السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"هدى شعراوي".. زعيمة النهضة النسائية

هدى شعراوي
هدى شعراوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولدت باسم "نور الهدى محمد سلطان"، في مدينة المنيا بصعيد مصر في 23 يونيو 1879، وهي ابنة محمد سلطان باشا، الذي نسبت إليه تهمًا بخيانة عرابي، والثورة، وأنه كان سببًا في دخول الإنجليز مصر، بتلقيه أموال من الخديوي توفيق، مقابل رفضه لمواقف عرابي.
تلقت "هدى شعراوي" التعليم في منزل أهلها، وتزوجت مبكرًا، في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها "علي الشعراوي"، الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عامًا، وغيرت لقبها بعد الزواج من هدى سلطان، إلى هدى شعراوي، وذلك تقليدًا للغرب، وكان أحد شروط عقد زواجها أن يطلق زوجها زوجته الأولى، وفي السنوات اللاحقة أنجبت هدى طفلةً أسمتها "بثينة"، وطفلًا أسمته 'محمد".
رفع الحجاب
رفعت شعراوي حجاب الوجه، حيث شاهدت في ذلك الحجاب طمس لهويتها، وكان ذلك عام 1921، واحتفظت بحجاب الشعر.
وقالت في مذكراتها عن هذا الحدث: "ورفعنا النقاب أنا و"سيزا نبراوى" وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الي يبدو ظاهرا لأول مرة بين الجموع فلم نجد له تأثيرًا أبدًا لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد متشوقين إلى طلعته".
لقاء موسوليني
قالت هدى في مذكراتها: "كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولي أننا التقينا بالسنيور موسوليني ثلاث مرات وقد استقبلنا وصافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة وعندما جاء دوري وقدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر وقال إنه يراقب باهتمام حركات التحرير في مصر،.. ثم كررت رجائي الخاص بمنح المرأة الإيطالية حقوقها السياسية ). هدى شعرواي سيزا نبراوى نبوية موسى".
ولما عادت هدى من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي المذكور كونت الاتحاد النسائي المصري سنة 1923 ووضعت الحجر الأساسي له في إبريل 1942 م وبطبيعة الحال عمل ذلك الاتحاد بقيادتها لتحقيق الأهداف التي حرص الاستعمار على الوصول إليها وردد نفس المبادئ التي نادى بها من قبل ( مرقص فهمي ) ونقلها عنه ( قاسم أمين ) وفي مقدمتها تعديل قوانين الطلاق ومنع تعدد الزوجات علاوة على المطالبة للمرأة بالحقوق الاجتماعية والسياسية المزعومة التي وصلت أخيرًا إلى حد المطالبة بالمساواة في الميراث.
أبرز إنجازاتها
كانت شعراوي ضمن أول وفد مصري يسافر لتمثيل المرأة المصرية في الاتحاد النسائي الدولي الذي انعقد في "روما" عام 1926، وكان الوفد مكون من هدى شعراوي، ونبوية موسي، وسيزا نبراوى، واختيرت عضوًا في اللجنة التنفيذية في الاتحاد النسائي الدولي، كما انتخبت هدى شعراوي نائبة لرئيسة الاتحاد النسائي الدولي عام 1935، وكانت أول من تنال هذا المنصب الدولي، وهي أيضًا مؤسسة جمعية الاتحاد النسائي المصري وكان للجمعية دور اجتماعي وسياسي.
كانت شعراوي أول من أنشأت مدرسة ثانوية لتعليم الفتيات وناضلت من أجل أن تحصل المرأة على التعليم العالي شأنها شأن الرجال.
كما سبق لها ونادت برفع سن الزواج إلى 16 عامًا وهو ما تحقق لها، ومنع تعدد الزوجات إلا للضرورة ومشاركة المرأة في الانتخابات.
حظيت بالسفر إلي الخارج وانبهرت بالمرأة مما دفعها للمطالبة بتحرير المرأة وحين عودتها من فرنسا أنشأت مجلة "الإجيبسيان" بالفرنسية.
شاركت قيادات مظاهرات النساء عام 1919 وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها، وبعد عامين من الثورة العرابية، قررت خلع الحجاب هي وزميلتها "سيرا نبراوي".
سافرت إلى روما لحضور اول مؤتمر دولي للمرأة عام1923 وفوجئت بموسولينى يقف أمامها ويصافحها؛ ويعبر عن اعجابه الشديد بها: كرئيسة وفد مصر قائلا " إنني اراقب باهتمام حركات التحرير في مصر".
التقت مصطفى كمال أتاتورك، محرر تركيا الحديثة، في الصالون المجاور لمكتبة عقب الانتهاء من مؤتمر إسطنبول الذى تم عقد عام 1935؛ بشأن انتخابها كنائبة لرئاسة الاتحاد النسائي الدولي.
كانت مغرمة بأتاتورك، وتعتبره مثلها الأعلى تحدثت معه بكل جراءة وثبات دون ترجمان، فكان الموقف غريبا في ان تقف سيدة شرقية مسلمة وكيله عن الهيئة النسائية الدولية وتلقى كلمة تعبر فيها عن إعجاب وشكر سيدات مصر بحركة التحري التي قادها في تركيا.
حازت في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة في العهد الملكي وأطلق اسمها على عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر في حينه.
رحيلها
توفيت شعراوي في 12 ديسمبر 1947، بالسكتة القلبية، وهي جالسة تكتب بيانًا في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفًا واحدًا في قضية فلسطين، بعد أن صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين قبل ذلك بأسبوعين في 29 نوفمبر 1947.