رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قطع «مقاطعة القدس» وحلول أخرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان الرئيس الأمريكى يدرك تماما حالة العجز التى تعترينا قبل قراره بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فقد اتخذ قراره بعد نجاحات فى محاولات تفكيك العرب بأيدينا لا بأيدى غيرنا، وكانت معالجتنا للقضية ما بين دعوات للمقاطعة، والمظاهرات، ولوم الأنظمة العربية على موقفها..إلخ.
والحقيقة أننا (جميعا) تسببنا فى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية على المستويات كافة، حتى إن الاهتمام تراجع فى السنوات الأخيرة بشكل حاد أفقدها قدرًا كبيرًا من الزخم الذى نحتاجه لاستعادة الحقوق المسلوبة.
فمصر مشغولة فى معركة طويلة مع الإرهاب فى سيناء وداعميه من الإخوان وداعش، وليبيا فى وضع داخلى يُرثى له، والسودان والعراق خارج المعادلة، واليمن وسوريا ممزقتان، ولبنان يعانى تجاذبات وصراعات قابلة للانفجار، وقطر مشغولة بإثارة الفتن بين العرب، خاصة مصر، والسعودية مشغولة بالوضع فى اليمن والوضع الداخلى الملتهب، وفلسطين منقسمة، وحماس أغلقت باب المقاومة بعد وصولها إلى الحكم، وتنظيم الإخوان بقنواته وإعلامه مشغول بالجهاد فى مصر ضد الجيش والحكومة، وبعض الجماهير التى تطالب الجيوش بإعلان الحرب هى نفسها التى ما فتأت تحرض ليل نهار على الجيوش العربية، وإذا كنت تريد أن ترى بلدا يمكن الإشارة إلى جهوده قيادة وشعبًا، وقدم دماء أكثر من ١٠٠ ألف مواطن فمصر، وإن كانت الجهود فى الجملة غير كافية.
هذا وضع لا بد من عرضه بوضوح، وهو لا يعنى ضياع القدس، فالقدس لم ولن تضيع مهما حاولوا؛ لأن اليهود أجبن من ذلك، والله قد ينصرنا بعجزنا، ولكن لا بد من اتخاذ خطوات عدة ليعود الزخم للقضية مرة أخرى، ومن ذلك:
١- قرار الأزهر برفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكى قرار صائب، وقيادة رؤساء الجامعات للمظاهرات موقف جيد، لكن بقى أن يكون لدينا موقف دائم لا انفعالي، وذلك بوجود مقرر دراسى يبدأ من التيرم الثانى فى الجامعات والمعاهد الأزهرية بعنوان (القدس عاصمة فلسطين)، يتم فيه تعريف الطلاب بتاريخ القدس ومكانته فى الإسلام والمسيحية، ولا ينتقل الطالب للمرحلة التالية إلا باجتياز الامتحان فى هذا الكتاب، وبذلك تظل القضية حاضرة بقوة. 
٢- المقاطعة الإعلامية الرسمية لإسرائيل، خاصة من الدول التى ترتبط بعلاقات إعلامية وهذه الدول ليس من بينها مصر.
٣- استدعاء السفراء العرب وممثلى البعثات العربية من واشنطن وتل أبيب، وهو أمر حدث من قبل فى وقائع أقل من هذا القرار.
٤- زيارة القدس والمسجد الأقصى، وتصحيح الخطأ التاريخى الذى يعتبر الزيارة تطبيعًا، فالمقاطعة المريرة للمقدسيين على مدى أكثر من ٤٠ عاما، كشفت عن أن نسبة السكان فى ١٩٦٧م كانت (٤) فلسطينى مقابل (١) إسرائيلي، وبعد أكثر من ٤٠ سنة من مقاطعتنا للقدس صار عدد الإسرائيليين (٤) مقابل (١) فلسطيني، ونسبة نزوح الفلسطينيين من القدس وصلت إلى ٥٠٪، وتعدت نسبة الفقر ٧٠٪، وصار الإسرائيليون يعرضون شراء الأراضى الواقعة حول المسجد الأقصى بعشرة أضعاف ثمنها الحقيقي، وبالتالى؛ فإن زيارة المقدسيين أمر فى غاية الأهمية، وطوال سنوات المقاطعة نقلت إسرائيل إلى القدس هيئات ومصالح، واشترت بيوتا وعقارات ومحلات، ونحن ما زلنا عند نقطة الصفر، وعند الموقف القديم حول مقاطعة زيارة المسجد الأقصى، ناهيك عن أن الزيارة دعا إليها النبى الكريم- صلى الله عليه وسلم، والحديث عن مقاطعة الزيارة حتى يتم تحرير القدس ضرب من الخيال، لذا وجب قطع المقاطعة وزيارة القدس للقادرين.