الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حصاد 3 أيام في أرض السلام.. السيسي يضع روشتة التقدم أمام الوفود الأفريقية.. التجربة المصرية تبهر الضيوف.. وتنمية القارة السمراء أهم محاور المؤتمر

السيسي في المائدة
السيسي في المائدة المستديرة بمؤتمر أفريقيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهد، اليوم السبت، ختام فعاليات مؤتمر أفريقيا 2017، وانطلقت الخميس الماضي الفعاليات بجلسات أعمال يوم الرواد الشباب الأفارقة.

واستعرض المشاركون في يوم الرواد الشباب الأفارقة قصص نجاح مشروعاتهم، وسبل التغلب على العقبات التي تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة وخطوات إنشاء المشروعات وإدارتها وسبل توفير التمويل.

كما شهدت الفعاليات ورش عمل موازية في مجالات الوصول إلى التمويل وقصص النجاح وعرض الأفكار على المستثمرين المحتملين وانطلاق المشروعات.

وشارك الرئيس السيسي، في جلسة تعزيز ريادة الأعمال في أفريقيا، وذلك في إطار فعاليات منتدى أفريقيا 2017، وبمشاركة رئيس رواندا بول كاجامي، فضلًا عن عدد من رؤساء كبرى الشركات والشباب ورواد الأعمال من مصر وأفريقيا والعالم.

وأكد الرئيس خلال الجلسة وجود رؤية واضحة في مصر تجاه الشباب، حيث كان هناك حرص خلال الفترة الأخيرة على دعم دورهم، خاصة من خلال مؤتمرات الشباب، والتي تعد تجربة رائدة يتم خلالها التحدث مع الشباب في مصر والاستماع إليهم والتفاعل معهم.

وأضاف الرئيس أن مصر حرصت على تقديم هذه التجربة للعالم من خلال مؤتمر شباب العالم وبمشاركة واسعة للشباب من مختلف الدول ومن القارة الأفريقية، مؤكدا أن القادة الأفارقة منتبهين للأهمية الكبيرة التي يجب أن نوليها للشباب، ومساهمتهم الحقيقية ومشاركتهم في صناعة مستقبلهم، فالشباب هم الأمل.

كما أكد الرئيس أهمية توافر الثقة بين الحكومات والشباب، مشيرًا إلى أن هذه الثقة لا تقتصر فقط على الجانب المعنوي، بل تشمل كذلك توفير آليات محددة، وأهمها التمويل وفرص العمل والاستثمار ودراسات الجدوى، فالنتائج بدون ذلك ستكون متواضعة على عكس طموحات الشباب الكبيرة، مما قد يسفر عن إحباطهم.

وأشار الرئيس إلى ما تقوم به الحكومة المصرية في هذا الإطار وجهودها لتوفير 200 مليار جنيه على مدار 4 أعوام لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وبفائدة محدودة، ووضع خريطة استثمارية تتضمن الفرص المتاحة، فضلًا عن توفير التدريب والتأهيل بما يساعد على استغلال قدرات الشباب وتوفير فرص العمل لهم.

وتطرق الرئيس كذلك إلى التجربة المصرية في توفير فرص العمل للشباب، حيث أشار إلى أنه من منطلق الحرص على تفادي التعقيدات والمشكلات التي قد تواجه إجراءات مساعدة الشباب على دخول مجال ريادة الأعمال، حرصت الحكومة على توفير فرص حقيقية للشباب، وذلك من خلال تجهيز مناطق صناعية جديدة بطريقة مختلفة عما سبق إنشائه، بحيث يمكن للشباب البدء الفورى للعمل في تلك المناطق.

وأضاف الرئيس أنه يجرى حاليًا العمل في مدن صناعية للأثاث، وصناعة الجلود، والسجاد، والمنسوجات، توفر العديد من فرص العمل للشباب، كما تم إطلاق مشروع المليون ونصف المليون فدان ليوفر الأرض وآبار المياه ومنظومة الرى للشباب، بحيث يبدأ العمل بفرصة حقيقية للنجاح.

وأشار الرئيس إلى أهمية التواصل مع الشباب، وذلك في إطار تواصل الدولة مع شعبها، بما يوفر الأمل والثقة بين الشباب والقيادة، فبدون ذلك لن يتم توفير الأمل والثقة لدى الشباب.

