الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

الفنان التونسي لطفى بوشناق في حواره لـ"البوابة ستار": لا يوجد عربي لا يعشق مصر.. والعالم عرفني من خلالها.. وندافع عن القدس بـ"الكلام الفاضي" ولم نقدم ضربة حقيقية للعدو

الفنان التونسي لطفى
الفنان التونسي لطفى بوشناق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أتشرف بمشاركتي في مهرجان الموسيقى العربية.. وانقطعت عن دوراته الأخيرة لعدم دعوتي له
قدمت أغنية عن القدس بعنوان «تحت السيطرة» تعكس الوضع الفلسطيني والعربي

«خدوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن».. «يا وطن وأنت حبيبي وأنت عزي وتاج راسي، أنت يا فخر المواطن والمناضل والسياسي»، كلمات جابت أرجاء الوطن العربي، وأبكت شعوبه، الشعوب التي طالما أنهكها ظلم حكامها، وجاءت تلك الكلمات المؤثرة التي تغنى بها، إحدى علامات الفن التونسي، ليعبر بها عن مأساتهم، وتصبح بمثابة أيقونة وطنية اتخذتها الشعوب للمطالبة بحقوقها.
إنه لطفي بوشناق، الفنان التونسي الكبير، الذي «لاموه وغاروا منه» الكثيرون، والذي يكشف في حواره لـ«البوابة» عن مشاركته الأخيرة بمهرجان الموسيقى العربية، وعن الفنانين الذين يفضل الاستماع إليهم، فإلى نص الحوار..
■ ما رأيك في الانتفاضة التي شهدتها المدن العربية والإسلامية بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل؟
- أي انتفاضة تلك التي قام بها العرب ضد ذلك القرار؟ فكل ما فعلناه هو الكلام والإدانة فحسب، وقمنا نحن الشعوب الضعيفة بتغيير صورنا بمواقع التواصل الاجتماعي، وكتبنا عبارات ترفض وبشدة ذلك القرار، دون أن نقدم للعدو ضربة حقيقية، وتلك الضربة لم تكن تنتظر ذلك القرار، فالقدس خاضعة للاحتلال منذ عقود، لماذا لم تتحد شعوب العالم للدفاع عن ذلك الشعب الذي أنهكه الظلم والاحتلال؟ فالقدس أرض فلسطينية بكل ما تحمله الجملة من معنى رغم أنف الحاقدين، ولكنها ليست عربية لأن العرب تركوا حقهم ينتزع منهم دون أن يحاولوا الدفاع عنه.
■ اعتاد جمهورك على مشاركتك بالأمور السياسية من حين لآخر، فهل تنوي الغناء للقدس؟
- لم أغن يومًا للسياسة، فأغنياتي دائمًا تشجع على الإنسانية والحرية والبقاء بكرامة، فالسياسة ليست لعبتي، ولا أهتم لأمرها، ولكني مواطن عربي متابع جيد لما يدور من حروب وصراعات، فكوني فنانا، هذا يعني أنني لسان حال أمتي، وهذا واجبي أسعى دائمًا إليه، وبالفعل قمت منذ عامين بعمل أغنية للقدس بعنوان «تحت السيطرة» بمشاركة الفنان السوري عبدالله مريش، لنعبر فيها عن مأساة الشعب الفلسطيني، والوضع العربي الذي نعيشه.
■ حدثنا عن عشقك لمصر، الذي بدا ظاهرًا من خلال ترحيبك بالمشاركة بمهرجان الموسيقى العربية؟
- ما من فنان عربي لا يعشق مصر، فمصر لها كثير الفضل على جميع فناني الوطن العربي، وعلى أنا بالتحديد، خاصة بعد غناء أغنية «لموني اللي غاروا مني» والتي لاقت نجاحًا مبهرًا حينما عرضت في فترة التسعينيات، ومن وقتها وبدأت تزيد العروض الغنائية بمصر والتي ساعدت في معرفة العالم بي.
وفيما يتعلق بمشاركتي بمهرجان الموسيقى العربية، فطالما انتظرت تلك الدعوة عدة سنوات، وعندما جاءت لم أتردد في الموافقة، فالغناء بذلك المهرجان شرف عظيم لي، ولكنى انقطعت عن المشاركة في دوراته الأخيرة لعدم دعوتي له.
■ كان من المفترض أن تقدم مشروعًا تمثيليًا بمصر، فماذا عن هذا المشروع؟
- مع الأسف الشديد أنهيت تلك التجربة لأنها لم تضف لي، فقد شاركت في العديد من التجارب التمثيلية، وعاهدت نفسي أن يكون شرط خوضي لتلك التجارب مجددًا هو عدم التكرار، وهو ما وجدته بتلك السيناريو الدرامي، فقد قمت بتقديم عمل فني يشبهه، وهو ما جعلني أتراجع عنه.
■ شهد العالم العربي وجود أصوات تونسية مميزة ولكنها ليس كثيرة فما السبب في ذلك؟
- الساحة الفنية التونسية غزيرة بالأصوات الفنية الراقية والجياشة، ولكن السبب صعوبة تلك اللهجة، وعدم اهتمام الكثيرين بتقديمها بشكل مميز كالفنان صابر الرباعي، الذي شكل طفرة بالغناء التونسي، وأصبح من علاماته، كما أن للإعلام دورًا في إهدار حق تلك التراث التونسي، وفقط أصبح يصدر العديد من الوجوه التي لا تعبر عنا ولا عن تراثنا أو ثقافتنا.
■ وماذا عن مشاريعك الفنية الجديدة؟
- أحضر للكثير من الأعمال الفترة القادمة، وسألتفت لها بعد إنهاء جولتي الغنائية بعدد من بلدان الوطن العربي، وأكثر مما أتحمس له هو تعاوني مع الشاعر الكبير جمال بخيت، الذي أعتبره الشاعر المفضل لدي، كونه يشبهني كثيرًا في الاهتمام بقضايا الأمة، والصراعات التي يمر بها العرب، فهو يفهمني كثيرًا ويقدر رغباتي من دون أن أتحدث إليه.
■ من برأيك الفنان الأفضل بهذا الجيل؟
- هناك العديد من الأصوات الفنية الواعدة التي أستمع إليها وأدون رأيي فيها، ولكني لم أهتم بشأن فنان لم يكن له مشروع فني يقوم بدراسته والتمسك به والدفاع عنه، كما فعل الفنان الكبير محمد منير، الذي ينتمي لحالة فنية فريدة لا يضاهيه بها أحد، فهو بالنسبة لي فناني المفضل الذي أتابعه بحرص، وظهر نجاحه واضحًا من خلال عشق الجمهور له وملاحقته بشكل دائم.
■ هل تحرص في جميع حفلاتك على نقل التراث التونسي لجمهورك؟
- لا أنقل التراث التونسي، ولكني تعلمت هذا التراث بإيقاعاته ونغماته، وأعيش فترة أخرى وضغوطات مجتمعية، وحسًا وإيقاعًا عصريًا مختلفًا، وأبحث عن بناء تراث لنفسي بغض النظر عمن سبقوني، لا أعيش على التراث فقط، ويجب أن أكون مرآة تعكس الحقبة الزمنية التي أعيشها بتطوراتها وتأثيراتها.