوجهاء، وكان يقوم بكل مطالب التلاميذ من دفع مرتبات المدرسين واختارهم من المهرة فى تعليم اللغات الحية من عربية وتركية وفرنسية وإنجليزية وإيطالية مع كل المواد الأخرى التى أقرتها برامج المدارس الحكومية، وجعل فيها التعليم والكتب والأدوات بالمجان.
وكان يقوم هو نفسه بإلقاء بعض الدروس التاريخية والأدبية على الطلبة مما يناسب إدراكهم وسنهم، وجعل تعليم اللغة القبطية إجباريًا مع الإشراف على ذلك بنفسه، كما أنشأ بحارة السقايين مدرسة أخرى للبنات فكانت أول لفته فى مصر لتعليم البنات، حيث كانت البنات تعانى من قبل من الجهل وعدم العناية بهن.
وجه نظره نحو إنشاء مكتبة تجمع الكتب النفيسة، فوجد فى الدار البطريركية كثيرًا من الكتب المهملة دون عناية، وبها كتب نفيسة للغاية، فجعل يصلح نظمها وتنظيمها ووضعها فى مكان خاص بها، أخذ يجمع من خزائن الأديرة الكتب الثمينة والسجلات المهمة لوضعها فى المكتبة، كما أمر بتصحيح الكثير من كتب الكنيسة، حيث كانت تضم كثيرًا من الحشاوى والتخاريف فأصلحها وضبطها.
قام بتوسيع بعض الأديرة مثل دير السريان، وأرسل من قبله عمالا قاموا بقطع الأحجار من هضبة مجاورة، وزودهم بعربة لنقلها ونقل مواد البناء ومستلزماتها أثناء العمل.
نظرًا لما كان يعرفه من خطورة بعض الكهنة وتأثير المادة عليهم، بدأ يصلح أحوالهم المعيشية وربط مرتبات شهرية لبعضهم حتى لا تقف المادة عائقا لخدماتهم، وبدأ فى عمل مدرسة إكليريكية لتعليمهم.