السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

القتل الرخيص.. "طعن ودهس" لعقاب القارة العجوز (ملف)

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فيديو يشرح طريقة استخدام السكاكين فى القتل.. صدر عام 2016 
محمد نور الدين: «عدم وجود رقابة أمنية يسهل تنفيذ العمليات الإرهابية» 
عبداللطيف البدينى: العائدون سيستخدمون وسائل قليلة التكلفة للانتقام

يستخدم تنظيم داعش أسلوبا جديدا فى القتل يجمع فيه بين كثرة القتلة والهروب من الأجهزة الأمنية، قبل تنفيذ العملية، واكتشف التنظيم الأكثر تطرفًا فى التاريخ الحديث، وسيلة جديدة تساعده على زيادة عدد القتلى وتعتبر رخيصة التكاليف، وهى وسيلة القتل عبر الدهس والطعن.
شكلت الرسالة الصوتية، التى بثها المتحدث السابق باسم التنظيم أبومحمد العدنانى فى ٢٠١٤، والتى حث فيها الذئاب المنفردة والخلايا الصغيرة، التى تنتهج فكر تنظيم داعش، على تنفيذ عمليات إرهابية فى أوروبا، عن طريق استخدام السكاكين والسيارات للدهس.
وتحدث العدنانى للمتعاطفين مع التنظيم، قائلا: «إذا لم تنجح فى إلقاء قنبلة، أو فشلت فى فتح النار على «مشرك»، فيمكنك طعنه بسكين أو ضربه بالحجر أو سحقه بسيارة»، فكانت هذه الشرارة، التى أشعلت حوادث الدهس والطعن فى أوروبا.
فحوادث الدهس، التى نفذها التنظيم فى قلب أوروبا، تعتمد على قيادة الذئب المنفرد للسيارة، أو الشاحنة العملاقة فقط، ويقوم بدهس كل الموجودين أمامه، سواء أطفال أو كبار أو شرطة أو غيرها، وسواء كان الشارع أمام مدرسة أو سوق أو جامعة أو غيرها.
وقام داعش فى ٢٠١٦، ببث مرئى لإصدار، يشرح خلاله طريقة استخدام السكاكين فى القتل، وتناول خلال الإصدار طريقة استخدام السكاكين، والمواضع التى يجب تركيز الطعن فيها، وأفضل أنواع السكاكين ومواصفاتها.
والإرهابى فى هذه الحالة لا يستخدم الأسلحة السابقة، التى كان يعتمد عليها تنظيم القاعدة فى أوروبا، مثل السلاح الآلى أو القنبلة اليدوية أو السيارات المفخخة التى يمكن أن تكتشفها أجهزة الأمن بسهولة وتحبط العملية الإرهابية قبل تنفيذها، فكل ما يحتاجه شاحنة عملاقة، ثم يندفع بها وسط حشد من الناس، فيوقع عددا كبيرا من الضحايا، دون أن يتمكن أحد من كشفه مسبقا.

ومن جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الإعلامى، إن «داعش» ليس تنظيما إرهابيا عاديا، كما كانت التنظيمات المتطرفة، ولكنه استطاع إعلان قيام دولة واستخدام تكنولوجيا متطورة فى تجنيد المئات من الذئاب المنفردة، التى استطاعت تنفيذ عمليات إرهابية راح ضحيتها الآلاف فى أوروبا، رغم أن دول القارة لديها إمكانيات أمنية هائلة.
وأوضح نور الدين أن استخدام الطعن والدهس فى أدبيات القتل عند داعش يرجع إلى سهولة الوسيلتين، سواء فى اقتنائهما أو الحصول عليهما، مؤكدا أن أهم ما يمثل استخدام الطعن والدهس عند داعش هو عدم وجود رقابة أمنية، ما يسهل تنفيذ العملية الإرهابية.
وأضاف «بعد العمليات الإرهابية الضخمة، التى حدثت قبل ظهور داعش، أصبح من الصعب الحصول على قنابل أو سيارات مفخخة أو سلاح آلى لتنفيذ عملية إرهابية»، مؤكدًا أن عمليات الطعن والدهس رخيصة الثمن والتكاليف، ما يُسهل على الذئب المنفرد القيام بها.
وأشار الخبير الأمنى إلى أن «داعش» يحاول معاقبة الدول الأوروبية على مشاركتها فى الحرب ضده بسوريا والعراق، موضحا أن التنظيم سيحاول إثبات وجوده من خلال زيادة الاعتماد على الذئاب المنفردة فى تنفيذ العمليات الإرهابية.

وفى السياق ذاته، قال الخبير الأمنى اللواء عبداللطيف البدينى، إنه بعد الخسائر التى تلقاها تنظيم داعش فى سوريا والعراق، سيرجع عدد كبير من مقاتليه الأجانب الذين اشتركوا فى الحرب ضمن صفوفه من أوروبا أو أمريكا، إلى بلادهم مرة أخرى، متوقعا أن تكون عواصم أوروبا بشكل عام، هدفا للعمليات الإرهابية للذئاب المنفردة. 
وأوضح البدينى أن عناصر داعش العائدون من سوريا والعراق سيستخدمون الدهس والطعن من أجل تنفيذ عمليات انتقامية فى أوروبا، وستعمل الذئاب المنفردة على إشاعة الخوف هناك، خاصة بعد تهديدها باستهداف بطولة كأس العالم.
وأضاف أن الذئاب المنفردة تمثل تهديدا كبيرا للدولة الغربية والعربية لصعوبة اكتشافها قبل تنفيذ العملية، كما حدث مع حالات الدهس، التى قام به إرهابيون فى هجوم نيس فى فرنسا، فالذين قاموا بالعملية هم أفراد عاديون كانوا على تواصل مع داعش.