ولفت الرئيس إلى أن القارة الأفريقية ليس لديها مشكلة في الموارد الطبيعية أو البشرية اللازمة للتطور، وإذا توفرت شبكة طرق أو سكك حديدية لربط دول القارة الأفريقية ببعضها البعض، فستتغير القارة في خلال 10 سنوات، وسيكون لها وجه جديد بدون الحاجة إلى استثمارات أو إجراءات كبيرة.

وألقى الرئيس كلمة خلال الجلسة، واستمع إلى مداخلات من الرئيس الرواندي بول كاجامي، والمشاركين في الجلسة أكدوا خلالها أهمية إعطاء الأولوية لرواد الأعمال الشباب، خاصة وأنهم سيكونون بمثابة قاطرة النجاح للقارة، كما تم التأكيد على ضرورة توفير مناخ الأعمال، بالإضافة إلى بنية تحتية والسياسات الداعمة للشباب، بما يساهم في خلق فرص العمل لهم.

كما شارك الرئيس السيسي في الجلسة الافتتاحية وذلك بحضور عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والعديد من مسئولي المؤسسات الدولية والأفريقية المعنية بالاستثمار، فضلًا عن كبار المسئولين المصريين ورواد الأعمال من مصر وأفريقيا والعالم.

وألقى الرئيس كلمة في هذه المناسبة رحب خلالها بالمشاركين بالمنتدى

وأكد الرئيس أن مصر لم ولن تألو جهدًا من أجل تيسير الاستثمار في أفريقيا، كما أنها تبذل جهودًا مستمرة من أجل استكمال التزاماتها نحو تحقيق التكامل بين الدول الأفريقية، فضلًا عن دعم كافة مبادرات الاتحاد الأفريقي والمشروعات الإقليمية التي تهدف إلى تطوير البنية الأساسية في أفريقيا بهدف تنمية حركة التجارة بين مختلف دول القارة.

وألقي رؤساء كل من غينيا الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، ورواندا، وساحل العاج، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي كلمات أشادوا خلالها بانعقاد منتدى أفريقيا 2017، في ضوء ما يوفره من فرصة للتعريف بالآفاق الواعدة للاستثمار بدول القارة وما تزخر به من قدرات وثروات طبيعية وبشرية.

وأشار الرؤساء الأفارقة إلى أنهم أكدوا أهمية تشجيع الاستثمارات المتبادلة بين الدول الأفريقية، والعمل على تعزيز الجهد الأفريقي المشترك سعيًا لتحقيق التنمية الشاملة التي تتطلع إليها الشعوب الأفريقية.

كما استعرضت كل من هبة سلامة مديرة وكالة الاستثمار الإقليمي التابعة للكوميسا، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، في كلمتيهما الإجراءات والتدابير الجاري اتخاذها على المستويين الإقليمي والوطني سعيًا لتوفير بيئة جاذبة للاستثمار بأفريقيا، مشيرين إلى أهمية العمل على تعظيم الاستفادة المشتركة مما تتمتع به الدول الأفريقية من قدرات ومزايا تنافسية متنوعة.

كما شارك الرئيس السيسي اليوم في الجلسة التي عقدت حول سبل تهيئة مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمار بالقاهرة، والتي شارك فيها رؤساء كل من غينيا، ورواندا، وساحل العاج، والصومال في إطار فعاليات منتدى أفريقيا 2017 المُنعقد بشرم الشيخ.

وأعرب الرئيس خلال مداخلته بالجلسة عن أهمية تطوير التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص في ضوء الدور المحوري الذي يقوم به القطاع الخاص في أفريقيا، مؤكدًا في هذا السياق ضرورة الاستماع لشواغل واقتراحات وتقييم ممثلي مجتمع الأعمال والشركات الأفريقية والدولية حول أهم التحديات التي تواجههم خلال العمل بدول القارة وسبل التغلب عليها، حتى يمكن تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا.

وأكد السيسي وجود العديد من التحديات في القارة الأفريقية، مما يتوجب علينا تحويلها إلى فرص حقيقية من خلال العمل المشترك، بما يساعد على نمو قطاع الأعمال وحشد كل الإمكانات في هذا الاتجاه.

