الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على الصوم في المسيحية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الصوم أو الصيام كلاهما مصدر واحد، صام يصوم صوما وصياما، وهو لغة الإمساك عن الطعام والشراب لفترة من الزمن، وكأن الحاجة الفسيولوجية أصبحت فى المكان الثانى. 
وأما الكلمة اليونانية (نستيا) تعنى الإمساك، ويشير الإمساك هنا إلى ضبط الجسد والنفس، فيصبح الإنسان سيدًا على أهوائه وعلى رغباته، فضبط النفس والجسد بإذلالهما يؤدى إلى التواضع، وهو شرط لدخول الملكوت. فالصائم كأنه يقول لله «أنا تائب نادم، ولست متعاليًا أو متكبرًا، فلا حاجة بك لإذلالى أكثر من ذلك». 
وبكلمة الصوم هو الاعتراف بأن الله هو السيد المطلق، ومصدر حياة الإنسان قبل الخبز، الذى يجود به الله علينا: «ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله» (متى 4:4). وأما كيفية الصوم فهو التبرؤ من الرياء والنفاق إلى صدق الإخلاص وخالص الصفاء للبحث عن وجه الله تعالى، الذى يرى فى الخفاء، وقد وبخ الرب يسوع صوم الرياء والتظاهر قائلا: «وإِذا صُمتُم فلا تُعبِّسوا كالمُرائين» (متى 6/16-18). وبكلمة الصوم فعل من أفعال الديانة الثلاثة (الصوم والصلاة والصدقة) الموجّهة نحو الله الذى يرى فى الخفية بخلاف الرغبة فى أن يرانا الناس على ما جاء فى كلام سيدنا يسوع المسيح: «أَمَّا أَنتَ، فإِذا صُمتَ، فادهُنْ رأسَكَ واغسِلْ وَجهَكَ، لِكَيْلا يَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صائم، بل لأَبيكَ الَّذى فى الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذى يَرى فى الخُفْيَةِ يُجازيك» (متى 6/17-18). وتختلف فترة الصيام من كنيسة لأخرى، فالأرثوذكس يصومون 200 يوم، والكاثوليك 114، بينما فى الكنيسة الإنجيلية بلا صيام.
بعد حكم الملك داود، انقسمت المملكة إلى قسمين، وقد توالى على حكمهما ملوكا ظالمين فاسدين، لم يراعوا عبادة الله بل أدخلوا عبادة الأوثان
السيد المسيح صام أربعين يومًا.. وربطه بالصلاة والصدقة فى خيطٍ واحدٍ
الكاثوليكى:
الأب رفيق جريش: تشريع إلهى لكن «الكيفية» خاصة بالكنيسة
صام السيد المسيح على الأرض أربعين يومًا، وفى موعظة المسيح على الجبل، ربط المسيح الصوم والصلاة والصدقة بخيطٍ واحدٍ، وهو الخفية، فعلى المسيحى أن يقوم بالصوم والصلاة خفية، فإذا صام فليغسل وجهه ويدهن شعره ويبتسم، كى لا يعرف الناس أنّه صائم، وإذا صلى، فليدخل حجرته، ويغلق بابه، ويصلى لله بعيدًا عن عيون الناس، وإذا أعطى إحسانًا لا يطبل ولا يزمر ولا يُعلَن إحسانه فى الصحف أو يخلده بنقش حجرى، بل على يده اليسرى ألا تعرف ما فعلته يده اليمنى، بهذه الطريقة، حول يسوع الصوم إلى عملٍ شخصى يقوم به الإنسان أمام نظر الله وبعيدًا عن عيون الناس. 
فالسيد المسيح لم ينتقد إظهار المؤمن صيامه للناس بسبب السحنة الحزينة التى تظهر على وجهه، بل لأن هذا الإظهار يسعى إلى لفت أنظار الناس، فيجعلهم حكامًا يثنون على أفعاله، بينما الحكم الوحيد الّذى يحقّ له الثناء على فعل أو إدانته هو الله.
كما يقول القديس باسيليوس الكبير الوصية الأولى فى الكتاب المقدس: «وأَمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ فلا تَأكُلْ مِنها، فإنَّكَ يَومَ تأكُلُ مِنها تَموتُ مَوتًا» (تكوين ٢: ١٧)، ثبّت يسوع المسيح وصية الصوم بقوله: «سَتَأتى أَيَّامٌ فيها يُرفَعْ العَريسُ مِن بَيْنِهم، فَحينَئذٍ يَصومون»(متى ٩/١٤)، الصوم هو شكل من أشكال التوبة الذى يعبر عن الارتداد فى علاقة الإنسان مع الذات والله والآخرين، وبالتالى فالصوم شريعة إلهية.
