الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

علاقة الأدباء بأبنائهم ظاهرة تشغل الرأي العام العالمي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تثير العلاقة بين مشاهير الأدب ونجوم الثقافة والأبناء، الكثير من الفضول سواء في الغرب أو الشرق وقد يصح وصف بعض العائلات بأنها "عائلات أدبية" بينما قد لا يرث بعض الأبناء مواهب الآباء في الإبداع الأدبي وأحيانا تكون هذه العلاقة حافلة بالطرائف.
وإذا كانت الصحافة الثقافية الغربية الآن معنية بعلاقة الكاتب الأمريكي اوين كينج بوالده ستيفن كينج الذي يعد أهم أدباء الرعب في الثقافة الغربية إن لم يكن في العالم ككل وأكثرهم غزارة في الإنتاج الابداعي بعد أن اشتركا معا في كتابة الرواية الجديدة "مفاتن نائمة" التي وجدت بسرعة مكانها ومكانتها ضمن قوائم أعلى مبيعات الكتب في هذا العام الذي يستعد للرحيل فإن الابن اعترف بأنه لم يكن بمقدوره أن يكتب هذه الرواية بمفرده كما أقر بأن والده الأديب الكبير كان في الأصل رافضا لهذا المشروع الإبداعي المشترك والذي تقوم فكرته على "فيروس يصيب النساء حول العالم ويجبرهن على النوم بلا حراك".
ورغم الإعلان عن عدم اعتزامهما تكرار الكتابة الروائية المشتركة يبدو أن تلك التجربة الإبداعية بين الأب الذي ولد عام 1947 والملقب بسيد أدب الرعب في العالم والابن الذي ولد عام 1977 يمكن أن تتكرر بعد أن حظت الرواية الأولى لهما بمديح النقاد في الغرب وبعضهم يلح على ستيفن كينج في الامتثال لرغبة ابنه الأصغر بعد أن جمعت روايتهما المشتركة الأولى بين "حنكة الأب وعنفوان الابن".
ويبدو أيضا أن الابن اوين كينج يعز عليه أن يتخلى تماما عن هويته الإبداعية ككاتب تميز في "الكتابات الكوميدية الخفيفة الظل" لصالح الأب بكل جبروته وسطوته الإبداعية في كتابة أدب الرعب فإذا به يصرح بأن الرواية المشتركة لهما هي "أقرب للفناتازيا منها لأدب الرعب" وان كان لا يخفي شعوره بالسعادة لأنه "ابن ستيفن كينج سيد أدب الرعب في العالم".
وعائلة كينج يحق وصفها بأنها "عائلة أدبية حقا" لأن "تابيثا كينج" زوجة ستيفن ووالدة اوين والتي ولدت عام 1949 وتزوجت ستيفن كينج في السابع من يناير عام 1971هي أيضا كاتبة ومؤلفة ولها عدة قصص من بينها:"عالم صغير" و"الناجي" و"شموع تحترق".
ولأنها "عائلة أدبية حقا" فان الابن الأكبر "جو" كاتب ومؤلف وكذلك كيلي برافيت زوجة الابن اوين الذي درس في الجامعة الكتابة الابداعية هي بدورها كاتبة ومؤلفة بينما يبدي عميد العائلة ستيفن كينج سعادة ظاهرة "لأن أفراد العائلة ككل عرفوا طريقهم لقوائم أكثر الكتب مبيعا في الولايات المتحدة والعالم".
وفي مصر يمكن ملاحظة اعتزاز الكاتب والمفكر وعالم الاقتصاد الدكتور جلال أمين بأنه ابن العلامة "أحمد أمين" الكاتب والمفكر وأحد الآباء الثقافيين لمصر الحديثة غير أنه يسهل أيضا ملاحظة اختلاف الرؤى بين الابن والأب.
وفي هذا السياق يقول الدكتور جلال أمين:"ليس بالضرورة أن أكون ورثت أفكاري عن والدي أحمد أمين" الذي قضى في نهاية شهر مايو عام 1954 وإن بقت كتاباته وإبداعاته الثقافية مثل "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية" و"فيض الخاطر" و"ديوان الحماسة" و"قصة الأدب في العالم" و"إلى ولدي".