وتطرق الرئيس خلال المداخلة كذلك إلى وجود حاجة لتعزيز العمل المشترك سواء على مستوى التكتلات الإقليمية أو على مستوى القارة بأكملها من أجل إزالة العوائق الجمركية وتحسين حركة التنقل والتواصل بين أنحاء القارة من خلال إنشاء بنية تحتية حديثة، مشيرًا إلى أهمية استكمال التكامل الإقليمي بين الدول الأفريقية، والتعامل مع العالم ككتلة متماسكة.

ونوه الرئيس عن أهمية قيام الدول الموقعة على اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية بين تجمع الكوميسا ومجموعة شرق أفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، والتي تم التوقيع عليها في شرم الشيخ في يونيو 2015، بالتصديق على الاتفاقية حتى تدخل حيز النفاذ.

وأوضح الرئيس أن أفريقيا تعد الطريق الجديد لنمو الاقتصاد العالمي، في ظل ما يتوافر بها من إمكانات وقدرات بشرية هائلة، فضلًا عن موارد طبيعية كبيرة، مؤكدًا أن مصر طالما قامت بالاستثمار في أفريقيا، وتحرص دائمًا على تشجيع قطاع الأعمال المصري على التوجه إلى الدول الأفريقية في الوقت الذي تدعو فيه قطاعات الأعمال الأفريقية للاستثمار في مصر والاستفادة مما يتوفر بها من فرص واعدة.

وتناول رؤساء كل من غينيا، ورواندا، وساحل العاج، والصومال في مداخلاتهم بالجلسة الفرص الاستثمارية الكبيرة والمتنوعة المتاحة بالدول الأفريقية، مؤكدين في هذا الإطار على أهمية الاستفادة من إمكانيات الشباب وتعزيز التواصل بين الأقاليم المختلفة بالقارة الأفريقية، فضلًا عن الاهتمام بالعلوم وأدوات التواصل الحديثة وتكنولوجيا المعلومات حتى يمكن بناء جيل جديد من الأفارقة قادر على المنافسة عالميًا.

كما أشادوا بانعقاد منتدى أفريقيا 2017 باعتباره منصة جيدة للاطلاع على الجهود المختلفة التي تبذلها الدول الأفريقية لتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، بالإضافة إلى استعراض الفرص الاستثمارية المختلفة التي توفرها القارة الأفريقية في مجالات متعددة.

ودار في ختام الجلسة حوار مفتوح بين المشاركين والرؤساء الأفارقة، تم التطرق خلاله إلى موضوعات الأمن الغذائي وسبل تحقيق التكامل والتعاون الإقليمي على مستوى القارة الأفريقية، وأكد الرئيس في هذا السياق أن منتدى أفريقيا 2017 يعد خطوة على بداية طريق التعاون والتكامل الأفريقي، مشيرًا إلى أهمية بذل مزيد من الجهود وتوفير الإرادة السياسية اللازمة سعيًا لتحقيق التواصل والتقارب والتكامل الذي يحقق المصالح المتبادلة للدول الأفريقية.

وأكد الرئيس أهمية تطوير أهداف تحقيق الاكتفاء الذاتي لدى الدول الأفريقية لتشمل الاستفادة من منتجات الدول الأفريقية الأخرى وتعظيم مزاياها التنافسية.

وأوضح الرئيس أيضًا أهمية التعامل مع التحديات المختلفة التي تواجه الدول الأفريقية وتعرقل مسيرة التنمية، وعلى رأسها خطر الإرهاب الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار، مؤكدًا أهمية تحصين المجتمعات الأفريقية من التطرف.

كما شارك الرئيس السيسي بالمائدة المستديرة التي ناقشت فرص الاستثمار في مصر، وذلك بحضور كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات المصرية والأفريقية والعالمية، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمسئولين المصريين.