مجموعة القوانين للكنائس الشرقية لا تحدد كيفية ومواعيد الصوم لدى الكنائس، بل تتركه للشرع الخاص لكل كنيسة كى تحدده، وفى الكنيسة القبطية الكاثوليكية المادة ٩٤ حددت طريقة الصوم، وهى الامتناع عن أكل اللحوم وعن البياض (الألبان ومنتجاتها والبيض) وإنما يجوز أكل السمك.
وتم تحديد أيام الصوم فى كل أيام الجمعة على مدار السنة، إلاّ فترة الخماسين، وأيام الجمع التى يقع فيها الميلاد، الغطاس، الرسولين بطرس وبولس، انتقال السيدة العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، ويتم تحديد صوم الميلاد ومدته خمسة عشر يومًا، وصوم الرسل ومدته أسبوع، صوم السيدة العذراء ومدته خمسة عشر يومًا.
وعن الصوم الانقطاعى، هو الامتناع عن الأكل والشرب من منتصف الليل إلى الظهر، إلى جانب الامتناع عن أكل اللحوم وعن البياض (الألبان ومنتجاتها والبيض)، ويجب الصيام به ليلة عيد الميلاد والغطاس، صوم نينوى ومدته ثلاثة أيام.
بينما الصوم الكبير ومدته أربعين يومًا، فيما عدا السبت والأحد، ويوم عيد البشارة إذا صادف فى نفس الزمن، فيهم يكون الصيام عاديا دون الانقطاعى)، وإن كان هذا لا يذكره الشرع الخاص للكنيسة القبطية، لكن التقليد الكنسى يحافظ عليه.
وقال الأب رفيق جريش، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، إن أزمنة الصوم وفتراته تحددها مادة تعود إلى نص القانون رقم ٨٨٢ من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، مؤكدا أن الصوم هو تشريع إلهى، ولكن كيفية الصوم هو تشريع كنسى ويحق فقط للكنيسة.
وعن الصوم السابق للتناول أوضح أنه بناء على نظام الكنيسة القبطية الكاثوليكية العامّ الحالى، بخصوص التناول المقدس، يجب أن يكون المتناول صائما عن الأكل والشرب، على الأقل ساعة واحدة قبل التقدم للمناولة، أما شرب الماء فلا يمنع التناول.
وأضاف الأب يوحنا زكريا نصرالله، راعى كنيسة السيدة العذراء جزيرة الخزندارية- طهطا- سوهاج، أن صوم الميلاد الذى يسبق الاحتفال بعيد ميلاد ربنا يسوع المسيح، ولم يبدأ الاحتفال بعيد الميلاد كعيد مستقل إلا فى القرن الرابع الميلادى، ولم تذكر القوانين القديمة شيئا عن هذا الصوم، ولكنها ذكرت فقط الاحتفال بعيد الميلاد. وأشار: انتشر فى الغرب ما بين القرن الرابع والقرن السادس الميلادى الحديث عن صوم يستمر أربعين يوما يسبق عيد الميلاد، يكون الصوم فيه فقط أيام الاثنين والأربعاء والجمعة من كل أسبوع، لافتًا إلى أن صوم الميلاد بوضعه الحالى أدخله البابا خرستوذولس فى الكنيسة القبطية فى القرن الحادى عشر، عدد أيامه أربعون يوما، زيدت عليها بعد ذلك ثلاثة أيام لنقل جبل المقطم. واستطرد: كان أهل الصعيد يصومون للميلاد من أول كيهك ٢٨ يوما فقط، أمر البابا غبريال الثامن فى سنة ١٦٠٢ أن يبدأ صوم الميلاد من أول شهر كيهك وفصحه عيد الميلاد، أى أن يكون لمدة ٢٨ يوما فقط، ولكن بعد وفاته بفترة قصيرة عادت الكنيسة القبطية إلى صومه ٤٣ يوما من جديد، واستمر على هذا الوضع إلى اليوم.
ولفت: حدده السنودس المقدس للكنيسة القبطية الكاثوليكية برئاسة البطريرك إسطفانوس الثانى فى فبراير ١٩٨٧ صوم الميلاد ومدته خمسة عشر يوما، وأشار: ظلت الكنيسة القبطية الكاثوليكية تشترك مع نظيرتها الأرثوذكسية فى الطقوس والممارسات الكنسية ونظم الصوم وعدد أيامه ونوع الطعام المسموح به إلى أن عقد مجمع القاهرة سنه ١٨٩٨، دُعى «السنودس الإسكندرى للأقباط»، وحدد معنى الصوم والانقطاع وما هى الأصوام المقررة فى الكنيسة. حدد السنودس طريقة الصوم وعدد الأيام حيث يمتنع الصائم لمده معينه من الزمن عن الأكل والشرب، وهدف هذا الصوم أن يقدم الشعب المسيحى بواسطة إماتة الجسد تكفيرًا عن خطاياه ويحضر نفسه للاحتفالات المهمة والأعياد.

الأقباط يصومون ٢٠٠ يوم من إجمالى أيام العام، وسط زهد وتعبد وصوم نباتى، كما يعلم الكل يمتنع فيه تناول اللحوم، وعن كل طعام من مصدر حيوانى.
