الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الحاجة وفاء".. مكسبي 10 جنيهات في اليوم

الحاجة وفاء
الحاجة وفاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولدنا فقراء، وعشنا فقراء، وسنموت فقراء فـ«الفقراء يدخلون الجنة»، نتنفس فقرا، ويأكلنا الفقر، ونشرب الحزن، حرمنا الحياة، «الحاجة وفاء» تخرج من صدرها مرارة الأيام، كانت تعبر عن أوجاعها دائما فى صمت، ولا تشتكى إلا لله، حتى مر الزمن وكبرت بناتها، أردن الحياة وجاءهن النصيب للزواج، وهنا تتوقف عقارب الساعة، ولم تجد الأم سوى الشكوى لخالق الوجود، لاتريد الأم سوى سعادة بناتها ولا تطلب أكثر من الستر.
عاشت الحاجة «وفاء» حياة كفاح مع زوجها وكان يعمل «أجرى» يحمل الرمال أو الحجارة، يسوق الحصان أو تسوقه الزبائن، لا يجد إلى قوت يومه إن كان بصحة جيدة وإن أصابه مكروه يمكث مريضا فى المنزل، وتخرج السيدة للعمل حتى يتعافى زوجها، تكالبت الدنيا عليهما فلم يجد الزوج أى وظيفة تتضمن له ولأسرته حياة رغدة، رضيا بما كتبه الله لهما، وأنجبا من الأولاد ثلاثة «بنتين وولد»، فرح الرجل وزوجته بهذا الولد فرحًا شديدًا، فلعله قادم ليقف بجانب والده وعكازًا له عند الشدائد، سندًا عند المصاعب.
مات الرجل مريضًا من عمله الشاق الذى سبب له ضمور بالعمود الفقرى، ولم يمسك عكازه، وفى مقابلة صحفية لـ«البوابة» مع «الحاجة وفاء» الزوجة القوية صاحبة الـ ٥٠ عاما، تقول «جوزى مات من سبع سنوات وسابنى أنا وابنى وبناتى وكنا هنموت من الجوع فقولت لازم اشتغل وجبت حبة خضار أبيعهم أكسب منهم لقمة عيش»، ولأنها لا تملك رأس مال كبير تضطر لشراء بضاعة قليلة مكسبها زهيد حيث لاتربح سوى عشرة جنيهات فى اليوم الواحد.
وتابعت: «المشكلة مش فى إحساسى دايمًا بالفقر والعجز بس المشكلة إن بناتى على وش جواز ودخلى أنا وابنى مش مكفينا، لأن ابنى برضوا شغال «أجرى» والشغل يوم ويوم، وتقدم لبنتى الكبيرة عريس ومقدرتش أرد عليه لأنى مش عارفه أجهزها منين، وأسعار جهاز العرايس غالى واحنا غلابة وعلى قدنا».