الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"تحرير القدس".. جعجعة إيرانية بلا طحين (ملف)

تحرير القدس جعجعة
تحرير القدس جعجعة إيرانية بلا طحين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتأكد يومًا بعد يوم، أن إيران وميليشياتها، يستغلون قضية «القدس» لتنفيذ مخططاتهم التوسعية فى المنطقة، والدليل، عدم إطلاقهم رصاصة واحدة من أجل تحريرها، رغم الشعارات، التى يروجون لها ليل نهار، «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود».
وبعد سلسلة من الكوارث، التى حلت على الفلسطينيين، ثبت أن الشعارات السابقة، كاذبة ومزيفة، ولا ترتبط إلا بواقع المصلحة الإيرانية فقط، وترغب فى تأصيل العداء داخل الدول العربية، لتتمكن طهران من السيطرة على المنطقة وجعلها مطية لمصالحها.

علاقات «الملالي» السرية مع الكيان الصهيوني
«الموت لإسرائيل»، «ينبغى إزالة إسرائيل من على الخريطة» لم تكن تلك الشعارات الزائفة التى تطلقها إيران تجاه إسرائيل كل فترة إلا كلمات للاستهلاك المحلى والعالمى واكتساب شعبية فى أوساط العرب والمسلمين، عن طريق إظهار عدواة غير حقيقية مع الكيان الصهيوني، كما تطلق إسرائيل كل فترة تصريحات تطالب بضرورة توجيه ضربة عسكرية لإيران، إلا أن الواقع يثبت خلاف تلك التصريحات والشعارات المستهلكة.
فخلف تلك الشعارات هناك علاقة قوية تجمع إيران وإسرائيل وصفقات أسلحة وصفقات تجارية كبيرة بين الدولتين، كشفت عنها العديد من الوثائق التاريخية، ووسائل الإعلام العالمية، فرغم الشعارات التى يطلق النظام الإيرانى تعيش أكبر جالية يهودية فى الشرق الأوسط فى قلب إيران وتمتد العلاقة بين إيران وإسرائيل منذ حكم الشاه لإيران، ولم تنقطع بعد قيام الثورة الإسلامية فى إيران عام ١٩٧٩، فخلالها حاول المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله الخمينى تجهيز الجيش الإيرانى لتصدير الثورة الإسلامية إلى كل الدول العربية، وتولت إسرائيل تجهيز الجيش الإيرانى وإمداده بكل الأسلحة والمعدات.
وفى الحرب العراقية الإيرانية التى ظلت ٨ سنوات، كانت إيران تستورد ما يقارب من ٨٠ ٪ من أسلحتها من إسرائيل طوال سنوات الحرب مع العراق، كما قامت إسرائيل بإمداد إيران بأجهزة طيران حديثة وأسلحة متطورة.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن فضيحة تجمع الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل فى صفقة سميت بـ«إيران كونترا» تمثلت هذه الصفقة فى بيع أسلحة متطورة إلى إيران منها ٢٠٠٠صاروخ تاو، ٢٧٥٠ صاروخ هوك، قطع غيار الطائرات الحربية، ٣٦٠ طن ذخيرة، مدرعات M60، ٣٠٠ صاروخ AIM-9 Sidewinder ومجموعة متنوعة تعدّ أكثر من 4000 صاروخ».

وفى الوقت الذى نفت فيه إيران علاقتها بصفقة إيران بشدة اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، آرييل شارون، فى مقابلة مع قناة إن بى سى الأمريكية، بصفقات الأسلحة التى تمت مع إيران، وأكد خلال اللقاء أن مبيعات الأسلحة لإيران تترك لإسرائيل نافذة مفتوحة مع إيران وتستفيد منها فى الكثير من الصفقات الأخرى التى لم يكشف عنها.
ومن ضمن العلاقات والصفقات المشبوهة التى تجمع إيران بإسرائيل، ما قامت به إسرائيل من تدمير المفاعل النووى العراقي، والذى كان يسمى «مفاعل تموز النووي» عام ١٩٨١، عن طريق المعلومات الاستخباراتية التى تلقتها من طهران، فكشفت صحيفة ساندى تلغراف البريطانية أن تدمير المفاعل النووى العراقى كان بناء على خرائط ومعلومات استخباراتية إيرانية أرسلها مبعوث الخمينى إلى جهاز الموساد الإسرائيلى فى لقاء جمع بينهم فى باريس.

