الأطفال أحباب الله، ولكن هناك بعض البشر من يهملون فى أرواح هؤلاء
الأطفال، فيدفع هؤلاء الأطفال الثمن نتيجة الإهمال أو التعذيب ليجدوا أنفسهم ضحايا
يدفعون ثمن خطأ لم يرتكبوه، وذلك بدلًا من أن ينعموا بالرعاية والإهتمام اللازم
لهم.
ولذلك سلطت "البوابة نيوز" الضوء على ابرز الوقائع بدور حضانات الأطفال وإن كان ما خفي
أعظم بكثر مما ينشر، وذلك من خلال رصد لبعض من وقائع مصرع أطفال داخل الحضانات
نتيجة لإهمال أو للتعذيب.
فى المطرية، لقيت مالكة حضانة وثلاثة أطفال ممن يتواجدون داخل الحضانة
مصرعهم بعدما أصيبوا بهبوط حاد فى الدورة الدموية، وتوقف عضلة القلب بسبب
الاختناق، حيث استقبلت مستشفى المطرية التعليمى باستقبالها جثامين كل من "منال.ح.ح" 49 سنة مالكة ومسئولة حضانة أطفال بالطابق الأرضى فى المطرية
و"كريم.و.ا" 7 سنوات و"بسمة.س.ح" 9 سنوات وشقيقها
"عمر" 8 سنوات متأثرين بهبوط حاد فى الدورة الدموية وتوقف بعضلة القلب
بسبب الاختناق.
كما استقلبت
المستشفى المصابين "غادة.ع.ع" 35 سنة ربة منزل ومقيمة بالعقار
أعلى الحضانة وشقيق المجنى عليهما الثالثة والرابع الطفل "حامد.س.ص" 5
سنوات بحالة اختناق، حيث تم العثور على المتوفين والطفل المصاب فى حالة إغماء شديد.
وفي أسوان، قام أحد
مشرفي إحدى رياض الأطفال بتعذيب طفلة تبلغ من العمر عام ونصف، حيث اتهم والدها أحد
مشرفي رياض الأطفال بضرب ابنتة فى مناطق متفرقة بالجسم داخل رياض الأطفال، وهى
عبارة عن كدمات قوية وفى ظهرها وآثار دماء على ملابسها وجسدها، وعندما سأل
المشرفات تضاربت أقوالهم مرة بأنها سقطت على الأرض فأصيبت، ومرة أخرى بأن أحد
الأطفال تعدى عليها بالضرب، ومرة ثالثة أنها ارتطمت بدولاب الحضانة".
وفى الغردقة، أقدم طفل عمره 6 سنوات، على تعذيب 5 أطفال من زملائه داخل
الحضانة، حيث أكدت التحريات أن واقعة تعذيب أطفال داخل "حضانة رياض أطفال
بشارع المدارس، ارتكبها طفل صغير يبلغ من العمر 6 سنوات يسكن في نفس العمارة، كما
أن الحضانة كان يوجد بها 5 أطفال أثناء الواقعة، بالإضافة الى أن المشرفة تركت
البوتاجاز مشتعلا في إحدى الحجرات وذهبت إلى أخرى، فيما قام الطفل بتسخين ملعقة
على البوتاجاز المشتعل وقام بكي الأطفال بها.
والد الطفلة أكد فى
بلاغه، انه عند ذهابه فى نهاية اليوم رياض الأطفال فى حوالى الساعة الواحدة ظهرًا
لاستلام ابنته من الحضانة، وجد فى وجهها كدمات قوية وفى ظهرها وآثار دماء على ملابسها
وجسدها، وعندما سأل المشرفات تضاربت أقوالهم مرة بأنها سقطت على الأرض فأصيبت،
ومرة أخرى أن أحد الأطفال تعدى عليها بالضرب، ومرة ثالثة أنها ارتطمت بدولاب
الحضانة".
أستاذ علم اجتماع: عدم الإشراف علي تلك الحضانات السبب.
ومن جانبة علق
الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، على تلك الوقائع،
مؤكدًا ان سب إنتشار تلك الجرائم يرجع إلى عدم الإشراف المباشر من الجهات المسئولة
على هذه الحضانات واستقدام عناصر مؤهلة تربويا وكفاءات عالية للتدريس لهذه المراحل
المبكرة وتقليل عدد الطلاب في الفصول، فالتعامل مع أطفال الحضانة له أسلوب وطرق
خاصة.
وأضاف صادق لـ"البوابة نيوز"، ان عجز نسبة العاملين في الحضانات، نظرا لكثافة عدد الطلاب،
له دور كبير فى حدوث مثل تلك الوقائع، بالإضافة إلى السماح لأي شخص بسد الفراغ
والعمل فيها دون النظر إلى مؤهلاته التربوية وكفاءته للقيام بهذا العمل المهم في
تلك المرحلة الأولى.
أستاذ طب نفسي: العامل النفسي السر وراء تعذيب الأطفال
قال الدكتور أحمد
عبدالله، مدرس الطب النفسي جامعة الزقازيق، أن سباب الاعتداءات التي تقع علي
الطلاب في المرحلة الاولي من التعليم عديدة، حيث أنها قد تكون اقتصادية واجتماعية
وسياسية، كما أن العامل النفسي التي تكمن في الاضطرابات النفسية والشخصية الغير
سوية لهذا القائم بالاعتداء.
وأضاف لـ"البوابة نيوز"، ان المجرم يقوم بتفريغ الكبت الداخلي وضغوط حياته على هذا
الطفل، التي تأتي في الغالب من اشخاص غير مؤهليين للعمل بهذة المؤسسات، لذا يجب
انتقاء افضل العناصر المؤهلة ووضع تسهيلات اقتصادية للمدرس.