أما الابن جلال أمين الذي ولد عام 1935 فهو صاحب كتب أثرت بدورها في الثقافة العربية مثل:"وصف مصر في نهاية القرن العشرين" و"شخصيات لها تاريخ" و"ماذا حدث للمصريين وسيرة ذاتية بعنوان:"ماذا علمتني الحياة" و"رحيق العمر".
وإذا كان الدكتور جلال أمين وشقيقه الدبلوماسي الراحل حسين أمين قد ذاع صيتهما في عالم الكتابة لتكون عائلة العلامة أحمد أمين "عائلة فكرية" فإن الأمر يختلف مع عائلة هرم الرواية المصرية وعميد الرواية العربية نجيب محفوظ حيث ابتعدت ابنته "أم كلثوم" أو "هدى" عن عالم الكتابة الأدبية المحترفة وكذلك الابنة الراحلة فاطمة أو "فاتن" مع أنه تمنى لهما الانخراط في هذا العالم.
وعائلة نجيب محفوظ اختارت بإرادتها دوما عدم الظهور الإعلامي سواء الزوجة الراحلة السيدة عطية الله إبراهيم أم الابنتان الكبرى فاطمة التي قضت في شهر أبريل الماضي والصغرى "أم كلثوم" أطال الله في عمرها ومتعها بالصحة والتي كشفت في حديث نادر عن أن شقيقتها فاطمة هي التي اختارت اسم رواية "حارة العشاق" لوالدها النوبلي.
وإذ تحتفل الثقافة المصرية بالذكرى الـ 106 لمولد الأديب النوبلي نجيب محفوظ التي حلت أمس الأول الاثنين، فإن الابنة أم كلثوم لابد وأنها تشعر بارتياح حيال الإعلان مؤخرا عن "افتتاح جزئي لمتحف نجيب محفوظ" خلال شهر ديسمبر الجاري..فيما أكد وزير الثقافة حلمي النمنم أنه سيتم الانتهاء من باقي قاعات العرض المتحفي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وكانت عائلة نجيب محفوظ الذي توج بجائزة نوبل في الآداب العام 1988 وقضى في الثلاثين من أغسطس عام 2006 قد سلمت وزارة الثقافة الكثير من مقتنياته لعرضها في هذا المتحف..فيما تقول الابنة أم كلثوم التي تهوى الرسم وخاصة البورتريهات:"وقعت في عشق كل ما كتبه والدي".
ولعل الكاتبة والإعلامية نهى حقي ابنة الكاتب والأديب الكبير يحيى حقي الذي استدعت المنابر والوسائط الثقافية الكثير من إبداعاته مؤخرا بمناسبة مرور ربع ربع قرن على رحيله عن الحياة الدنيا حالة مختلفة عن ابنة النوبلي نجيب محفوظ وقد أبدت نوعا من عدم الارتياح حيال ما تعتبره تجاهلا من وسائل الإعلام لتجربتها الفنية والأدبية وعدم الإشارة إليها إلا بوصفها "ابنة يحيى حقي".
وضمن أحاديث وحوارات صحفية وإعلامية متعددة تضمنها حوار نشرته مؤخرا جريدة الأهرام تقول نهى حقي بعفوية وباللغة الدارجة:"لماذا يضع الناس فوق رأسي دائما شمسية أبويا ولا تتصلوا بي إلا في ذكراه".
ومع ذلك فإن نهى حقي تستعد لإصدار كتاب جديد عن والدها بعنوان:"مقالات مطوية من تراث يحيى حقي" فيما ترى بعين الابنة ونظرة الكاتبة أن التركيز من جانب النقاد على الرواية الشهيرة ليحيى حقي "قنديل أم هاشم" والتي تحولت إلى فيلم سينمائي ظلم إبداعات أخرى له سواء في مجال الرواية والقصة أو الفنون الأخرى كالموسيقى.