من جانبه أكد الدكتور يحيى قدري، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، أن العلاقة بين إيران وإسرائيل ممتدة منذ حكم الشاه لإيران، ولم تتوقف حتى بعد اندلاع الثورة الإيرانية، مؤكدًا أن هاك تعاونًا إستراتيجيًا يجمع إيران بإسرائيل.
وأوضح أن الشعارات التى تطلقها إيران تجاه إسرائيل تأتى ضمن التصريحات الموجهة للرأى العام، والتى تجذب الرأى العام الإيرانى والعربي، مشيرًا إلى أن العلاقة السياسية لا تعرف إلا لغة المصالح فقط.
وأشار إلى أن إيران تخاطب الوجدان العربى عن طريق إظهار العداء لإسرائيل، فى الوقت الذى ترتبط بمصالح ضخمة مع النظام الإيرانى وعلاقات وصفقات مشبوهة مع إسرائيل ضد المصالح العربية، مشيرًا إلى أنه فى السياسية ما يفعل فى الخفاء غير ما يقال للناس والعوام.

وفى نفس الاتجاه، يرى الدكتور محمد محسن أبوالنور، الخبير فى العلاقات الإيرانية، أن هناك علامات استفهام كبيرة حول عدم تطور العداء الإعلامى بين تل أبيب وطهران إلى عمل مسلح حتى الآن، بالرغم من مرور نحو ٣٨ عامًا من التصريحات العنيفة المتبادلة، مضيفًا أنه بالرغم من أن إسرائيل تقترب من مصالح إيران فى الدول التى تسيطر عليها وآخرها سوريا.
وتساءل أبوالنور بعد أن أصبح الخط البرى الواصل بين طهران وتل أبيب مفتوحًا، لماذا لا تقوم إيران وحزب الله والحشد الشعبى بعمليات لهزيمة إسرائيل وتحرير الأراضى المقدسة؟، مؤكدًا أن هناك تفاهمات ضمنية غير معلنة بين البلدين تمنع إقامة أى عملية من أى منهما ضد الطرف الآخر.
وأشار إلى أن أهم الصفقات التى تمت بين إيران وإسرائيل هى صفقة «إيران كونترا» التى بموجبها اشترت طهران أسلحة من تل أبيب إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية.

