رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الإعلام الجديد.. وتشكيل وعى المصريين بالمشروعات القومية (دراسة)

د. شريف درويش اللبان
د. شريف درويش اللبان و د. منى جابر و د. أمنية عبد الرحمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: أ. د. شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة وورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز
مواقع التواصل الاجتماعى من أهم المصادر للحصول على المعلومات عن المشروعات الكبرى

استمرارًا لسياسة التعاون بين جريدة «البوابة» والمركز العربي للبحوث والدراسات ننشر اليوم دراسة حول دور الإعلام الجديد فى تشكيل اتجاهات الشعب المصرى نحو المشروعات التنموية الكُبرى.

«الصحافة الإلكترونية».. واجهة إعلامية جديدة استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية أن تشق طريقها نحو التربع على كافة وسائل الإعلام سواء التقليدية من الصحافة الورقية المقروءة أو المسموعة أو المرئية، وساعدت وسائل التواصل الاجتماعى تلك الصحافة الإلكترونية على تبوء مكانتها الحالية دون منافس خاصة مع التطور التكنولوجى الكبير الذى شهدته كافة دول العالم بشكل عام ومصر بشكل خاص. 
هذا الشكل الجديد من الصحافة، زاد انتشارا مع تطوير البنية التحتية فى مصر خاصة ما يعرف بتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب الأحداث السياسية الضخمة التى مرت بها مصر على مدار السنوات الماضية، وأصبح التفاعل مع الوجه الجديد للصحافة أكثر متابعة واتصالا، نظرا لطبيعته الحديثة فى متابعة الأحداث لحظة بلحظة، ورغم أن بعض المؤسسات الحكومية رفضت التعاطى معه فى بداية الأمر، إلا أن انتشاره المدعوم بفيس بوك وتويتر دفع الجميع لاستخدامه، لأنه أحد أهم وسائل الإعلام الحالية. 
ومع التطور التكنولوجى أصبحت وسائل الاتصال تمارس دورًا جوهريًا فى إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، حيث تُعد وسائل الإعلام مصدرًا رئيسيًا يلجأ إليه الجمهور فى استقاء معلوماته عن القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية والقومية كافة.

فى هذا السياق جاءت الدراسة المهمة والمتميزة التى أعدتها الباحثتان د. منى جابر عبدالهادى هاشم ود. أمنية عبدالرحمن أحمد المدرسان بكلية الإعلام جامعة بنى سويف وعنوانها: «دور الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى فى تشكيل اتجاهات الجمهور نحو المشروعات القومية المصرية»، لاستكشاف دور الإعلام الجديد فى تشكيل اتجاهات الشعب المصرى نحو المشروعات التنموية الكُبرى التى يتم العمل فيها منذ أربع سنوات، وبالتحديد خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي.
مواقع التواصل وتشكيل الرأى العام 
اتسمت مواقع التواصل الاجتماعى بكونها أداةً اتصالية حديثة لتحريك الرأى العام، حيث لفتت انتباه الجمهور نحو دورها فى التغيير السياسى وتأثيرها على الثقافة وتحرك الشعوب نحو التغيير، ونظرًا للانتشار المتزايد والكثيف لما تقدمه من مزايا وخدمات تفاعلية جعلت عديدًا من الصحف الإلكترونية تنافسها وتحاول الاندماج معها لتحقيق التكامل المنشود لسد نهم الجمهور نحو المعلومة والترفيه، وكذلك التأثير عليه من خلال التعبير عن قضاياه والمشروعات التى يجب لفت أنظار الجمهور تجاهها، مثل المشروعات القومية المصرية الجديدة كمشروع قناة السويس الجديدة ومشروعات البنية التحتية وإنشاء طرقٍ وكبارى جديدة وخطوط مترو ومشروع الاستزراع السمكى ومشروع حى الأسمرات الجديد (تحيا مصر) ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة، لذلك كله تحدد الهدف الرئيس لهذه الدراسة فى الإجابة عن تساؤل رئيسى ومهم هو: ما الدور الذى تقوم به الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى فى تشكيل اتجاهات الجمهور المصرى نحو المشروعات القومية المصرية الجديدة؟، حيث إن وسائل الإعلام تعتبر من الوسائل المؤثرة فى تشكيل اتجاهات الجمهور نحو القضايا المختلفة، وهو ما دفع الباحثتين إلى الاهتمام بما تقدمه الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى من إسهامات فى تقديم مواد إعلامية ومضامين عن المشروعات القومية بشكل يجعلها تؤثر على الجمهور المصرى وتدفعه لتشكيل اتجاهاته نحو هذه المشروعات.