وطريف ما تقوله نهى حقي عندما تعقد مقارنة بين الضرر الذي تعرض له والدها جراء التركيز على روايته "قنديل أم هاشم" على حساب أعمال كثيرة لرائد القصة القصيرة وصاحب روايات وقصص وكتب بديعة مثل: "البوسطجي" وسارق الكحل" "خليها على الله" و"عطر الأحباب" وبين الضرر الأدبي الذي ترى أنها تعرضت له جراء التركيز على بنوتها ليحيى حقي وكأنها على حد قولها لم تفعل شيئا في "الكتابة والتأليف والإعلام".
ومن القصص التي أبدعها والدها واعتبرت نهى حقي أنها "روائع إنسانية لكنها من ضحايا شهرة قنديل أم هاشم" مجموعة بعنوان:"فلة ومشمش ولولو" فضلا عن "عنتر وجولييت" و"الديك الرومي".
ويحيى حقي المتوج بجائزة الدولة التقديرية في الآداب الذي ولد في السابع من يناير العام 1905 وقضى في التاسع من ديسمبر العام 1992 وصف عن حق بأنه "الأب الروحي لجيل الستينيات الأدبي" وله كتاب في أدب الرسائل بعنوان "رسائل يحيى حقي إلى ابنته نهى حقي" وفلسفته كما تقول ابنته الوحيدة نهى:"حب الحياة" وكان يرى أن الأدب مهمته "تغذية العقل والروح" فيما تؤكد أنه "لم يفرض عليها أي رأي".
فالابنة التي تمتلك أدواتها ككاتبة وأديبة وإعلامية تود أن تقدم الأب الحبيب للقارىء باعتباره "الإنسان قبل الفنان والمفكر قبل الأديب" وهي التي قالت من قبل أنه "سلحها بأمات الكتب ومهارات الحياة وشجعها على ممارسة فن البالية" غير أنها تلح في تأكيد رفضها لحصر تعريفها في "كونها ابنة يحيى حقي وطمس هويتها" أو على حد قولها:"لن أعيش طوال العمر في جلبابه" حتى وإن كان بالنسبة لها "الزاد والزواد" وما زالت تتخيل أنها "تغفو في حضنه وتشعر بأنها تستطيع أن تتكىء على معصمه".
أما شريفة التابعي ابنة الكاتب الصحفي الكبير والأديب محمد التابعي والذي يعد من أهم رموز الصحافة المصرية الحديثة فتصفه كأب بأنه كان "طيبا جدا وحنونا ورجل أسرة من الطراز الأول" غير أنه أسدى لها النصح بالعدول عن رغبتها في العمل بالصحافة.
وقامت شريفة التابعي بإعادة طبع كتاب شهير لوالدها بقدر ما يعد وثيقة ثقافية ترصد تاريخ مصر الحديث وهو كتاب:"أسرار الساسة والسياسة" فيما يبدو حضور التابعي مهيمنا على شقتها الأنيقة في حي الزمالك حيث وسط مقتنياته وصوره مع مشاهير الثقافة والصحافة والفن.
ومن رموز الثقافة المصرية والعربية الذين كانوا من أقرب الأصدقاء لمحمد التابعي كما تقول ابنته شريفة:عباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وكامل الشناوي وفكري أباظة وروزاليوسف ناهيك عن فنانين في حجم السيدة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ونجيب الريحاني ويوسف وهبي وأسمهان وليلى مراد وسليمان نجيب.
واعتبرت شريفة التابعي أن عميد الصحافة المصرية والعربية الراحل محمد حسنين هيكل والذي كان من تلاميذ مدرسة محمد التابعي الصحفية هو "أوفى تلاميذ التابعي" لافتة أيضا لأسماء صحفية وثقافية أخرى من تلاميذ والدها مثل أحمد رجب وإبراهيم الورداني ورجاء النقاش وعباس الطرابيلي.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أسست شريفة التابعي مع مجموعة من محبي هذا الراحل العظيم والباقي في ذاكرة الصحافة المصرية "مجموعة إلكترونية" بعنوان "أمير الصحافة" فيما تقول إنها ما زالت تشعر بالانبهار كلما عادت لقراءة مقالات والدها الذي ولد في الثامن عشر من مايو عام 1896 وقضى في الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1976 وتشعر بالدهشة حيال كثرة وتنوع ما كتبه من موضوعات وتصدى له من قضايا.