يصوم أبناء الطائفة القبطية الأرثوذكسية على مدار العام أصوامًا عديدة تتجاوز ٢٠٠ يوم من إجمالى أيام العام، وسط زهد وتعبد وصوم نباتى، كما يعلم الكل يمتنع فيه تناول اللحوم، وعن كل طعام من مصدر حيوانى. ونظرًا لطول فترة الصيام والممتدة لما يزيد على نصف أيام السنة، سمح بأكل السمك فى بعض الأصوام من الدرجة الثانية، تخفيفًا على الناس من طول فترة الصوم. كما تنقسم الأعياد إلى أعياد سيدية، (وهى التى تخص السيد المسيح وعددها أربعة عشر عيدا) مقسمة إلى نوعين، أعياد سيدية كبيرة، وعددها سبعة، وهى عيد البشارة ٢٩ برمهات، عيد الميلاد ٢٩ أو ٢٨ كيهك، الغطاس ١١ طوبة. ومن الأعياد السيدية الصغرى، الختان ٦ طوبة، وعرس قانا الجليل ١٣ طوبة، ودخول السيد المسيح إلى الهيكل ٨ أمشير، ودخول السيد المسيح الى أرض مصر ٢٤ بشنس، وعيد التجلى ١٢ مسرى. فضلُا عن أعياد السيدة العذراء ميلادها أول بشنس، ودخولها الهيكل ٣ كيهك، ونياحتها ٢١ طوبة، وإعلان صعود جسدها ١٦ مسرى.
تقسيم الأصوام 
قسمت الكنيسة الأصوام من الدرجة الأولى والتى يحظر فيها تناول الأسماك هى: «الأربعاء والجمعة أسبوعيًا، الصوم الكبير، صوم يونان، برمون الميلاد والغطاس»؛ أما عن أصوام الدرجة الثانية فهى: «صوم الميلاد، صوم الرسل، صوم السيدة العذراء»؛ والتى سمحت الكنيسة فيها بأكل السمك فقط، أصوام الدرجة الأولى التى لا يجوز فيها أكل السمك وأبرزها الصوم الكبير، الذى يسبق عيد القيامة ومدته ٥٥ يومًا، وموعده يتغير حسب الحساب القبطى لتحديد موعد الاحتفال بالعيد، و٤٣ يوما قبل الاحتفال بعيد الميلاد.
الأربعاء والجمعة
يوما الأربعاء والجمعة أسبوعيًا يصوم خلالهما الأقباط عن أكل اللحوم وأحيانا يقوم البعض بالصوم عن كل أشكال الطعام حتى موعد التناول بالقداس الإلهى، وذلك أسبوعيا عدا الخمسين المقدس وعيدى الميلاد والغطاس.
صوم نينوى
صوم نينوى، مدته ٣ أيام، وهو تذكار ليونان النبى «يونس» لدى المسلمين، حينما كان فى بطن الحوت، وموعد الصيام يأتى قبل الصوم الكبير(القيامة) بأسبوعين.
برامون الميلاد
برامون الميلاد، مدته من يوم إلى ثلاثة أيام، ويقع موعدة قبل عيد الميلاد المجيد مباشرة، ويصام فيه عن كل اللحوم بما فيها الأسماك.
برامون الغطاس
برامون الغطاس ويأتى قبل عيد الغطاس مباشرة، ومدته من يوم إلى ثلاثة أيام، ويمتنع فيه الأقباط عن تناول اللحوم، ويكتفى بالبقوليات وما شابه.
أصوام الدرجة الثانية
هى التى تجيز فيها الكنيسة أكل السمك لأبنائها ورعاياها، وأولها صوم الميلاد مدته ٤٣ يوما ويقع موعده من ١٦ هاتور القبطى حتى ٢٩ كيهك الموافق عيد الميلاد المجيد.
صوم الرسل
صوم الرسل ومدته متغيرة، ويحدد من اليوم التالى لعيد العنصرة، حتى ٥ أبيب الشهر القبطى، وصوم العذراء مريم مدته ١٥ يوما وموعده سنويًا من ١ - ١٦ مسرى القبطى
أكد القس وسيم عبد المسيح، راعى الكنيسة المعمدانية بشبرا الخيمة، أن الكنيسة الإنجيلية لا يوجد بها صوم كنسى أو مُحدد، على المستوى الكنسى، ولكن يتم الصوم بشكل شخصى، ويقوم هو بتحديده وفق متطلباته سواء المادية أو أزمة يمر بها، على أن يكون الصوم بالانقطاع عن الطعام لفترة زمنية غير محددة حسب قدراته الشخصية، وفى حالة الإفطار لا يشترط نوع الطعام، ولكن الاكتفاء بالأطعمة المتاحة.
الإنجيلية: لا يشترط نوع الطعام، ولكن الاكتفاء بالأطعمة المتاحة.