الإعلام الجديد يدعم المشروعات القومية
وفرت شبكة الإنترنت بكل ما تتيحه من عالمٍ افتراضى – سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو على مواقع الصحف الإلكترونية - الفرصة أمام الأفراد المشتركين فى هذه المواقع لبناء قاعدة أساسية للانطلاق باتجاه أهداف لتحقيقها، انطلاقًا من الإيمان العميق بدورهم فى الحياة المجتمعية، وبضرورة الارتقاء بالمجتمع، وذلك من خلال فتح المجال لإبداء آرائهم والتعبير عنها والمشاركة فى نقاشات حول كل ما يُثار من قضايا مختلفة تهم الفرد والمجتمع ككل. 
وساهم الإعلام الجديد فى تشكيل مفاهيم الجمهور وتصوراته بالنسبة للحقيقة، بالإضافة إلى تزويده بالخبرات السياسية والاجتماعية التى من خلالها يتشكل الرأى فى المجتمع كما يلعب دورًا مهمًا فى خلق التماسك بين جميع أفراد الشعب فى المواقف السياسية والاجتماعية المهمة مثل الالتفاف حول المشروعات القومية.
فالإعلام الجديد يقوم بدورٍ لا يُستهان به فى إحداث التأثير فى اتجاهات الشرائح المختلفة فى أى مجتمع، ولكن بدرجات متفاوتة مرتبطة بالظروف والآليات التى يتم استخدامه فيها سواء على مستوى الأفراد أو المجموعات أو الدول. ويُحسب لشبكات التواصل الاجتماعى أنها تتعامل مع المعلومة والخبر والحدث لحظة وقوعه، ويمكن تبادل هذه المعلومات بين الأصدقاء معززة بالصور ومقاطع الفيديو والتعليق والرد على بعضها، وهذا ما لم تتمكن منه وسائل الإعلام الحديثة، فإنها ولو قدمت الخبر تحت مسمى (عاجل أو مباشر)، فإنها تقوم فقط بدور المرسل من خلال وسيلتها الإعلامية كالفضائيات مثلًا، ولم تتمكن من أن تجعل المشاهد يتفاعل معها فى لحظة بثها لتلك الأحداث، إلا بعد فترة من الوقت عندما تكون تلك الأخبار قد نُشرت على موقعها الإلكتروني، وفى هذه الحالة يمكن لمتصفح تلك المواقع أن يرد أو يعلق على تلك الأخبار.
كما أصبح الإعلام الاجتماعى قوة ضغط عالمية فى هذا القرن وصار مصدرَ قلقٍ لكثير من الحكومات، فمواقع التواصل كانت فى بداية الأمر للدردشة والثرثرة ولتفريغ الشحنة العاطفية، ولكن يبدو أن النضج وصل إلى تلك الشبكات حيث أصبح الشباب يتبادلون وجهات النظر الثقافية والأدبية والسياسية عبر هذه المواقع، واستقر الأمر على أن أصبحت تلك المواقع الاجتماعية لكثير من الشباب- خاصةً فى المنطقة العربية- كفضاءٍ حر مخصص لتبادل الآراء من أجل المطالبة بتحسين إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وامتد الحال بأن أصبحت الحكومات توجه خطاباتها من خلال الصفحات الرسمية للحكومة والجيش عبر مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة.
