الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"المناطق الشعبية".. بطل في الأغنية المصرية (ملف)

أحمد مكى - وقفة ناصية
أحمد مكى - وقفة ناصية زمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل مكان ميلاد أى إنسان هو المؤثر الأول فى حياته، وتبقى ذكرياته وأيامه الأولى شاهدة على عشقه لهذا المكان، وغالبًا ما ينحاز المرء لمنطقته حتى لو شاءت الأقدار أن يكمل باقى حياته فى مناطق أخرى، حيث يبقى الحنين محركًا أساسيًا لمشاعره تجاه هذه المنطقة.
«منطقتي» تلك الكلمة التى غالبًا ما ينطقها اللسان بعفوية تعد صورة مصغرة لـ«بلدي» و«وطني»، ورمزًا حيًا للانتماء، وحدوتة درامية ينسجها المؤلف ويجسدها الممثلون على شاشة السينما أو فى حلقات تليفزيونية مسلسلة، وكلمات رقيقة ولحن متميز ينطق بها مطرب فى أغنية. ويبدو أن الحنين لمنطقته هى التى جعلت النجم أحمد مكى يقدم مؤخرًا أغنيته «وقفة ناصية زمان».
«البوابة» ترصد فى هذا الملف كواليس هذه الأغنية، وأيضًا نجوم زمان الذين عاشوا فى منطقة «الطالبية».
مشاهير «الطالبية»
يوسف وهبى وأسمهان ومحمود ياسين.. نجوم سكنوا المنطقة
اشتهرت منطقة الطالبية بوجود معظم النجوم بها وبضواحيها لقربها من معظم الأماكن المخصصة للتصوير، مثل استوديو الأهرام واستوديو مصر والنحاس والنيل وغيرها من استوديوهات التصوير، بخلاف جوارها مع أكاديمية الفنون، والتى تخرج فيها معظم فنانين مصر منذ إنشائها عام ١٩٥٩، وهو ما جعل لتلك المنطقة مكانة خاصة فى قلوب أغلب صناع الفن.
وضمت منطقة الطالبية وضواحيها أسماء كثيرة من نجوم الزمن الجميل الذين ارتبطت أسماؤهم بتلك المنطقة، ولعل أشهرهم عميد المسرح العربى يوسف بك وهبي، الذى أثر فى المسرح المصرى والعربى بشكل كبير، وكان أيضا أحد صناع السينما المهمين، فقد جعل الفنان يوسف وهبى من المنطقة سكنًا له، حيث أقام بفيلته بشارع العشرين المتاخم لمنطقة الطالبية، والتى تحولت بعد ذلك إلى فندق يتوافد عليه الزوار بسبب ارتباطه باسم الراحل يوسف بك وهبى، عملاق الفن المصرى الذى صنع تاريخًا فنيًا كبيرًا يعلمه الجميع.
كما ارتبط أيضًا اسم الفنانة الراحلة أسمهان بمنطقة الطالبية، والتى جعلتها أيضًا سكنًا لها، وأقامت فى فيلتها بناصية المنطقة، وأقامت أيضًا إسطبل خيل بجوار الفيلا. وكانت أسمهان، حسب ما أكدت بعض المصادر، تعتبر تلك الفيلا هى الملاذ والراحة والطمأنينة.
ولم تكتف المنطقة من نجوم الزمن الجميل، حيث جعلها أيضًا الفنان محمود ياسين مستقرًا له ولأسرته، وأقام لفترة طويلة هو وزوجته الفنانة شهيرة بفيلته التى كانت ومازالت موجودة بشارع ابن بطوطه.
ولم تقتصر منطقة الطالبية على الممثلين الكبار ونجوم الزمن الجميل، إلا أنها ضمت مجموعة كبيرة من المطربين الحاليين، ومنهم الفنان مصطفى كامل، والذى يبقى على سكنه بشارع خاتم المرسلين بالطالبية، حتى اليوم.
هكذا أيضًا الفنان أحمد سعد، والذى يذكر أنه كان يسكن أيضًا بمنطقة الطالبية بشارع العمدة بالهرم لفترة زمنية طويلة.