والى جانب قدراته الفذة ككاتب وصاحب أسلوب بديع وأول من ابتكر "المقالة الخبرية في الصحافة المصرية الحديثة" كان محمد التابعي عاشقا للموسيقى والأوبرا والمسرح والتصوير الفوتوغرافي..فضلا عن حبه البالغ للرحلات واهتمامه بتدوين كل التفاصيل التي تمر به وتهمه ككاتب في "مفكرة خاصة".
وفيما حضرت منذ نحو سبعة أعوام حفل تكريم ثقافي مغربي بالدار البيضاء لاسم "عملاق الصحافة المصرية ومؤسس الصحافة العربية الحديثة محمد التابعي" تصف شريفة التابعي والدها "بالصحفي الفنان" موضحة أنه جمع في اهتماماته ما بين السياسة والفن فإان شريفة التابعي رأت أن والدها لم يحصل على النصيب الكافي من التكريم كما ذهبت إلى أن بعض الكتاب ومؤلفي المسلسلات التلفزيونية اعتمدوا على كتب التابعي دون إشارة للمصدر.
وفي مقابلات مع صحف ووسائل إعلام تمنت شريفة التابعي على شباب الصحفيين أن يدركوا أن حرية الصحافة تقوم على صحة المعلومة ودقة الخبر معيدة للأذهان رؤية والدها لدور الصحفي وهو:"توعية الرأي العام بالحقيقة" فيما لفتت إلى أن تذوق والدها للشعر " ينبىء عن إحساس في غاية الرهافة".
ومن الطرائف التي ترويها عن والدها الذي كتب 13 رواية وكان يحب محمد حسنين هيكل حبا جما أنه طلب من هيكل في بداية حياته الصحفية أن يكتب مقالة عن ممثلة أمريكية ولم يكن هيكل يعرفها فكتب المقال على أنه ممثل فترك له التابعي ورقة مكتوب فيها:"حسب معلوماتي فان تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس يتم على يد جراح وليس صحفي"!.
ومع أنها نفت صحة بعض ما كتبه الراحل أنيس منصور عن "الدنجوان محمد التابعي" لا ترى شريفة التابعي مبررا للغضب من وصف البعض لوالدها "بالدنجوان" موضحة أنه عاش في عصر الرومانسية وتأثر به وبقصص حبه الزاخرة بالدراما الإنسانية كثير من تلاميذه ومن بينهم الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، ومن الطريف أن التابعي هو الذي أقنع إحسان بالزواج عندما وجده مترددا في قبول الدخول "للقفص الذهبي".
ولئن تحفظت شريفة التابعي على بعض ما كتبه أنيس منصور عن محمد التابعي فإن نهى حقي اتخذت موقفا مشابها إلى حد ما بشأن كتاب للناقد والكاتب الراحل رجاء النقاش عن والدها صدر بعنوان:"يحيى حقي..الفنان والإنسان والمحنة" معتبرة أن الكتاب يمثل وجهة نظر كاتبه المحب ليحيى حقي لكنه لايمكن وصف وجهة النظر هذه "بالحقائق المسلمة" ومن بينها ما ذكره النقاش حول واقعة أثارت غضب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من والدها الذي كان رئيسا لمصلحة الفنون وأسس لنهضة ثقافية واسعة في المسرح والموسيقى والسينما والفنون الشعبية.
وفي الجزء الأول من سيرته الذاتية الذي صدر مؤخرا في كتاب جديد بعنوان:"يوما أو بعض يوم" وحظي باهتمام واضح في الأوساط الثقافية يروي الكاتب محمد سلماوي الذي توج بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2012 عشرات الحكايات المدهشة والطرائف الدالة والمواقف المأساوية.
