الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البطريرك صبّاح: لا يجوز لقوة أن تقصينا عن القدس

البطريرك ميشيل صبّاح
البطريرك ميشيل صبّاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك اللاتين السابق في القدس، "عندما يصبح كل واحد منا قدسًا لله، ستصبح القدس مكان وعاصمة صلاتنا، مدينة سلام، وتنتهي الحرب فيها"، مؤكدًا أنه "لا يجوز لقوة في هذه الأرض أن تقصي أحد عن مدينة القدس"، وذلك خلال رعايته حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد في بلدة الطيبة، قضاء رام الله.
وأضاف غبطته: "نضيء الشجرة ونصلي. أمام الله نصلي من أجل أنفسنا، نصلي من أجل بلدتنا الطيبة، من اجل جميع القرى والسكان من حولنا، نصلي من أجل كل أرضنا المقدسة. ونصلي من أجل القدس التي "جُرِحت وأخرجت عن طبيعتها" أيامًا قليلة فقط قبل العيد، بقرار غير موزون لرئيس بين رؤساء هذا العالم. فحُرِمت العيد. وحُرِمنا نحن فرحة العيد، ولكن، بالفعل نفسه غير العاقل، زاد شعورنا بحاجتنا إلى مزيد من الصلاة، ومزيد من فرح الميلاد. شعرنا بحاجتنا لأن نزداد حضورًا أمام الله، حتى نقاوم كل ظلم يفرض علينا. عيد الميلاد هو "الله معنا"، ليقوينا، ليرشدنا جميعًا إلى طريق العدل والسلام".
تابع: "القدس جزء من ذات كل واحد منا. هي في صلاتنا في هذا المساء وفي كل يوم. القدس حيث يسوع المسيح علَّم وتألم وصلب ومات وقام وفدى البشرية كلها. من أجل سلام القدس نصلي. من أجل كل مُحِبِّي القدس نصلي، حتى يكون كل وحد منا قدسًا لله، أي مكانًا مقدَّسًا وإنسانًا مقدَّسًا له تعالى. عندما يصبح كل واحد منا "قدسًا" لله، ستصبح القدس، مكان وعاصمة صلاتنا، مدينة سلام، وتنتهي الحرب فيها. نصلي حتى يراها كذلك الأقوياء والظالمون في هذه الأرض. حتى يصبحوا هم أيضًا قادرين على الاعتراف بها بما هي: مدينة الله، مدينة مقدسة، للجميع، والجميع فيها متساوون".
وقال بطريرك اللاتين السابق في القدس: "نضيء شجرة الميلاد ونؤكد أن أنوار القدس لا تطفأ. نؤمن ونقول إن القدس لنا جميعًا، ولا يجوز لقوة في هذه الأرض أن تقصي أحدنا عنها. وفي هذا المساء، فرح الميلاد يعني عدلًا وسلامًا ونورًا. ونور الميلاد لا يترك أحدًا في ظلام. ولا المدينة المقدسة تُترَك في ظلام أو في ظلم".
وأضاف: "صلاتنا محبة للجميع. وقوتنا في محبتنا، ليس في الحرب ولا في الأسلحة. بالقرب من شجرة الميلاد ونورها، نبقى من غير أسلحة، لنبقى أقوياء بالقوة الحقيقية التي منحنا إياها الله. وندعو ظالمينا إلى أن يسلكوا الطريق نفسها: لأنه لا مخرج آخر غير هذه الطيق يخرجنا من المأساة التي نحن فيها. السلام طريقه المحبة، والعدل طريقه المحبة، والأمن الذي يريدونه طريقه العدل والمحبة فقط، والقدس، مدينة الصلاة والعاصمة طريقها المحبة".
وتابع: "عيد الميلاد يدعونا إلى التأمل في كلمة الله صار إنسانا وسكن بيننا ودخل تاريخنا ليجعله سلامًا وعدلًا ومحبّة. بحضور الله معنا، عيد الميلاد يقول لنا إننا قادرون أن نسمو فوق كل العقبات، وأن نحافظ على صورة الله فينا. والله محبة وصورته فينا محبة. والمحبة قوة ليست ضعف ولا مشاعر ولا عواطف متأرجحة قلقة مضطربة. المحبة مدرسة يجب أن ندخلها لنتعلم كيف نسترد حريتنا، لنتعلم كيف نعيش إيماننا بحسب تعاليم سيدنا يسوع المسيح، وكيف نحب بعضنا بعضًا كما يحبنا الله".
وخلص البطريرك صبّاح في كلمته إلى القول: "هذه هي رسالة الميلاد في هذا المساء. نسأل الله أن يملأنا بروحه الذي يجدد وجه الأرض، ويجدد قلوبنا وأذهاننا، فنرى، في عيد الميلاد، طريقنا إلى الله وطريق الله هي طريقنا إلى كل أخ وأخت لنا في الإنسانية. وعلى طريق الله نسمع نشيد الملائكة ومعهم ننشد: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام لأهل السلام. وكل عام وأنتم بخير".