أحمد مكي .. يعيد الروح لـ«العمرانية والطالبية»
«وقفة ناصية زمان».. ترصد واقع الشارع المصرى
ظل الفنان أحمد مكى يعرب عن انتمائه لمنطقته التى ولد وعاش فيها لفترة طويلة، وهى الطالبية، والتى قدم لها قبل ذلك أغنية بعنوان «منطقتي» يعبر من خلالها عن حبه واعتزازه بمنطقة ميلاده، رغم أنها من المناطق الشعبية البسيطة، عكس ما يفعل بعض المشاهير بمجرد وصولهم لمركز مرموق يحاولون إخفاء أصولهم التى تمتد لتلك المناطق الشعبية.
طرح الفنان أحمد مكى الخميس الماضى أغنيته «وقفة ناصية زمان»، والتى جاءت ضمن ألبومه الجديد الذى يحمل نفس الاسم، ويرصد من خلاله واقع الشارع المصرى من خلال الأغنية، التى قام بطرحها على طريقة الفيديو كليب.
وأكد «مكي» فى تصريحات خاصة لـ «البوابة» أنه حاول من خلال الكليب تقديم الراب المصرى بشكل مختلف يعبر عن حال وتساؤلات كثير من الشعب المصري.
كما أوضح أنه كان يعمل على الألبوم الخاص به، وكانت هناك الكثير من الأغانى التى قام بكتابتها، ولكن استوقفته أغنية «وقفة ناصية زمان» وما حل بنا كمصريين وجعلنا نشعر، وكأننا فى آلة زمن وأن الحياة توقفت بنا لثوانٍ لنشاهد الماضي.
وأضاف قائلا: «كتبت أغنية وقفة ناصية زمان، وأنا أشاهد حى الطالبية وأصدقائى ومعارفى، وأشاهد أيضًا الفتاة المبتسمة التى لديها إشراقه للحياة».
وتابع: «كتبتها وأنا محمل بالنوستالجيا والحنين إلى الماضى والذكريات، إلى أيام الماضى التى لم تعد كما كانت ليس فقط فى الشارع ولكن فى الحى بأكمله».
واستكمل حديثه: «كنا فى الماضى نجد طبق العاشوراء الذى يجوب الحى بشكل كامل بحب، وتحسرت فى نفسى على ما تركه لنا تراثنا وما وصل له الحال من تفكك واختلاف فى القيم والأخلاق، فهناك فتاة لا تشعر بالأمان حتى فى منطقتها التى كانت فى الماضى هى الدرع والأمان».
وتحدث «مكي» عن حى العمرانية، والذى يعتبر جزءًا أصيلًا من منطقة الطالبية فقال: «عندما تدخل حيًا مثل العمرانية تجد الترحاب من الصغير قبل الكبير، تجد الدفء والحنان والتكافل والتضامن فى الحزن قبل الفرح كل ذلك يتلاشى أمام أعين الجميع دون أن يمد أحد يد العون لينقذ ما تبقى من تراثنا الموروث وجدعنة ولاد البلد».
وعن تصوير الكليب فى حارة شعبية واختيار أكثر من لوكيشن يؤكد «مكي»: «كان الهدف من ذلك هو أن تقدم واقعا حقيقيا وليس مزيفا كان من السهل بناء ديكور داخل استوديو أو فى إحدى الحارات المخصصة للتصوير، ولكن قررنا إرثاء شيء ما، وهو تحويل هذه المنطقة التى تتسم بالعشوائية إلى شيء جميل وعظيم وتفتخر أنك تنتمى إليه، وبالتالى كان العمل على خلق صورة للمناطق الشعبية، والحمد الله خرج المكان بالشكل الذى توقعته، ولكن الأمر استغرق الكثير من الوقت والمجهود واستعنا بمناطق شعبية كثيرة خلال التصوير، مثل الحطابة ومصر القديمة والحسين، وكان كل أهالى هذه المناطق يتعاونون معنا بشكل كبير، وأظهروا حبهم ولمسوا ما نقدمه وكأن العمل يمس قلوبهم أيضًا للبحث عن الذات، وكانوا فى تعاون تام عندما شاهدوا أننا نقدم فنا حقيقيا، وهناك الكثير من المشاهد مع أهالى الحارات، وظل الجميع يعمل ويتعاون معنا بحب حتى أن الأمر استغرق عشرين ساعة تصوير فى اليوم الواحد والجميع تحمل ذلك.
