رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إعلان رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، اليوم السبت، الانتصار على تنظيم "داعش"، معلنا إنهاء أكثر من ثلاث سنوات من المعارك لاستعادة السيطرة على نحو ثلث مساحة البلاد التي كانت تحت سيطرة الجماعة الإرهابية.
ولفتت الصحيفة -في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن بيان العبادي "المحسوب بعناية" جاء بعد أشهر من استعادة القوات المسلحة العراقية السيطرة على المناطق الحضرية الرئيسية في العراق، ولا سيما مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد.
ورأت أن إعلان العبادي الانتصار على داعش، يبشّر بتحول كبير للقوات المسلحة والقيادة السياسية في العراق عما كانت عليه منذ صيف عام 2014 عندما انسحبت قواتها أمام القوة القتالية لداعش، وكانت القوات العراقية عانت سنوات من الفساد وقرارات سياسية خاطئة.
ونوّهت الصحيفة عن أن ثمة محللين أمنيين وقادة عسكريين يحذرون رغم ذلك من أن انتهاء المناورات العسكرية واسعة النطاق لا يعني نهاية تهديد داعش .. مستشهدين بانفجار قنبلة قبل ساعات من خطاب العبادي، يشتبه في زرعها من قبل المتمردين وسط مدينة تكريت التي لطالما شهدت سنوات عديدة من أعمال عنف مناهضة للحكومة، قبل حتى إنشاء خلافة داعش المزعومة.
ونسبت "واشنطن بوست" لـ حسين علاوي، أستاذ الأمن القومي في جامعة (النهرين) في بغداد، قوله: "إن من بين التحديات الملحة التي يواجهها المسؤولون حاليا لضمان أمن واستقرار العراق، وضْع خطط إعادة إعمار مدن مثل الموصل التي دمرها القتال، فضلا عن برامج لمصالحة المجتمعات السنية والشيعية في البلاد .. لافتا بقوله: "إن المعارك ضد داعش انتهت لكن الحرب ليست كذلك".
كما نقلت عن رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حكيم الزميلي، تقديره بأن نحو 20 ألفا من أنصار داعش لا يزالون في البلاد، مختبئين بين مجموعات كبرى من النازحين أو في مناطق نائية من الصحراء الغربية.
وحذر الزميلي ومسؤولون عسكريون آخرون من أن العراق يجب أن يكرس موارد استخباراتية كبرى للعثور على هؤلاء المتطرفين وتعقبهم، مؤكدا أن استمرار المساعدة العسكرية التي يقدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أمر حيوي لإنجاز هذه المهمة.
