السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"نشيد للبحر".. حلم سجناء جوانتانامو في لوحات

جوانتانامو
جوانتانامو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يستضيف معهد جون جاي في مدينة نيويورك معرض "نشيد للبحر" لأعمال فنية ومقتنيات سجناء في معتقل جوانتانامو الشهير، تصف أحلامهم وكوابيسهم ومشاعرهم الإنسانية في هذا المعتقل الذي ارتبط اسمه بالحرب على الإرهاب وأيضًا الانتهاكات التي ارتكبت باسمها، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
ويضم المعرض أعمالًا فنية أنجزها معتقلون ومقتنيات تعود لهم، ويعود إطلاق اسم "نشيد للبحر" على المعرض لأن البحر عنصر طاغ على هذه الأعمال، رغم أن السجناء لم يروه سوى مرة واحدة في عام 2014 حين هب إعصار أدى إلى نزع الستائر التي تحجب الرؤية لبضعة أيام، وفقًا لإريني تومسون إحدى المسؤولين عن المعرض؛ التي نقلت عنها الوكالة الفرنسية قولها إن البحر لم يكن مجرّد ملهم لأحلام المعتقلين وكوابيسهم، لكنه شكّل أيضًا موضوعًا مقبولًا للرقابة التي رفضت الأعمال ذات الطابع السياسي أو الغاضب.
لكن الرقابة غضّت الطرف عن رسم بعنوان "دوار في جوانتانامو"، وهو عبارة عن زوبعة من البقع الزرقاء والحمراء والخضراء، أراد منها السجين الكويتي الباكستاني عمار البلوشي، وهو الوحيد من بين المساجين الذي وجهت إليه تهمة رسمية بالتواطؤ في هجمات 11 سبتمبر الماضي، أن يصف لمحاميه الغثيان الذي يعاني منه "بعد التعذيب على يد عناصر وكالة المخابرات الأمريكية»، وفق تومسون التي أكدت أن الهدف من نشر هذا الرسم "ليس تمجيده كفنان، وإنما لنعتبر من تجربته في الحياة".
ومن بين المعروضات الثلاثين 16 تحمل توقيع اليمني محمد الأنسي الذي أطلق سراحه ونُقل إلى عُمان في يناير الماضي، ويعود له فضل كبير في إقامة هذا المعرض، بحسب محاميته بيث جاكوب، التي ذكرت في تصريحات صحفية أنه منذ اللقاءات الأولى بينها وبينه حدّثها مطوّلا عن دروس الفنّ في السجن التي بدأت في عام 2009، وسألها عن إمكان عرض هذه الأعمال في الخارج؛ لتحصل على موافقة سلطات السجن بإخراج بعض لوحاته، وعرضتها على صديقة لها فنانة في نيويورك "وهكذا نشأت فكرة هذا المعرض، وطلب سجناء آخرون أو معتقلون سابقون أن يشاركوا فيه"، وفق جاكوب التي أضافت "تمّت شيطنة هؤلاء الرجال"، وأعربت عن أملها في أن يقدّم هذا المعرض صورة مختلفة لهم "تظهرهم كأشخاص ذوي إحساس يقدّرون الجمال".
ومرّ على هذا المعتقل منذ افتتاحه في عام 2002 في القاعدة الأمريكية في خليج جوانتانامو في كوبا ما يقرب من 800 شخص أوقفوا بتهم إرهاب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وأثناء الاجتياح الأمريكي لأفغانستان؛ ورغم أن الرئيس السابق باراك أوباما تعهّد في ولايته إغلاق السجن سيء السمعة، الذي ارتبط اسمه بالحرب على الإرهاب، وأيضًا بالتعذيب والاعتقال العشوائي، إلا أنه ما زال قائمًا ويضم 41 معتقلًا، وقد أعرب الرئيس دونالد ترامب عن رغبته في الإبقاء عليه.