وعن اكتشافه لأحد الأصوات الجديدة خلال عمله فى هذا الكليب قال: «اكتشفت صوتا عظيما لفنانة شابة تدعى هدى السنباطي، وهى واحدة من أهم الأصوات المميزة، الذى سيكون له شأن كبير واكتشفناها صدفة، حيث كان فى البداية هناك اتفاق مع المطرب زجزاج ليقدم موالا فى بداية ونهاية الأغنية، ولكن مر بظروف صحية صعبة فى الحنجرة، وبالتالى بحثنا عن بديل فكانت المفاجأة التى طرحها مستشارى الموسيقى خالد نبيل الذى قدم لنا هدى السنباطي، التى شعرت معها بصوت به الكثير من الحزن والشجن واستطاعت بأدائها أن تعبر عن حالنا الواقعي».
وعن تصميم الفيديو كليب بالصورة المتميزة التى ظهرت قال: «اكتملت الصورة من خلال مهندس الديكور السينمائى حمدى عبدالرحمن، والذى أبدع فى صناعة الديكور واستعان ببعض رسومات الجرافيتى التى قام بعملها عمار، واستمتعت أيضا باللحن الذى قدمه الملحن آدم الشريف الذى استخدم أسلوب السمبلة «smpling» وهو نوع جديد من الفن يستخدم فى العالم، ولكن جمال «آدم» فى إحياء وإنعاش هذا اللحن بصورة جديدة مع مزجه وإشراكه بألحانه ويسمى ذلك الفن بالموسيقى التجريبية».
وأنهى مكى حديثه لـ «البوابة» بتوجيه رسالة إلى جيل الثمانينيات حيث قال: «على جيل الثمانينيات أن يعلم ويساهم فى تربية النشء الصغيرـ فهو أصبح الآن مكلفا بمهمة كبيرة تجاه الصغار من أجل عودة مصر كما كانت، وأنا أحاول أن أقوم بدورى فى ذلك الشأن،حيث قدمت فيديو كليب عن المخدرات بعنوان قطر الحياة، والحمد لله وصلت الرسالة وتعافى الكثير من الشباب، وأتمنى أن تكون أغنيتى الجديدة وقفة ناصية زمان عودة للشارع المصرى كما كان فى الماضي، نحن شعب أصيل، ولكن نحن فى غفلة والآن نستفيق منها ونعود لمعدن المصرى الأصيل.
نجوم ومناطق
«شعبولا» يغنى لشبرا.. و«الأسمر» لباب الشعرية.. و«عبدالمطلب» للسيدة والحسين
على مدار سنوات طويلة مضت قدم عدد كبير من نجوم الطرب فى مصر وخارجها أغانى فى حب مصر، وفى حب مناطقها التراثية والشعبية الخلابة، واشتهرت الكثير من هذه الأغانى بشكل كبير لتعلق سكان تلك المناطق بها، مما تسبب فى تشجيع معظم نجوم الطرب على الغناء للمناطق الشعبية الأحياء التراثية العريقة مثل الحسين والسيدة زينب وإمبابة وبولاق والطالبية، وغيرها من الأماكن التى تمتلئ بالسكان مما يتسبب فى رواج شديد لتلك الأغاني.
محمد عبدالمطلب «السيدة والحسين»
منذ خمسينيات القرن الماضي، بدأت الأغانى الشعبية التى تتغزل فى المناطق المصرية الشعبية، وتعتبر البداية الحقيقية لتلك النوعية من الأغانى من خلال الصوت الجبلى للمطرب محمد عبدالمطلب، حيث شدا بأروع أغنياته «ساكن فى حى السيدة»، والتى كتب كلماتها زين العابدين، ولحنها الفنان الكبير محمد فوزي، ووجود تلك الأسماء جعل للأغنية شهرة كبيرة حتى الآن، وكونها أيضًا تتغزل فى أهم وأعرق منطقتين بالقاهرة حى السيدة وحى الحسين، زاد من شهرتها وانتشارها بين المصريين بشكل كبير.
