الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

علاقات "الملالي" السرية مع الكيان الصهيوني (ملف)

الثورة الإسلامية
الثورة الإسلامية الإيرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الموت لإسرائيل»، «ينبغى إزالة إسرائيل من على الخريطة» لم تكن تلك الشعارات الزائفة التى تطلقها إيران تجاه إسرائيل كل فترة إلا كلمات للاستهلاك المحلى والعالمى واكتساب شعبية فى أوساط العرب والمسلمين، عن طريق إظهار عداوة غير حقيقية مع الكيان الصهيوني، كما تطلق إسرائيل كل فترة تصريحات تطالب بضرورة توجيه ضربة عسكرية لإيران، إلا أن الواقع يثبت خلاف تلك التصريحات والشعارات المستهلكة.
فخلف تلك الشعارات هناك علاقة قوية تجمع إيران وإسرائيل وصفقات أسلحة وصفقات تجارية كبيرة بين الدولتين، كشفت عنها العديد من الوثائق التاريخية، ووسائل الإعلام العالمية، فرغم الشعارات التى يطلق النظام الإيرانى تعيش أكبر جالية يهودية فى الشرق الأوسط فى قلب إيران وتمتد العلاقة بين إيران وإسرائيل منذ حكم الشاه لإيران، ولم تنقطع بعد قيام الثورة الإسلامية فى إيران عام ١٩٧٩، فخلالها حاول المرجع الأعلى للثورة الإيرانية آية الله الخمينى تجهيز الجيش الإيرانى لتصدير الثورة الإسلامية إلى كل الدول العربية، وتولت إسرائيل تجهيز الجيش الإيرانى وإمداده بكل الأسلحة والمعدات.
وفى الحرب العراقية الإيرانية التى ظلت ٨ سنوات، كانت إيران تستورد ما يقارب من ٨٠ ٪ من أسلحتها من إسرائيل طوال سنوات الحرب مع العراق، كما قامت إسرائيل بإمداد إيران بأجهزة طيران حديثة وأسلحة متطورة.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن فضيحة تجمع الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل فى صفقة سميت بـ«إيران كونترا» تمثلت هذه الصفقة فى بيع أسلحة متطورة إلى إيران منها ٢٠٠٠صاروخ تاو، ٢٧٥٠ صاروخ هوك، قطع غيار الطائرات الحربية، ٣٦٠ طن ذخيرة، مدرعات M60، ٣٠٠ صاروخ AIM-9 Sidewinder ومجموعة متنوعة تعدّ أكثر من 4000 صاروخ».
وفى الوقت الذى نفت فيه إيران علاقتها بصفقة إيران بشدة اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، آرييل شارون، فى مقابلة مع قناة إن بى سى الأمريكية، بصفقات الأسلحة التى تمت مع إيران، وأكد خلال اللقاء أن مبيعات الأسلحة لإيران تترك لإسرائيل نافذة مفتوحة مع إيران وتستفيد منها فى الكثير من الصفقات الأخرى التى لم يكشف عنها.
ومن ضمن العلاقات والصفقات المشبوهة التى تجمع إيران بإسرائيل، ما قامت به إسرائيل من تدمير المفاعل النووى العراقي، والذى كان يسمى «مفاعل تموز النووي» عام ١٩٨١، عن طريق المعلومات الاستخباراتية التى تلقتها من طهران، فكشفت صحيفة "ساندى تلغراف" البريطانية أن تدمير المفاعل النووى العراقى كان بناء على خرائط ومعلومات استخباراتية إيرانية أرسلها مبعوث الخمينى إلى جهاز الموساد الإسرائيلى فى لقاء جمع بينهما فى باريس.
من جانبه أكد الدكتور يحيى قدري، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، أن العلاقة بين إيران وإسرائيل ممتدة منذ حكم الشاه لإيران، ولم تتوقف حتى بعد اندلاع الثورة الإيرانية، مؤكدًا أن هاك تعاونًا إستراتيجيًا يجمع إيران بإسرائيل.
وأوضح أن الشعارات التى تطلقها إيران تجاه إسرائيل تأتى ضمن التصريحات الموجهة للرأى العام، والتى تجذب الرأى العام الإيرانى والعربي، مشيرًا إلى أن العلاقة السياسية لا تعرف إلا لغة المصالح فقط.
وأشار إلى أن إيران تخاطب الوجدان العربى عن طريق إظهار العداء لإسرائيل، فى الوقت الذى ترتبط بمصالح ضخمة مع النظام الإيرانى وعلاقات وصفقات مشبوهة مع إسرائيل ضد المصالح العربية، مشيرًا إلى أنه فى السياسية ما يفعل فى الخفاء غير ما يقال للناس والعوام.
وفى نفس الاتجاه، يرى الدكتور محمد محسن أبوالنور، الخبير فى العلاقات الإيرانية، أن هناك علامات استفهام كبيرة حول عدم تطور العداء الإعلامى بين تل أبيب وطهران إلى عمل مسلح حتى الآن، بالرغم من مرور نحو ٣٨ عامًا من التصريحات العنيفة المتبادلة، مضيفًا أنه بالرغم من أن إسرائيل تقترب من مصالح إيران فى الدول التى تسيطر عليها وآخرها سوريا.
وتساءل أبوالنور بعد أن أصبح الخط البرى الواصل بين طهران وتل أبيب مفتوحًا، لماذا لا تقوم إيران وحزب الله والحشد الشعبى بعمليات لهزيمة إسرائيل وتحرير الأراضى المقدسة؟، مؤكدًا أن هناك تفاهمات ضمنية غير معلنة بين البلدين تمنع إقامة أى عملية من أى منهما ضد الطرف الآخر.
وأشار إلى أن أهم الصفقات التى تمت بين إيران وإسرائيل هى صفقة «إيران كونترا» التى بموجبها اشترت طهران أسلحة من تل أبيب إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية.