الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تحذيرات استخباراتية: "دواعش القوقاز" خطر على أوروبا

رئيس الاستخبارات
رئيس الاستخبارات الخارجية الالمانية برونو كال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد انحسار «داعش» فى سوريا والعراق، تتزايد التكهنات عن الوجهة القادمة لميليشيات التنظيم، فهناك من يؤكد أن فلول الدواعش سوف يتجهون إلى ليبيا وآخرون يؤكدون توجههم إلى أفغانستان إلا أن الاستخبارات الغربية تتخوف من عودتهم إلى الدولة الغربية خاصة تلك الدول التى تستقبل مهاجرين من المنطقة الملتهبة «سوريا والعراق». 
ومؤخرا أنذر رئيس الهيئة الفيدرالية الألمانية لحماية الدستور هانس جيورج ماسين، من تزايد الخطر الإرهابى الذى يشكله عناصر من تنظيم «داعـش» منحدرين من جمهوريات شمال القوقاز الروسية على أمن بلاده.
وألمح ماسين (10 ديسمبر 2017،) إلى أن مستوى التهديد المحتمل النابع عن هؤلاء المتطرفين عال، إذ إنهم اكتسبوا خبرات قتالية فى الحروب فى القوقاز، إضافة إلى مشاركتهم فى المعارك التى خاضها «داعـش» فى سـوريا والعراق.
وأكمل ماسين أن «ميولهم إلى العنف ومهاراتهم فى الفنون القتالية وخبراتهم فى استعمال السلاح تستدعى اهتماما بنشاطهم من قبل هيئات الأمن الألمانية».
وقدر رئيس الاستخبارات الألمانية عدد المتطرفين المنحدرين من شمال القوقاز فى ألمانيا بقرابة 500 شخص، مشددا فى الوقت نفسه على أن الكثير منهم يتجمعون فى شبكات تنشط فى مختلف أنحاء أوروبا مع محافظتهم على الانعزال عن المجتمعات المحلية.
ووفق تقديرات الهيئة الفيدرالية لحماية الدستور فى ألمانيا، فإن العدد الإجمالى لأتباع السلفية (تيار إسلامى متشدد وأفكاره متزمتة) فى ألمانيا ما يقرب من 11 ألف شخص، وهو عدد قياسى لم تشهده البلاد فى أى وقت مضى.
تجدر الإشارة فى هذا السياق إلى أن الرئاسة الروسية كانت قد حذرت من خطر عودة المقاتلين من مختلف الجنسيات المنضمين إلى «داعـش» فى ســوريا والعراق إلى بلدانهم، ولاسيما إلى الدول الأوروبية.
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أعلن قبل إطلاق العملية العسكرية الروسية فى ســوريا أن أحد أهدافها هو حماية أمن الوطن، نظرا إلى «وجود عدة آلاف من المواطنين الروس، ومن بينهم المنحدرون من شمال القوقاز، فى الأراضى الخاضعة لداعش».
هذا يؤكد ما قاله دينيس ويكر، الباحث فى المركز الدولى للسياسة الخارجية، والمتخصص فى السياسة الأمنية وشئون المقاتلين الأجانب ومكافحة الإرهاب، فى وقت سابق من أن تدريب مقاتلى القوقاز يعطيهم ميزة على الآخرين، حيث إنهم «المنتسبون لداعش من جهاديين القوقاز، وخاصة من منطقة الشمال، يشار إليهم غالبا بالمقاتلين النخبة.. وفى هذه الحالة علينا أن نضع فى اعتبارنا أن داعش يمتلك ويدير قوات خاصة، مثل المتعارف عليه فى الجيوش التقليدية». 
وأضاف «من خلال تجربة الحرب مع روسيا، والتى دامت عشر سنوات، هناك عناصر قتالية ذهبت للحرب فى أفغانستان، وآخرين انضموا لداعش، خاصة مع سهولة العبور من تركيا إلى سوريا، الأمر الذى ساهم فى تزايد مقاتلى النخبة على الخطوط الأمامية لتنظيم داعش، والذين يمثلون بالتأكيد مجموعة اكثر مهارة من المقاتلين الأجانب».
ومن بين الحوادث الخطيرة التى تؤكد توخوفات الاستخبارات الألمانية من جنود شمال القوقاز المنضمين لداعش، فى أغسطس 2015، كشف رئيس القوات الخاصة بطاجيكستان المعروفة باسم أومون «جول مراد حاليموف» عن انضمامه إلى التنظيم، بعد أن تلقى تدريبات مكثفة لمكافحة الإرهاب فى أمريكا، ما زاد من المخاوف العالمية إزاء «داعش».
وظهر حاليموف متعهدا بالقتال ضد روسيا والولايات المتحدة، بينما كان يلوح بحزام من الذخيرة ويحمل بندقية، وذلك فى تسجيل مصور على درجة عالية من الاحتراف مدته 10 دقائق تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعى، وقال حاليموف حينها، موجهًا حديثه إلى الرئيس الطاجيكى إمام على رحمانوف والوزراء: «لو تعلمون فقط كم من أبنائنا وإخواننا هنا ينتظرون ويتوقون للعودة إلى طاجيكستان لإعادة حكم الشريعة»، وتابع حاليموف (40 عامًا): «قادمون إليكم بإذن الله، قادمون إليكم بالنحر».
ومنذ ذلك الوقت والاستخبارات الغربية خاصة فى القارة العجوز تخشى من تهديد الدواعش لأراضيها وتحاول بقدر كبير من الجدة أن تضع سيناريوهات للسيطرة على الموقف خصوصا هؤلاء المجندين فى التنظيم من الدول الغربية وتحديدا شمال القوقاز.