«حزب الله».. خنجر طهران لتقسيم الدول العربية
«نصر الله» يستغل العدوان على الأقصى لمهاجمة العواصم العربية ويصف إيران بحامية المسلمين
لم تكن «القدس»، حاضرة فى السياسة الإيرانية على الإطلاق، إلا فى الإطارات الدعائية الجوفاء، وثبت أيضًا فى التاريخ، أن الإيرانيين الفرس، سواء فى عهد الملكية الشاهنشاهية أو الجمهورية الإسلامية، يتحركون فقط بالدوافع القومية العنصرية.
ورغم تشكيل إيران لما يسمى «فيلق القدس» ضمن أذرعها العسكرية، لكن الأهداف الرئيسة لهذا الفيلق، وباقى أذرع الحرس الثورى الإيرانى الإرهابية، هى تشكيل «هلال شيعي» فى المنطقة، فى وقت تتحدث فيه إيران عن احتلال أربع عواصم عربية وامتداد نفوذها إلى شواطئ المتوسط وباب المندب.
كما أن تنسيق ميليشيات الحرس الثورى الإيرانى وجماعة الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان والحشد الشعبى فى العراق، بهدف إكمال مشروع «الهلال الشيعى فقط ولا يعنيهم القدس ولا الأقصى فى شيء.
وطالما زعم النظام الإيرانى الذى يعمل تحت نظام ولاية الفقيه، أن من أهم أهدافه الكبرى وأولوياته، «تحرير القدس»، ودعا المسئولون الايرانيون فى خطاباتهم وندواتهم ومؤتمراتهم إلى استرداد القدس والأقصى وفلسطين، وبرروا تدخلاتهم فى المنطقة العربية بحجة فتح طريق مباشر للوصول إلى فلسطين وتحرير القدس، حسب ادعائهم.
وبعدما ردد المسئولون الإيرانيون لأكثر من ثلاثة عقود شعار «طريق القدس يمر من كربلاء»، استبدلوه بشعار مماثل، ولكن مختلف فى المحطات، وهو «طريق القدس يمر من مكة والمدينة»، وفق ما قاله على رضا بناهيان، رجل الدين والقائد فى مقر «عمار الاستراتيجي» التابع لاستخبارات الحرس الثورى الإيراني، خلال كلمة له بمناسبة تجمع لدعم الحوثيين فى طهران، مايو ٢٠١٥.
بناهيان قال: «إذا كان الخمينى يقول إن طريق القدس يمر من كربلاء، فإن كربلاء قد تحررت اليوم، وإننا نحتاج إلى جناح آخر، وهو تحرير مكة والمدينة من السعوديين، وحرض خلال كلمته الحوثيين أن يقوموا بـ(تدمير السعودية) حتى فتح مكة والمدينة، واستمرارهم باستهداف المدن السعودية.

وفى الثالث من ديسمبر ٢٠١٥، اعتلى حسن نصر الله، زعيم ميليشيا حزب الله فى لبنان، منصته لبث كلمة متلفزة، ينعى فيها سمير القنطار، أقدم أسير لبنانى فى سجون إسرائيل، والذى اغتيل فى سوريا، بعد خروجه من سجون إسرائيل فى إطار صفقة لتبادل الأسرى.
وبينما يكمل «نصر الله» خطابه، ظهرت فى خلفية الشاشة خريطة لدولة فلسطين تتوسطها صورة «القنطار»، ملونة بألوان العلم الإيراني. ولاقت الخريطة الملفوفة بألوان العلم الإيرانى انتقادات واسعة؛ إذ كانت تلك اللافتة الاستفزازية إشارة للمحاولات الإيرانية المزايدة على القضية الفلسطينية، من خلال ذراعها المسلح «حزب الله»، رغم أن تلك الميليشيا لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل، خلال الحروب الثلاث التى شنها على قطاع غزة. اعتبر نشطاء فلسطينيون حينها تلك الخريطة بأنها دليل على إفلاس للحزب من ناحية، ومحاولة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الفلسطينيين، لأنه لم يساندهم، خلال الحروب الإسرائيلية على غزة، بينما دخل فى حروب مع إسرائيل، عندما اجتاحت فقط معاقله فى جنوب لبنان.
وفى يوليو الماضي، استغل «نصر الله» مجددًا قضية «القدس»، خلال كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي، موزعًا الاتهامات للدول العربية، التى زعم أنها باعت القضية وتخلت عنها، قائلًا: «الدولة الإيرانية وحدها التى تلتزم بهذه القضية، وهذا الالتزام نابع من العقيدة ومن الدين، ومن الإيمان»، حسب ادعائه. ووصف زعيم مليشيا حزب الله دولة إيران بـ«حامية حمى المسلمين» وأنها الدولة العظمى التى لم تتخل عن فلسطين، حسب زعمه.

