الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نتنياهو في الإليزيه.. هل تتحول أوراق اللعبة إلى فرنسا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإعلان المفاجيء من قبل الاليزيه في الساعات الماضيه عن دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو علي لقاء خاطف بالعاصمة الفرنسية حول غذاء عمل يشي بالكثير عما تنتويه الدبلوماسيه الفرنسية في الفتره القادمة علي خلفية تفجر أزمة الاعلان الارعن للرئيس الامريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
اولا هذا هو اللقاء الاول بين زعيم اوروبي ونتانياهو منذ الازمه وهو يعطي -علي خلفيه الرفض الجماعي الاوروبي للقرار الأمريكي - للتحرك الفرنسي ثقلا خاصا تتحرك فيه فرنسا باسم الإتحاد الأوروبي كله وليس باسمها وحده.
ثانيا الرغبة الفرنسية في استباق الجميع وتقديم باريس كبديل له مصداقيه مقابل واشنطن التي اعلن قاده فلسطينيون وعرب انها لم تعد مؤهله للعب دور الوسيط في مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ثالثا -وربما يكون هو الاهم-هو ان الرجلين يعلمان انهما في حاجه ماسه كل منهما للاخر : نتانياهو يعلم ان موقف ترامب الداخلي هش وقراره كالقش يمكن لأي رئيس يخلفه إلغاؤه باسم مصالح الولايات المتحدة العليا ولذا فهو في حاجه لزعيم غربي قوي تلوذ اليه إسرائيل عندما يدلهم الخطب. وماكرون في حاجه لنتانياهو حتى يستطيع تحقيق حلم الدبلوماسيه الفرنسية منذ عقود وهو تنظيم مؤتمر دولي للسلام يتحقق من خلاله السلام النهائي وانشاء دوله فلسطينية.
الملحوظه الكبيره التي لايجب ان تغيب عن اعيننا في الفتره القادمه هو انه ايا كانت الوقائع وردود الفعل علي الارض (مظاهرات احتجاج في العالم الإسلامي -انتفاضه في الاراضي الفلسطينيه- اعمال ارهابيه انتقامية ضد مصالح الولايات المتحده) فان الغطاء السياسي الذي يجب ان يتبع ردود الافعال تلك يجب ان يكون مرتكزا في انطلاقه علي باريس كقوه عظمي داخل منظومه اوربيه مؤثره وعلي قوه دفع موازيه في القوه لعنف ردرود الفعل علي الارض. اما الباقي من ردود فعل حنجوريه وإنشاءيه وعاطفيه فهو ليس له قيمه الا في سوق عكاظ.
غذاء العمل اليوم بين ماكرون ونتانياهو يتجاوز فخامة ديكورات الاليزيه ولذه اطباق المطبخ الفرنسي ليؤثر علي مصير المدينه المقدسة ربما لعقود قادمة.
لكن القدس تعيدك بالضرورة لحكاوي التاريخ واساطير الاولين. ومنها مايذكره جوانفيل مرافق ومساعد الملك لويس التاسع الذي جاء مصر غازيا في الحمله الصليبيه السابعة والتي انتهت بأسره في المنصورة عام 1250 من ان كل الحملات الصليبية السابقة كانت موجهه مباشرة لاسترداد القدس من المسلمين وامام الفشل المتواصل قررت فرنسا ان مفاتيح القدس هي في القاهرة
Les clés de Jérusalem sont au Caire.
ومن هنا كان هذه الغزوه لمصر .
كنت بصحبه د عبد الرحيم علي في زياره للكنيسه المنيفه في باريس للملك الفرنسي الذي اصبح قديسا فيما بعد-- ودخلت بعدها القدس في السياسة الخارجية الفرنسيه كأرث حضاري اكثر منه صداع سياسي.
في انتظار نتائج زيارة نتانياهو للاليزيه هل يمكننا ان نقول اليوم ان مفاتيح القدس في باريس ؟