ورغم أن الرحيل المبكر للفنان إسماعيل الحكيم نجل الأديب الكبير توفيق الحكيم وزوج شقيقة محمد سلماوي كان موقفا مأساويا فقد حاول سلماوي التخفيف من حدة مأساة رحيل إسماعيل الحكيم وهو في عامه الخامس والثلاثين إثر إصابته بتليف في الكبد.
ويقول محمد سلماوي في الجزء الأول من سيرته الذاتية:" يوما أاو بعض يوم": "تألمنا كثيرا لفراق إسماعيل الذي كان فنانا موهوبا ترك بصمة واضحة في عالم الموسيقى الغربية للشباب وكان إنسانا عجيبا لا ينتمي إلى عالمنا هذا وإنما كان يعيش في عالمه الخاص وفق شروطه الشخصية ولا يقبل التأقلم مع الواقع المحيط به..كان يأكل السمك نيئا على طريقة اليابانيين ولديه القدرة على عزف الجيتار بأسنانه".
ويضيف محمد سلماوي:"أذكر ونحن صغار أنه كان في المعادي عراف شهير قال ذات مرة لشقيقتي وهي بعد صغيرة أنها ستتزوج مرتين وأن زوجها الأول سيكون غريب الأطوار وكانت كلما سألت والدي: يعني إيه غريب الأطوار يقول لها مازحا: يعني بيمشي على الحيط وكنا نضحك لذلك إلى أن تزوجت من إسماعيل الحكيم عام 1976 ولم يكن هناك تعبير أدق في وصفه من غريب الأطوار".
والطريف في قلب المأساة أن الأديب الكبير توفيق الحكيم لم يتخل عن حرصه الشهير الذي دفع البعض لاتهامه بالبخل فيما يقول محمد سلماوي في كتابه الجديد: كنت في بيت الحكيم حين حضر الكاتب والأديب ثروت أباظة لينقل إليه خبرا كان يعرف أنه سيسره وسط حزنه الشديد على ولده الوحيد وهو أن الدولة ستتحمل جميع نفقات الجنازة والعزاء تقديرا لمكانة توفيق الحكيم.
وقد سر توفيق الحكيم كثيرا بهذا الخبر- كما يروي سلماوي - وقال لثروت أباظة:" خليهم يتواصلوا بقى مع محمد سلماوي هو اللي معاه كل الفواتير" فيما استمر في متابعة الموضوع والاستفسار من سلماوي عن آخر التطورات بشأن تنفيذ هذا الوعد الرسمي.
ومن الطريف أيضا أن محمد سلماوي صاحب مسرحيات "سالومي" و"فوت علينا بكرة" و"الجنزير" لعب دورا كممثل في الفيلم الكوميدي لفؤاد المهندس وشويكار: "شنبو في المصيدة" فيما جاءت سيرته الذاتية بالفصحى مع شيء من العامية.
ورغم أن عائلة محمد سلماوي أصيبت بضرر مادي كبير جراء سياسات الإصلاح الزراعي والتأميم التي انتهجتها ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فإنه يؤكد أن والده أيد هذه السياسات والإجراءات التي تصب في صالح المجتمع المصري ككل.
ومحمد سلماوي صاحب الكتب والروايات والمسرحيات العديدة والذي شغل من قبل منصب رئيس اتحاد الكتاب المصريين فضلا عن منصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب تمرد على أحد آبائه الثقافيين وهو الأديب والناقد والأستاذ الجامعي الراحل الدكتور رشاد رشدي عندما اختار العمل كصحفي بدلا من مواصلة مسيرته في التدريس الجامعي بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب في جامعة القاهرة والتي كان رشاد رشدي من أعلامها.
وتبقى العلاقة بين الأدباء والأبناء حافلة بالدلالات والطرائف وهي في بلد كمصر تعبر عن روح وطن ثري بالإبداع والأحلام النبيلة لتتوهج اللغة وتتوالى الأسئلة وعرس الإبداع ودفاتر الشجن والذكريات !.