الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

سياسيون: موقف الأزهر من القدس يفوت الفرصة على الإسلاميين

شيخ الأزهر أحمد الطيب
شيخ الأزهر أحمد الطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد مواقفه الثابتة والراسخة من قضية "القدس" لقيت مؤسسة الأزهر تأييدا عالميا من قبل أوساط سياسية وشعبية داخليا وخارجيا خاصة بعد رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، في إطار جولته إلى منطقة الشرق الأوسط والتي تشمل القاهرة في 20 ديسمبر الجاري.

وقال الدكتور محمد البشارى الأمين العام للمؤتمر الإسلامى الأوروبى إن تحركات الأزهر الشريف وشيخه تجاه قضية "القدس" جاءت للخروج من النمط التقليدي إلى النمط الديني السياسي، على رغبة في توسيع هامش الحركة في بعض الأزمات، واستثمار الرصيد التاريخي الذي لا يزال يحظى به "الأزهر الشريف" في جميع دول العالم وهو دور يبدو أن القاهرة بدأت تلتفت إليه مؤخرا لمواجهة تمدد نفوذ إيران وبعض الجماعات المتطرفة، وكلاهما استفاد من غياب المؤسسات الدينية المعتدلة وعمل على سد الفراغ بطريقته التي كبّدت المجتمعات خسائر باهظة.
وأضاف "البشارى" فى تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" إن قرار شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بأنه لا يمكن أن يجلس مع من يزيّفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم قرار صائب وحكيم عمق من فلسفة ومكانة الأزهر عالميا.
وتابع أن تحركات الأزهر الخارجية ذات الطابع السياسي من شأنها قطع الطريق على محاولات التيار الإسلامي المتاجرة بالقضية الفلسطينية بذريعة تحرير القدس وهي وسيلة تقليدية للترويج لأفكار جماعات متطرفة.
واختتم "البشارى" تصريحاته بأنه منذ اندلاع أزمة القدس خرج مسؤولون وكوادر إسلامية في دول عدة ونددوا وشجبوا الموقف الأمريكي وهاجموا ما اعتبروه موقفا سلبيا لبعض القادة العرب.

بينما قال الدكتور على أحمد الصيفى، رئيس مراكز الدعوة بأمريكا اللاتينية، إن قيادات الأزهر تستغل الرصيد الكبير الذي يتمتع به الأزهريون في أوساط الإسلاميين السنة داخل العديد من بلدان العالم وتحركاتهم لتأكيد على هوية القدس العربية.
وأوضح "الصيفى" فى تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" أن الأزهر ينظر إلى قضية القدس باعتبارها تهديدا مباشرا يمس الثوابت الدينية، مشيرا الى أنه في 20 نوفمبر الماضي أصدر الأزهر بعنوان "وثيقة الأزهر عن القدس الشريف" تضمنت تفنيدا تاريخيا للمغالطات الأمريكية بشأن القدس وأشارت الوثيقة إلى أن القدس ليست فقط مجرد أرض محتلة وإنما هي حرم إسلامي مسيحي مقدس.. وقضيتها ليست فقط قضية وطنية فلسطينية أو قضية قومية عربية، بل هي فوق كل ذلك قضية عقدية إسلامية.
وتابع رئيس مراكز الدعوة بأمريكا اللاتينية أن موقف الأزهر من قضية القدس تضمن وجود فتوى شرعية للفلسطينيين بمشروعية الانتفاضة ضد القوات الإسرائيلية وهو ما كان يعد أمرا مرفوضا من قبل بعض الفقهاء الإسلاميين وبالتالي فإن موقفه لم يكن سياسيا فقط بل يعبّر عن موقف ديني داعم للقضية الفلسطينية.
وبحسب تصريحات بعض المصادر السياسية لـ"البوابة نيوز" فإن موقف الأزهر له دلالة رمزية تعبر عن موقف الحكومة المصرية بعد أن اتخذت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية موقفا مشابها للأزهر ورفضت أيضا استقبال نائب الرئيس الأميركي.
ويجهّز الأزهر حاليا بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين لعقد مؤتمر عالمي لنصرة القدس خلال الشهر المقبل، لبحث اتخاذ خطوات عملية لدعم الهوّية العربية والفلسطينية للمدينة المقدسة ومن المقرر أن يشارك فيه كبار رجال الدين والثقافة والسياسيين المعنيين بالقضية، وكذلك القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية الدولية ذات الصلة.