الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أبو الفضل الإسناوي الباحث في الشأن الصوفي خلال حواره لـ"البوابة نيوز": التصوف الحل الأمثل لمواجهة التطرف.. وواجهوا الإخوان بعد ثورة يناير بتأسيس الأحزاب

أبو الفضل الإسناوي
أبو الفضل الإسناوي في حواره لـبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتبر أبو الفضل الإسناوي، الباحث المتخصص في الشأن الصوفي بمركز «الأهرام» للدارسات السياسية، أن الطرق الصوفية في مصر تعيش في عصرها الذهبي، وعليها الاستفادة منه، وإظهار نفسها بأي شكل من الأشكال، لأنه في حالة عدم استغلالها للفرصة، ستنتهي للأبد.
وأضاف «الإسناوي» في حواره لـ«البوابة»، أن الصوفية في مصر إذا استطاعت أن تنجح في الانتخابات البرلمانية، كانت ستصبح أقوى من الحزب الوطني المنحل. وإلى نص الحوار: 
■ ذكرت في وقت سابق أن عدد الصوفية في مصر ١٥ مليونًا.. فما صحة هذا الرقم؟
- الصوفية في مصر مقسمة إلى عدة أجزاء، الأول، هو المسجل في المجلس الأعلى للطرق الصوفية وعدد صغير للغاية.
أما الجزء الثاني، فهم المحبون للصوفية، وهؤلاء عددهم ضخم للغاية، ولا يعد ولا يحصى، خاصة المحبين الموجودين في القرى والنجوع، ويُقدر عددهم بالملايين.
والجزء الثالث، صوفية الزوايا، وهم عبارة عن شيوخ متصوفين في القرى ونجوع الصعيد، ولهم مساجد خاصة، كما أن لهم ثقلًا سياسيًا ضخمًا.
■ ما طبيعة العلاقة بين الصوفية والقبائل الموجودة في قرى ونجوع مصر؟
- هناك علاقة قوية بينهما، لأن جميع القبائل الموجودة في مصر لها ميل صوفي بحت، ويعتبرون من محبي التصوف، كما أن لهم ثقلًا سياسيًا ضخمًا، لأنهم يستطيعون بأصواتهم الانتخابية أن ينجحوا شخصًا أو يفشلوا آخر، وتلك القبائل لديها دور كبير في حل النزاعات الثأرية والقبلية.
■ لكن هل صوفية القبائل والزوايا لها تأثير قوي في الانتخابات؟
- نعم، لديهم تأثير على الانتخابات ويستطيعون أن يغيروا مجرى الأمور، لأن أصواتهم لا تتحكم فيها طريقة ولا يتحكم فيها شيخ، فأصواتهم حرة يستطيعون إعطاءها لأي شخص.
■ وهل فشلت الصوفية المصرية في لعب الدور السياسي؟
- نعم، خاصة عقب ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، لأنهم عقب هذه الثورة، أسسوا مجموعة من الأحزاب للمشاركة في الحياة السياسية، ورغم ذلك فشلوا، واختفت تلك الأحزاب من الساحة السياسية تدريجيًا، على الرغم من أن الصوفية كان لها فرصة كبيرة في الظهور السياسي عقب ثورة يناير، وثورة ٣٠ يونيو لكنها لم تفعل شيئًا.
■ ولماذا أصرت الصوفية على تأسيس أحزاب رغم فشلها سياسيًا؟
- السبب الأساسي وراء إصرار الطرق الصوفية على إنشاء أحزاب سياسية، هو تخوفها من جماعة الإخوان الإرهابية والمحظورة وفقًا للقانون، لأنه عقب ثورة ٢٥ يناير، بدأت جماعة الإخوان تسعى للسيطرة على جميع المناصب الحكومية وبدأت بالانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، وعندما رأت الصوفية هذا المشهد أرادت أن تكون حاضرة في المشهد السياسي، فقامت بإنشاء أحزاب سياسية.
فالصوفية أنشأت الأحزاب لصد جماعة الإخوان الإرهابية، ولو نجحت في الحياة السياسية، كانت ستكون أكبر وأهم وأقوى من الحزب الوطني المنحل.
■ نلاحظ دائمًا أن الصوفية في جميع الدول قريبة من السلطة.. برأيك ما السبب؟
- الأنظمة الحاكمة تنظر دائمًا للصوفية على أنها قوة سياسية وجماهيرية كبيرة، ومن الممكن أن يتم استخدامهم في الأمور السياسية المختلفة، لذا نجد أن رؤساء الدول دائمًا يتقربون إليها ويأخذونهم في صفوف السلطة.
ومن أبرز الأمثلة في هذا الصدد أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان من أشد المقربين للصوفية وكان يدعمهم بقوة، وكذلك الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وفي البلدان العربية، تعمد العقيد الراحل معمر القذافي دعم الصوفية في ليبيا واستخدمهم في كثير من الأمور السياسية.
وكل ذلك لأن الصوفية لها تأثير قوي على السياسة من حيث الانتخابات والمواقف السياسية وكل ما يتعلق بالدولة.
■ وهل في رأيك هناك وقت معين تنتعش فيه الصوفية؟
- الصوفية تنتعش وتنشط في أوقات الأزمات والثورات والأوقات الصعبة، إذ تظهر في المشهد الإعلامي، ويكون لها صوت.
وللأسف الشديد فترة الأزمات السياسية التي مرت بها مصر، ضمت الطرق الصوفية عددًا كبيرًا من المريدين غير معروفة هويتهم، ونفس الأمر حدث مع الأحزاب السياسية التى أسسوها، وحينها مضى عدد كبير من الأشخاص غير المعروفين على استمارات الاشتراكات.
وأغلب الأعضاء التابعين للأحزاب الصوفية اختفوا الآن من الساحة السياسية.
■ وهل الصوفية لها علاقة بالتطرف أو العنف؟
- لا، الصوفية ليس لها أي علاقة بالعنف على الإطلاق لا في مصر أو تونس أو أي مكان، لأن الصوفية تعتمد على السلام الداخلي والنفسي، وتُشجع على المحبة وروح الإخاء، والصوفية لم تمارس العنف أبدًا.
■ كيف ترى مستقبل الصوفية خلال الفترة القادمة؟
إذا لم تستطع أن تستفيد من هذا العصر وهذا الوقت وإذا لم تستطع أن تظهر نفسها وحجمها الحقيقي في الوقت الحالي، ستنتهي ولن يكون لها أي وجود على الأرض مرة أخرى. 
■ هل من الممكن استخدام الفكر الصوفي لمحاربة الإرهاب؟
- نعم من الممكن أن تستخدم الحكومة المصرية الفكر الصوفي لمحاربة الإرهاب، لأنه فكر معتدل ووسطى ويحمل في طياته السلام.
أما استخدام الصوفية كجماعات في محاربة الإرهاب، فالأمر سيفشل، لأنهم فشلوا في القضاء على الإرهاب الغربي، وذلك عندما حاولت أن تستخدمهم أمريكا في وقت من الأوقات لمواجهة التطرف في أراضيها.