شعبان عبدالرحيم «شبرا»
مع بدايته الغنائية، قرر الفنان شعبان عبدالرحيم أن يتغنى لمنطقته فى البداية، حيث غنى أغنية من التراث، الشوارع وحارات منطقة شبرا، وهى أغنية «أحمد حلمى اتجوز عايدة »، والتى اشتهرت بشكل رهيب فى فترة التسعينيات.


ريكو «شبرا ووسط البلد»
قدم الفنان ريكو أغنيته الشهيرة «شبرا» خلال مشاركته الأولى فى السينما بفيلم «الساحر»، الذى قام ببطولته الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ومنة شلبي، واستطاعت الأغنية أن تكون المفتاح الرئيسى لشهرته وانطلاقه لتقديم أعماله الفنية التالية.
ولم يكتف «ريكو» بالغناء لمنطقة شبرا، حيث قدم أيضًا أغنية أخرى وهى «بنات وسط البلد» والتى أختص بها فتيات منطقة وسط البلد ومدح جمالهم، وصممت هذه الأغنية لتصبح مادة دعائية لفيلم حمل نفس الاسم وقامت ببطولته هند صبرى ومنة شلبى وخالد أبوالنجا ومحمد نجاتى ومن تأليف وسام سليمان وإخراج محمد خان.
محمد هنيدى يذكرها
ذكر الفنان محمد هنيدى مجموعة من المناطق الشعبية أثناء غنائه بفيلمه «همام فى أمستردام»، الذى شاركه بطولته الفنان أحمد السقا وموناليزا، وكان من إخراج سعيد حامد.
ورغم غناء هنيدى لأغنية عنوانها «عارفين هولندا» إلا أنه أصر على ذكر المناطق الشعبية المصرية، وذكر خلالها أكثر من منطقة منها: العتبة وشبرا وإمبابة وبنها، وعدد من المناطق الشعبية المعروفة فى مصر.
حسن الأسمر «باب الشعرية»
وقدم أيضًا الفنان الراحل حسن الأسمر من خلال البومه الغنائى «سمارة» أغنية ذكر بها منطقة باب الشعرية، حيث قال خلالها «يا بتاع باب الشعرية أنا دايب دوب فى هواك»، ورغم انضمام هذه الأغنية ضمن ألبوم غنائى كامل، ولكنها اشتهرت فى ذلك الوقت، لأنه يتغزل فى منطقة باب الشعرية التى تعتبر من أهم المناطق العريقة فى حى القاهرة.
«بولاق»
تغنى العديد من الفرق والمطربين بحى بولاق أبو العلا ويشبه فى اسمه أيضا حى بولاق الدكرور، والذى يلقب بالصين الشعبية، وهما اللذان تغنت لهما فرقة ترانزيت أغنية «بولاق»، ثم قدم المطرب الشعبى الشاذلى أغنية «مولد فى بولاق» وقدمت أيضا فرقة البرازيلى أغنية «مهرجان بولاق»
«إمبابة»
كما قدم العديد من المطربين الشعبيين أغان لمنطقة إمبابة، وكان من ضمنهم أغنية «جمهورية إمبابة» التى قام بغنائها المطرب الشعبى عمرو الجزار، وجاءت خلال أحداث الفيلم الذى حمل نفس الاسم، وقام ببطولته باسم سمرة وأحمد توفيق وإخراج أحمد البدرى وتأليف مصطفى السبكي.
وكذلك تغنى فريق «الفور كاتس» من خلال فيلم «أسد وأربع قطط» الذى قام ببطولته الفنان هانى رمزى وهناء الشوربجى وأحمد راتب أغنية «إمبابة» والتى صنعت رواجا للعمل بشكل كبير، نظرا لأن الفرقة لبنانية وتغنى لمنطقة شعبية مصرية أصيلة.