لذلك يجب ألا يُستهان بدور الإعلام الجديد فى التأثير، فالإعلام الجديد سواء كان مواقع للصحف الإلكترونية أو مواقع للتواصل الاجتماعى عليه دور كبير فى الترويج للمشروعات القومية، فلابد أن يخلق حالة من الاهتمام لدى الجمهور، ويحث الشباب على الإقبال والمشاركة فى هذه المشروعات، مع تقديمها للمواطن بأسلوب مبتكر وغير تقليدي، وخلق حالة من التوازن والعرض المنطقى لما يتم إنجازه بشكل واقعي، بالإضافة إلى تقديم النماذج الناجحة فى مقابل المشاكل التى يتم عرضها، ويتم ذلك من خلال نشر هاشتاج مؤيد لهذه المشروعات سواء جميع المشروعات تحت مسمى واحد، أو الاهتمام بعمل هاشتاج لكل مشروع، ومشاركة البيانات والمعلومات المختلفة عن هذه المشروعات المهمة وتتم مشاركتها عبر الصفحات الرسمية للدولة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكذلك يجب التركيز على ضرورة أن يكون للمواطنين دور فى دعم ومساندة المشروعات القومية سواء بالمشاركة المعنوية أو المادية، حتى نساهم فى تحسين الوضع الاقتصادى لبلادنا، وحتى تشعر الأجيال القادمة بأننا قمنا بواجبنا تجاه مجتمعنا.
ورغم صعوبة محاولة رسم سيناريوهات مستقبلية حول واقع التطور الذى يحدث على خلفية هذه التفاعلات وتأثيرها على الرأى فلا يمكن التنبؤ بردود أفعال الجمهور، إلا أننا لا يمكننا أن ننكر مدى تأثير الإعلام الجديد على الجمهور خارج سياق العالم الافتراضى بدايةً بالثورات العربية والانتخابات وصولًا للقضايا التى تمس الأمن القومى والوطني، لذلك يجب التركيز على الشعور الوطنى للجمهور عند نشر معلومات أو أخبار عن المشروعات القومية، فالحث على الشعور الوطنى لدى الجمهور يعتبر من أهم العوامل المؤثرة على الرأى العام الوطنى دون التخصيص على قضية بعينها وإذا تعارض الموقف مع المصلحة الوطنية يتحول الرأى العام سريعًا نحو الأهداف الوطنية.
المجتمع وعينة الدراسة:
تم اختيار عينة البحث الميدانية من عينة عمدية مكونة من ٤٠٠ مفردة من الجمهور المصرى العام فى المرحلة العمرية من (١٥-٦٠ عاما) فى الفترة ما بين ١٥/ ١٠/٢٠١٦ و١٥/٥/٢٠١٧ من مستخدمى الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى فى الريف والحضر.
أما عينة الدراسة التحليلية فتمثلت مواقع الصحف المصرية، وهذه المواقع هى: موقع صحيفة «الأهرام» كممثل للصحف القومية، وموقع «اليوم السابع» كممثل للصحف الخاصة، وموقع صحيفة «الوفد» كممثل للصحف الحزبية، وقد تم تحليل هذه المواقع فى الفترة من أول مايو ٢٠١٦ حتى ٣٠ مايو ٢٠١٧.

نتائج الدراسة التحليلية:
مشروع الاستزراع السمكي:
جاء فى المرتبة الرابعة بالنسبة لترتيب مواقع الصحف المصرية محل الدراسة للمشروعات القومية الحالية، وقد حظى موقع «اليوم السابع» على المرتبة الأولى فى تغطية هذا المشروع بنسبة ٦٤٪ تلاها موقع «الأهرام» بنسبة ٢١.٧٪ ثم موقع «الوفد» بنسبة ١٤.٤٪.
