الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"لأسباب نفسية" قتل الآباء لأبنائهم يزداد في 2017.. يتخلص من ابنته لعدم رغبته في "خلفة الإناث".. وطبيب: يجب إجراء تحاليل نفسية وعصبية على مرتكبي تلك الجرائم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ازدادت في الفترة الأخيرة، حوادث العنف، وقتل الأطفال، واختطافهم لبيع أعضائهم، وما إلى ذلك من جرائم ضد الإنسانية، وتحاول الشرطة المصرية، بمساعدة الأهالي، ملاحقة والقبض على كل من تسول له نفسه، أن يقوم بمثل هذه الأفعال المشينة، التي تخالف الشرع والقانون، وقد تحدث هذه الجرائم لأسباب تتعلق بنفسية مرتكبيها، وقد ازدادت هذه الجرائم لتصل إلى قتل الآباء لأبنائهم وبناتهم؛ لأسباب تافهة، ومن أكثر هذه الحوادث شهرة في الفترة الأخيرة، حادثة قتل أب لأبنته ذات الـ40 يومًا؛ لعدم رغبته في إنجاب البنات، وفي هذا السياق، ترصد "البوابة نيوز"، عددًا من أهم حوادث قتل الأطفال في الفترة الأخيرة.



في الدقهلية.. تلقى اللواء "أيمن الملاح"، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من العميد أحمد خيري، مدير مباحث المديرية، بورد بلاغ للرائد أحمد فتح الله، رئيس مباحث مركز تمى الأمديد، من "إلهام ص ا"، 19 سنة، ربة منزل، مقيمة بقرية ظفر التابعة لدائرة المركز، ضد زوجها "رامي م ا"، 21 سنة، عامل زراعي، مقيم قرية البيضاء، بالتعدي عليها بالضرب، وعلى ابنتها 40 يومًا، وإصابتها بنزيف في المخ وكسر في فخذ القدم اليمنى، ما أدى إلى وفاتها فور وصولها إلى المستشفى. 
والحادثة الثانية بالقاهرة.. إذ تسلمت مشرحة زينهم، جثة فتاة من والدها، حيث حاول أن إثبات حدوث وفاة بشكل طبيعي، حتى قامت خالة الفتاة، بطلب الكشف على جثة الفتاة، لمعرفة إن كان هناك شبهة جنائية في موتها أم لا، وهو ما أدركته شقيقة والدة الفتاة، التي تعمل في مجال المحاماة.
والحادثة الثالثة بالتجمع الأول.. حيث تلقى رجال مباحث قسم شرطة التجمع الأول، بلاغًا من "بسمة ع م"، 47 سنة، مديرة بشركة، بأنها حال توجهها لأداء صلاة المغرب، بمسجد عمرو بن العاص الكائن بمدينتي، عثرت على جثة لطفل داخل لفافة، بمدخل مصلى السيدات، وبعد التحريات تبين أنه قتل على يد والدته ووالده، اللذين يتعاطون المخدرات لإحداثه إزعاجًا بالمنزل، واعترف المتهمين بالجريمة.



في هذا السياق، قال المستشار هيثم الجندي، عضو لجنة حقوق الإنسان، ومحامي الأطفال المخطوفين، ومحامي الطفلة ذات الـ40 يومًا، والتي قتلت على يد والدها، الذي لا يريد إنجاب البنات: في البداية كانت الأم حامل، ولم تخبر زوجها أنها حامل ببنت؛ لأنه لم يكن يريد إنجاب البنات، وعندما جاءت البنت إلى الدنيا، بدأ والدها بالشجار والخلاف الدائم مع زوجته لإنجابها بنت، ووصل به الحد أنه لم يسجل البنت لأنه لا يريد أن تحمل اسمه، وفي اليوم الـ46، من ولادتها، قام بقتلها، وكانت طريقة القتل بشع للغاية، حيث إن الطفلة ذات الـ40 يوما، والتي بدأت بفتح عينيها على الدنيا حديثًا، قامت بالبكاء ليلًا لسبب كان مثل أي طفلة في عمرها، إذ قتلت عن طريق ضرب أفضى إلى موت، وهو ما جاء في تحريات النيابة العامة، أكده تقرير الطب الشرعي بعد تشريح الجثة.
وأكمل "الجندي"، أن والدة الطفلة، أكدت الحادثة، وشرحت تفاصيلها، وهي أن زوجها قام بضرب الرضيعة بعصا مقشة بصورة مؤذية وغاشمة إلى أن تكسرت عصا المقشة، ثم حملها من أعلى السرير، وألقاها على الأرض حتى صعدت روحها إلى بارئها بعد وقت قصير جدًا من انتهاء والدها من ضربها.


وقال الدكتور "جمال فرويز"، الخبير النفسي، إنه يجب فحص من يقومون بهذه الحوادث عقليًا وعصبيًا، حيث إنه من الممكن أن يكون يعاني من مرض نفسي أو ما شابه، وذلك للحد من هذه الحوادث، كما أنه يجب أن تجرى عليه تحاليل المخدرات والمسكرات وما إلى ذلك، إلى جانب أنه لا بد أن ثقافته التي تربي عليها تجعله يكره إنجاب البنات، مثلما نسمع أن هناك من يستعرون من "خلفة البنات"، ومن المؤكد أن مثل هؤلاء يكون لهم فضائح جنسية أو اجتماعية، ومن الممكن أنه يخاف إنجاب البنات بسبب علاقاته النسائية والتي يخاف أن تنعكس على ابنته عندما تكبر، ويعتبر العاملان النفسي والثقافي الأهم في هذا النطاق.