وتحدث الرئيس في البداية عن ارتباط الاستثمار بإرادة الشعب المصري الذي أكد على مدار المرحلة الماضية عزمه على تحقيق تنمية حقيقية خلال الفترة القادمة، مستعرضًا في هذا الإطار العناصر الرئيسية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ تنفيذه عام 2014، فضلًا عن الجهود التي تمت للارتقاء بالبنية الأساسية، مثل الكهرباء والطرق، وكذا التدابير التي تتم لتهيئة المناخ الاستثماري المناسب أمام القطاع الخاص من خلال تحسين بيئة الأعمال وتيسير إجراءات الاستثمار، سواء من خلال إصلاح الجوانب التشريعية، وكذا من خلال دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

كما تطرق الرئيس إلى المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها وما توفره من فرص استثمارية، خاصة من خلال العمل في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تتميز بموقعها الإستراتيجي على أهم مجرى ملاحي عالمي.

وشهدت المائدة المستديرة عقب ذلك حوارًا مفتوحًا بين الحاضرين، تطرق إلى الفرص الاستثمارية المتاحة بعدد من القطاعات، مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتيسير الأعمال وتشجيع الاستثمار، وأيضًا ريادة الأعمال، ولاسيما من جانب المرأة.

وأكد الرئيس في هذا السياق حرص الدولة على تمكين المرأة ودعهما في مختلف القطاعات، مشيرًا إلى أن رائدات الأعمال هن الأنجح في إدارة الأعمال.

واستعرض الرئيس السيسي المبادرات التي تم إطلاقها لدعم ريادة الأعمال وتوفير التمويل اللازم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة فائدة منخفضة، مؤكدًا حرص الدولة على توفير المناخ الملائم لريادة الأعمال وتسهيل إجراءات إنشاء الشركات.

وأكد الرئيس السيسي كذلك خلال حواره مع الحضور على أهمية زيادة التواصل على المستوى الحكومي لضمان توفير البيئة الجاذبة للمستثمرين وإزالة كافة العقبات أمامهم.

كما أشار السيسي إلى عزم الدولة على تحقيق تقدم ملموس في مستوى الخدمات التعليمية، مشيرًا إلى الخطط الجاري تنفيذها للارتقاء بالتعليم الأساسي والجامعي.

وشدد السيسي على دعم الدولة الكامل لرجال الأعمال المصريين، مشيدًا بالدور الهام الذي يضطلعون به في تحقيق التنمية، ومتطلعًا لأن يزيدوا من جهودهم في البناء والتعمير خلال المرحلة المقبلة.

وأكد السيسي أن القانون يحفظ حقوق الجميع، بما في ذلك رجال الأعمال، مؤكدًا عدم السماح بحدوث أية تجاوزات في حق أحد وحرص الدولة على إعلاء سيادة القانون.

كما أجرى الرئيس السيسي، جلسات مباحثات مع رئيس جمهورية ساحل العاج "الحسن واتارا" وألفا كوندي، رئيس جمهورية غينيا، والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي وبول كاجمي رئيس رواندا.

وأعرب الرئيس عن تقديره لمشاركتهم بمنتدي أفريقيا 2017 في شرم الشيخ، مؤكدًا على العلاقات الوثيقة التي تربط مصر وتلك البلاد وحرص مصر على تعزيز التعاون معهم في مختلف المجالات.

وأشاد الرئيس بالمستوى الرفيع من التنسيق القائم مع الرئيس "كوندي"، والذي تجلى خلال زيارته الرسمية لمصر في مايو الماضي، مؤكدًا أهمية تفعيل نتائج تلك الزيارة في مختلف جوانبها، بما في ذلك البدء في الإعداد للدورة القادمة للجنة المشتركة.

وأشار السيسي إلى إدارة الرئيس"كوندي" المتميزة للاتحاد الأفريقي في إطار رئاسته التي قاربت على الانتهاء للعام 2017 الجاري، منوهًا إلى دوره السياسي المشهود له، سواء على مستوى بلاده، أو على المستوى الأفريقي.

ومن جانبه أكد الرئيس الغيني اعتزازه بما يجمع بين البلدين من علاقات وروابط تاريخية متميزة، مشيدًا بتنظيم مصر لمنتدي أفريقيا 2017.

وجرى خلال اللقاءات مناقشة سبل تطوير التعاون بين مصر وتلك الدول في عدد من المجالات، والتباحث حول بعض الموضوعات والقضايا الأفريقية وسبل دعم العمل الأفريقي المشترك في إطار الاتحاد الأفريقي.