ويرجع ذلك إلى اهتمام «اليوم السابع» بتغطية هذا المشروع وطرح الإنجازات الخاصة به والاهتمام بنشر الصور والرسوم التوضيحية وكذلك فيديوهات لافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذه المشروعات.

حى الأسمرات:
جاء فى المرتبة الخامسة بالنسبة لترتيب مواقع الصحف المصرية محل الدراسة للمشروعات القومية الحالية، وقد حظى موقع «اليوم السابع» على المرتبة الأولى فى تغطية هذا المشروع بنسبة ٥٣.٥٪ تلاها موقع «الاهرام» ٣٩.٤٪ ثم موقع «الوفد» بنسبه ٧٪، ويعتبر هذا المشروع خطوة فى القضاء على العشوائيات ومحاولة لتوفير حياه كريمة للمواطن المصرى وتوفير مسكن ملائم له.

الطاقة النووية بالضبعة:
جاء فى المرتبة الأخيرة بالنسبة لترتيب مواقع الصحف المصرية محل الدراسة للمشروعات القومية الحالية، وقد حظى موقع «اليوم السابع» على المرتبة الأولى فى تغطية هذا المشروع بنسبة ٤٧.٤٪ تلاها موقع «الأهرام» بنسبة ٣٦.٨٪ ثم «الوفد» ١٥.٨٪، وأرجعت الدراسة ترتيب هذا المشروع فى المرتبة الأخيرة فى قائمة تغطية مواقع الصحف للمشروعات القومية نظرًا لأن السلطات المصرية أعلنت فرض حظر النشر فيما يتعلق بمشروع المحطة النووية التى تعتزم الحكومة إقامتها فى منطقة الضبعة على ساحل البحر المتوسط وسط تحذيرات متزايدة من مخاطر محتملة للمشروع المصرى الروسى المشترك، كما ذكرت الصحف المصرية أن وكالة أنباء الشرق الأوسط نشرت فى نبأ مقتضب أنه تقرر حظر النشر فيما يتعلق بمشروع المحطة النووية بالضبعة إلا بعد الرجوع إلى الجهات الأمنية المعنية ومكتب وزير الكهرباء.
اتجاه المواقع الإخبارية نحو المشروعات القومية:
فيما يتعلق باتجاه التغطية الصحفية الخاصة بمواقع صحف الدراسة للمشروعات القومية، اتجه موقعا «الأهرام» و«اليوم السابع» ما بين مؤيد ومحايد لهذه المشروعات القومية، ويرجع ذلك إلى تأييد السياسة التحريرية لهذيْن الموقعيْن لسياسة الرئيس ودعمه فى تبنى المشروعات القومية، وتكوين أكبر حشد لتأييد هذه المشروعات من خلال طرح الإيجابيات والإنجازات، أما موقع «الوفد» فقد جاء فى المرتبة الأولى معارضته للمشروعات القومية بنسبة ٣٧.٩٪، تلاها محايد فى المرتبة الثانية بنسبة ٣٣.٣٪ وقد شملت هذه الفئة عرض الأخبار الخاصة بالمشروعات، أما فى المرتبة الأخيرة مؤيد بنسبة ٢٨.٧٪. وقد تلاحظ أن موقع جريدة الوفد يطرح المشروعات القومية وينشر أخبارها بصورة محايدة ومؤيدة فى بداية المشروع ثم بعد ذلك يبدأ فى التقييم وتتجه التغطية إلى معارضة هذه المشروعات ونشر سلبياتها.
نتائج الدراسة الميدانية
مصادر الحصول على المعلومات 
تبين من الدراسة الميدانية التى أُجريت على ٤٠٠ مبحوث أن أهم المصادر التى يعتمد عليها الذكور فى الحصول على المعلومات عن المشروعات القومية المصرية هى مواقع التواصل الاجتماعى بنسبة ٦٩٪، يليها بفارق ١٪ المواقع الإخبارية على الإنترنت ومواقع الصحف يليها التليفزيون ثم فى النهاية الصحف الورقية، وكانت أهم مواقع الحصول على المعلومات عن المشروعات القومية لدى الإناث هى مواقع التواصل الاجتماعى فى الترتيب الأول بنسبة ٧٦٪ يليها القنوات التليفزيونية ثم المواقع الإخبارية وفى نهاية الترتيب الصحف الورقية، ويتضح من النتيجة السابقة اتفاق المبحوثين سواء الذكور أو الإناث على أن مواقع التواصل هى أهم مصدر من مصادر المعلومات عن المشروعات القومية، يليها مواقع الصحف الإخبارية على الإنترنت، نظرا لأن وسائل التواصل الجديدة أصبحت أسرع وأهم وسيلة للحصول على المعلومات الفورية والأخبار.
تقييم المبحوثين للتغطية الصحفية للمشروعات القومية:
كما قامت الدراسة بقياس معدل تأييد المبحوثين للتغطية الإخبارية على هذه المواقع ومدى موافقتهم عليها مما يؤثر فى تعديلها وإعادة تقييمها من جانب المعنيين عليها، واتفق المبحوثون على الترتيب الآتى لقياس معدل التغطية الإخبارية للمشروعات القومية:
- استمرار النشر عن المشروعات يساهم فى التحفيز على انتهاء المشروعات بشكل أسرع.
- الفورية فى نقل تطورات أخبار المشروع.
- عرض وجهات النظر المختلفة للمشاريع سواء المؤيدة أو المعارضة.
- اتسمت تغطية الإعلام الجديد بالموضوعية.
- عرض فيديوهات للمشروع ونشرها بكثرة.
- الدقة فى نقل المعلومات والاستناد بالأرقام والبيانات.
- الفصل بين الرأى والخبر عند نشر الأخبار.
- ساهمت المواقع الإخبارية فى سرعة شراء أسهم المشروعات الجديدة.
- التوازن فى عرض جوانب الخبر.
وجاء فى الترتيب النهائى تقييم المبحوثين بأن كثرة عرض الأناشيد الوطنية ووصف أى مشروع جديد بالمشروع القومى هو شيء مرفوض بالنسبة لهم لقياس مدى مصداقية وتغطية المشروعات القومية، وهذا يدل على وعى المبحوثين بمدى أهمية هذه المشروعات ومتابعتهم لها ووعيهم بالفرق بين التقييم الموضوعى للمشروعات والتقييم المتحيز الرافض للنهوض بالدولة وبمشروعاتها القومية.
أهمية المشروعات القومية للشعب المصري:
أوضحت الدراسة أن اعتقاد عينة الدراسة بأهمية المشروعات القومية للدولة والنهوض باقتصادها القومى وجاءت النتيجة بالترتيب الآتي:
- اعتبار المشاريع القومية مشاريع لها أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة.
- المشروعات القومية سوف توفر فرص عمل كثيرة بهدف مكافحة البطالة.
- ستساعد المشروعات القومية على زيادة موارد الدولة وإيراداتها وزيادة التصدير.
- ستساعد المشروعات على جذب رءوس الأموال وزيادة رصيد الدولة من العملات الأجنبية.
- المشروعات القومية تقوم على حشد المصريين بكل طوائفهم حول هدف واحد.
وجاء فى الترتيب النهائى رفض المبحوثين بأن تكون هذه المشروعات لا أهمية لها وإهدار كبير للمال العام، يليها رفضهم بكون هذه المشروعات تم إنشاؤها فقط لتأييد النظام الحاكم وتحسين صورته أمام الرأى العام، وهذا يدل على ارتفاع وعى المبحوثين بأهمية هذه المشروعات.
مدى مشاركة الشعب ودعمه للمشروعات القومية:
اتضح من الدراسة مدى التفاعل سواء الإيجابى أو السلبى للمبحوثين تجاه المشاركة فى المشروعات القومية المصرية وقام الجمهور بالتفاعل مع هذه المشروعات بالترتيب الآتي:
- المشاركة فى شراء أسهم فى المشروعات.