«فيلق القدس».. ميليشيا تقتل العرب فقط
إحياء «الإمبراطورية الفارسية».. هدف نظام ولاية الفقيه
منذ نشأته منذ ما يقرب من ٤ عقود، يحلم نظام ولاية الفقيه الإيرانى بقيادة الشيعة، وبالتالى العالم الإسلامي، وينفق لأجل هذا المليارات من الدولارات، وينشئ الميليشيات والخلايا المسلحة للتوغل والتوسع فى الدول العربية، وبالتالى الوجود فيها والسيطرة عليها من خلال إثارة القلاقل والحروب، كما حصل فى سوريا والعراق واليمن.
وتأتى التحركات الخطيرة والمتتالية تحت شعارات «الهلال الشيعي» و«البدر الشيعي» و«محور المقاومة» كغطاء وهمي، لتكشف حقيقة واحدة وهى الهدف الأساسى لنظام ولاية الفقيه فى إطار إحياء «الإمبراطورية الفارسية» للسيطرة على المنطقة، ولكن بغطاء شيعى هذه المرة، وهذا ما عبر عنه على يونسي، مساعد الرئيس الإيرانى حسن روحاني، الذى شغل منصب وزير الاستخبارات سابقًا، فى تصريحات له فى مارس ٢٠١٥ عندما تحدث عن سيطرة إيران على العراق والعالم العربي، وقال إن «بغداد أصبحت مركز الإمبراطورية الإيرانية الجديدة»، فى إشارة منه إلى الإمبراطورية الساسانية الفارسية قبل الإسلام.
وينشط النظام الإيرانى فى مختلف الدول العربية من خلال منظمات عديدة تحت مسميات مراكز ثقافية واقتصادية تتبع بالواقع للحرس الثوري، للترويج لفكر «ولاية الفقيه المطلقة» وقيادة إيران للعالم الشيعي، وتوجيه الرأى العام الشيعى لمناصرة المشروع الإيرانى التوسعى فى المنطقة، وفى ٧ مايو ٢٠١٥، اعترف قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء محمد على جعفري، صراحة، بأن تدخلات إيران فى اليمن وسوريا تأتى فى إطار توسيع خارطة الهلال الشيعى فى المنطقة.
وكان عدد من القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين بمن فيهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري، تحدثوا عن اكتمال الهلال الشيعى بقيادة نظام ولاية الفقيه، بزعم «نصرة المستضعفين» فى العالم، وهى إحدى مهام الحرس الثورى الذى أسس فرعًا تحت هذا المسمى منذ الثمانينيات، وقال سليمانى فى كلمة سابقه له إنه «منذ العام ٤٠ هجرى عندما قتل الإمام علي، حكمت بنى أمية لمدة ٨٠ عامًا، وبنى العباس ٦٠٠ عام، والعثمانيون ٤٠٠ عام، ولم يكن لدى الشيعة الجرأة بإظهار وجودهم وعقائدهم، وإن إحياء المذهب الشيعى بقيادة إيران يعطى لإيران القوة فى الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية».
وسليمانى صاحب الدور الكبير من الناحية العسكرية سواء فى إيران أو خارجها فى العراق وسوريا واليمن، يقود فيلق القدس صفوة الحرس الثورى الإيراني، منذ قرابة عقدين، وقد اتُهم بالضلوع فى العديد من الأعمال «الإرهابية» ضد أهداف سعودية وخليجية، وله فى الداخل الإيرانى الكثير من النفوذ والتحكم ما لا يمتلكه الكثير من رجال الحكم فى إيران، فهو بمثابة الذراع اليمنى للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، ويسعى رموز النظام الإيرانى لنيل رضاه.
وكان لسليمانى دور كبير فى دخول «حزب الله» ساحة الصراع السوري؛ كما كان له الفضل فى دخول آلاف المقاتلين الشيعة من العراق، ولبنان، وأفغانستان.

«الحوثيون».. شعارات وهمية تخفى مصالح مشتركة مع الإسرائيليين
«الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود»، شعار وهمى يعول عليه الإيرانيون وكل من يتلحف بالمذهب الشيعي، سواء فى سوريا أو العراق، أو فى الأخير «الحوثيين» باليمن، الذين يعرفون بانتمائهم المذهبى إلى المذهب الزيدي، الذى تأسس على يد حسين الحوثى عام ١٩٩٢م، وقتل فى ٢٠٠٤، وخلفه ابنه عبدالملك.
الحوثيون يعرفون بـ«جماعة أنصارالله»، وكانت تسمى بحركة «الشباب المؤمن»، ولكن تمت تسميتهم بالحوثيين نسبة إلى مؤسسهم ووالده المرشد الروحى للحركة بدرالدين الحوثي، وتحلم بالعودة إلى الإمامة الزيدية التى حكمت شمال اليمن طوال ١٠٠٠ عام، حتى عام ١٩٦٢، حين أطاحت بالإمام البدر ثورة تهيمن عليها شخصيات سنية، كما أن هذا لا يشكل جزءا من خطابهم السياسى المرتكز على تمكين «إرادة الشعب» و«محاربة الفساد والمفسدين» ومحاربة التطرف السنى، وفق عقيدتهم.

تحرير القدس شعار وهمي
النظام الإيرانى ومن على شاكلته من التنظيمات التى تعمل تحت يديه، يزعم دائمًا أن من أهم أهدافه الكبرى وأولوياته هى «تحرير القدس»، وسعى حثيثًا من خلال تركيزه فى خطاباتهم بضرورة استرداد القدس وفلسطين، مبررًا تدخلاته فى المنطقة العربية بحجة فتح طريق مباشر للوصول إلى فلسطين وتحرير القدس، بعدما ردد لأكثر من عقود ثلاثة شعار «طريق القدس يمر من كربلاء»
وخلف تلك الشعارات الوهمية توجد مصالح مشتركة بين الحوثيين والإسرائيليين، فبالرغم من أنها لا تخفى العداء الذى تكنه لليهود، إلا أنها لم تمانع قط فى عقد صفقات مع الكيان الصهيونى، لتهريب يهود اليمن، حاملين معهم نسخة نادرة من التوراة، يزيد عمرها على ٨٠٠ عام، وهذه المصالح المتقطعة كشفها استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، العام الماضي، لأحد حاخامات اليهود اليمنيين، يدعى «سليمان دهاري»، حيث تداولت وسائل التواصل الاجتماعى صورًا له وهو يحمل بندقية عليها شعار الحوثي، واحتفت به القوات التابعة للحركة كمقاتل ضمن صفوفها، وبثت وسائل إعلام محلية إسرائيلية تسجيلًا للقاء رئيس الوزراء باليهود القادمين من اليمن، وهو يتصفح مخطوطة التوراة القديمة المهربة.
الشعارات الرنانة التى يطلقها الحوثيون لم تقف حائلًا أمام صفقاته التى أتمها مع اليهود، فالتاريخ يفضح الأيادى السوداء للأئمة والمملكة المتوكلية اليمنية، التى ينحدر من سلالتها الحوثي، فقد تمت صفقات مماثلة مع إسرائيل لتهجير اليهود فى عهد الإمام يحيى حميد الدين، وتم ترحيل ما يقرب من ٥٠ ألف يهودى يمنى فى عملية هى الأشهر والأكبر فى تاريخ المنطقة العربية، التى عرفت باسم «بساط الريح»، أو كما يطلق عليها الغرب عملية «على جناح النسر»، وملامح هذه الصفقة السرية تشكلت عام ١٩٤٨، عقب الاحتلال البريطانى لجنوب اليمن، حيث عملت الوكالة اليهودية عبر وساطة بريطانية على إقناع الإمام بالسماح لليهود بالهجرة، مقابل أن تؤول ممتلكاتهم من أراض وغيرها إلى الدولة الإمامية.
على إثر تلك الصفقة تم نقل اليهود بتمويل من أحد البنوك الإنجليزية، عبر جسر جوى إلى إسرائيل، وبلغت تكاليف هذه العملية حوالى ٤٢٥ مليون دولار، وتبع ذلك موجات ثانية لإجلاء اليهود فى عهد الإمام أحمد، بين عامى ١٩٤٨ و١٩٦٢.