الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الحوثيون".. شعارات وهمية تخفي مصالح مشتركة مع الإسرائيليين (ملف)

عبد الملك الحوثي
عبد الملك الحوثي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود»، شعار وهمى يعول عليه الإيرانيون وكل من يتلحف بالمذهب الشيعي، سواء فى سوريا أو العراق، أو فى الأخير «الحوثيين» باليمن، الذين يعرفون بانتمائهم المذهبى إلى المذهب الزيدي، الذى تأسس على يد حسين الحوثى عام ١٩٩٢م، وقتل فى ٢٠٠٤، وخلفه ابنه عبدالملك.
الحوثيون يعرفون بـ«جماعة أنصارالله»، وكانت تسمى بحركة «الشباب المؤمن»، ولكن تمت تسميتهم بالحوثيين نسبة إلى مؤسسهم ووالده المرشد الروحى للحركة بدرالدين الحوثي، وتحلم بالعودة إلى الإمامة الزيدية التى حكمت شمال اليمن طوال ١٠٠٠ عام، حتى عام ١٩٦٢، حين أطاحت بالإمام البدر ثورة تهيمن عليها شخصيات سنية، كما أن هذا لا يشكل جزءا من خطابهم السياسى المرتكز على تمكين «إرادة الشعب» و«محاربة الفساد والمفسدين» ومحاربة التطرف السنى، وفق عقيدتهم.
تحرير القدس شعار وهمي
النظام الإيرانى ومن على شاكلته من التنظيمات التى تعمل تحت يديه، يزعم دائمًا أن من أهم أهدافه الكبرى وأولوياته هى «تحرير القدس»، وسعى حثيثًا من خلال تركيزه فى خطاباتهم بضرورة استرداد القدس وفلسطين، مبررًا تدخلاته فى المنطقة العربية بحجة فتح طريق مباشر للوصول إلى فلسطين وتحرير القدس، بعدما ردد لأكثر من عقود ثلاثة شعار «طريق القدس يمر من كربلاء» 
وخلف تلك الشعارات الوهمية توجد مصالح مشتركة بين الحوثيين والإسرائيليين، فبالرغم من أنها لا تخفى العداء الذى تكنه لليهود، إلا أنها لم تمانع قط فى عقد صفقات مع الكيان الصهيونى، لتهريب يهود اليمن، حاملين معهم نسخة نادرة من التوراة، يزيد عمرها على ٨٠٠ عام، وهذه المصالح المتقطعة كشفها استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، العام الماضي، لأحد حاخامات اليهود اليمنيين، يدعى «سليمان دهاري»، حيث تداولت وسائل التواصل الاجتماعى صورًا له وهو يحمل بندقية عليها شعار الحوثي، واحتفت به القوات التابعة للحركة كمقاتل ضمن صفوفها، وبثت وسائل إعلام محلية إسرائيلية تسجيلًا للقاء رئيس الوزراء باليهود القادمين من اليمن، وهو يتصفح مخطوطة التوراة القديمة المهربة.
الشعارات الرنانة التى يطلقها الحوثيون لم تقف حائلًا أمام صفقاته التى أتمها مع اليهود، فالتاريخ يفضح الأيادى السوداء للأئمة والمملكة المتوكلية اليمنية، التى ينحدر من سلالتها الحوثي، فقد تمت صفقات مماثلة مع إسرائيل لتهجير اليهود فى عهد الإمام يحيى حميد الدين، وتم ترحيل ما يقرب من ٥٠ ألف يهودى يمنى فى عملية هى الأشهر والأكبر فى تاريخ المنطقة العربية، التى عرفت باسم «بساط الريح»، أو كما يطلق عليها الغرب عملية «على جناح النسر»، وملامح هذه الصفقة السرية تشكلت عام ١٩٤٨، عقب الاحتلال البريطانى لجنوب اليمن، حيث عملت الوكالة اليهودية عبر وساطة بريطانية على إقناع الإمام بالسماح لليهود بالهجرة، مقابل أن تؤول ممتلكاتهم من أراض وغيرها إلى الدولة الإمامية.
على إثر تلك الصفقة تم نقل اليهود بتمويل من أحد البنوك الإنجليزية، عبر جسر جوى إلى إسرائيل، وبلغت تكاليف هذه العملية حوالى ٤٢٥ مليون دولار، وتبع ذلك موجات ثانية لإجلاء اليهود فى عهد الإمام أحمد، بين عامى ١٩٤٨ و١٩٦٢.