- التعبير عن الرأى من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
- القيام بزيارة لبعض المشروعات القومية على الطبيعة.
- محاولة إقناع المعارضين للمشروعات بأهميتها بالنسبة للدولة.
- القيام بالتبرع وجمع تبرعات للمشروعات.
- القيام بالتطوع ضمن فرق العمل الخاصة بالمشاريع.
وجاء فى الترتيب الأخير عدم قيام المبحوثين بأى نشاط سواء إيجابى أو سلبي، كما تبين من الدراسة ما لمواقع التواصل ومواقع الصحف الإخبارية من تأثير مهم وفعال فى تركيز وتأكيد مشاركة الجمهور المصرى والحرص على تفاعله على أرض الواقع وذلك من خلال عرض مضامين جادة وذات مصداقية ومهنية بشكل يجذب الجمهور للتفاعل ليس فقط من خلال الإنترنت ولكن التفاعل على أرض الواقع والمشاركة فى هذه المشروعات القومية البناءة.

مشروع قناة السويس الجديدة:
أوضحت الدراسة أن مشروع «قناة السويس الجديدة» كان من أهم المشروعات القومية التى تناولتها مواقع الصحف خلال فترة الدراسة، ويرجع ذلك إلى أهمية هذا الحدث على مستوى العالم كله فهو تجسيد لإدارة الشعب المصرى وقدرته على تحقيق الحلم والإنجاز، وقد أكدت مواقع الصحف أهمية هذا العمل والإنجازات التى تتحقق من خلاله، وأكدت أن مشروع قناة السويس إنجاز عظيم ورسالة للعالم بأن مصر قادرة وقاهرة التحديات. وقد تقارب موقع «الأهرام» مع موقع «اليوم السابع» فى حجم التغطية حيث جاءت «الأهرام» بنسبة ٥١.٤٪ و«اليوم السابع» ٥٤.٧٪ أما بالنسبة لموقع «الوفد» فجاءت التغطية بنسبة ٣.٢٪، ويرجع ذلك إلى أن موقعيْ «الأهرام» و«اليوم السابع» خصصا رابطًا لنشر أخبار وموضوعات يومية عن القناة الجديدة، أما موقع «الوفد» فقد ضعفت فيها التغطية وكانت بشكل عشوائي.

الطرق والكبارى الجديدة ومد وتطوير خطوط المترو
يأتى مشروع تحسين الطرق والكبارى الجديدة ومد وتطوير خطوط المترو فى المرتبة الثانية من جملة التغطية الإعلامية للمواقع المصرية عينة الدراسة للمشروعات القومية، ويرجع ذلك إلى اتجاه الحكومة نحو الاهتمام بالبنية التحتية وضرورة الاهتمام بالطرق والنقل والمواصلات كخطوة مهمة من خطوات التنمية، فجاء فى الترتيب الأول موقع «اليوم السابع» بنسبة ٦٣.٤٪، أما موقع «الأهرام» فجاء فى المرتبة الثانية بنسبة ٢٠٪ وموقع «الوفد» بنسبة ١٦.٥٪.

العاصمة الإدارية الجديدة:
جاءت فى المرتبة الثالثة بالنسبة لترتيب مواقع الصحف المصرية محل الدراسة لقائمة المشروعات القومية التى تقوم بها الدولة حاليًا، حيث نالت تغطيةً إعلامية على مواقع الصحف وقد خصصت «الأهرام» رابطًا باسم العاصمة الإدارية الجديدة لتغطية مختلف الأخبار والموضوعات الخاصة بهذا المشروع، واحتلت أعلى نسبة فى تغطية مواقع صحف الدراسة حيث جاءت بنسبة ٦٥.٩٪. أما بالنسبة لتغطية موقع «اليوم السابع» لهذا المشروع فجاء فى المرتبة الثانية بنسبة ٣٠٪، وقد نشر عديدًا من التفاصيل الخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة.