الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

بيثنتي أليكساندري.. الشاعر التلقائي

بيثنتي أليكساندري
بيثنتي أليكساندري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع الإسباني بيثنتي أليكساندري المولود في نهاية القرن التاسع عشر أن يفرض وجوده على ساحة الشعر العالمي، فقد حاز على الجائزة الدولية للأدب عام 1933، وبعدها جائزة نوبل في الآداب عام 1977، رغم أن ابن العائلة ذات الأصل البرجوازي في إسبانيا كان من نصيبه أن يكون معتل الصحة، فالفتى مولود في إشبيلية، ولكنه عاش طفولته في مالقة، درس مع الكاتب إميليو برادوس، وانتقل إلى مدريد، وبدأت صحته في التدهور عام 1922، وفي عام 1925 عَرفَ أنه مريض بالتهاب الكُلى السُّلِّي حيث انتهى بإجرائه لعملية إزالة إحدى كليتيه عام 1932.
نشر أليكساندري أولى أشعاره في لا ريبيسْتا دي أُكْسيدِنتي عام 1926، كما كان على اتصال بكلٍّ من لويس ثيرنودا ومانويل ألتولاجيرِي ورافائيل ألبرتي وفيديريكو جارثيا لوركا، ويعرض شعره عدة مراحل هي مرحلة النقاء والسريالية ومحورية الإنسان والمرحلة القديمة.
نُشِرَ كتابه الأول "أمْبيتو" في مالقة 1928 والذي تم تجميعه في الفترة ما بين 1924 و1927، ويُعد الكتاب عمل أوَّلي لكاتِب لم يُذاع صيته بعد، سيطر على هذه المرحلة طابع الأبيات القصيرة ذات السجع وجماليات الشعر النقي الذي امتاز به خوان رامون وجيلينا، بالإضافة إلى أصداء الشعر الكلاسيكي الإسباني في فترة العصر الذهبي، خاصةً فيما يتعلق بـفراي لويس دي ليون وجونجرا.
وفي غضون السنوات ما بين 1928 و1932 حدث تغيير كلي في تصوُّر بيثنتي للشعر، مُستَلهِمًا ممن سبقوه في السريالية وخاصة من آرثر رامبو ولوتريامون وكذلك فرويد، وتُأْخَذ على أنها تعبير للشعر النثري قصيدته: عاطفة الأرض 1935، ويظهر الشعر الحُرْ في ثلاثة من قصائده وهم "سيوف كالشفاه" عام 1932 و"الدمار أو الحب" عام 1932 و"ظِلْ الجَنَّة" عام 1944، واقترب التعبير من الكتابة التلقائية مما أدى إلى عدم قبولها كعقيدة؛ وبعد الحرب، تغيَّرَت أعماله مقترِبَةً من المخاوف السائدة في الشعر الاجتماعي، ويظهر تضامنه في معالجة حياة الرجل العادي ومعاناته وأوهامه وكل ذلك باستخدامه إسلوب سهل وبسيط. ويُعَد كُل من كتابيه "تاريخ القلب" 1954 و"في مجال العظمة" 1962 من الكتب الأساسية في تلك الفترة.
عاد استخدامه مرة أخرى لِأسلوبه غير العقلاني كتبه الأخيرة مثل "قصائد من الكمال" 1968 و"حوارات المعرفة" 1974، لتجربته مع الشيخوخة واقترابه من الموت حتى وإن كان ذلك في شكل مُكَرَّر للغاية وهادئ، وبالإضافة إلى هذين الكتابين اللذين تم نشرهما خلال حياته هناك كتاب ثالث وهو "في ليلة عظيمة" المنشور عام 1991 بعد وفاته.