الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

شكيب أرسلان.. أمير البيان

شكيب أرسلان
شكيب أرسلان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
غرة رمضان هي مولده قضى حياته بين القراءة والكتابة حتى صار أديبًا ومفكرًا عظيمًا ملق بأمير البيان، وأجاد اللغة العربية إجادة تامة وتعلم الفرنسية الألمانية والتركية وساعدته جولاته في عدد من البلدان العربية والأجنبية بأن يلتقى بعدد من الأدباء والمفكرين منهم جمال الدين الأفغاني والشاعر أحمد شوقي والإمام محمد عبده ومحمود سامي البارودي وتأثر بهم كثيرًا.. أنه شكيب أرسلان.
نشأ أرسلان والتى تعني بالفارسية الصابر الأسد في وقت كان الوطن العربي والإسلامي فريسة للمحتلين والغزاة وهذا ما خلق لديه الوعي بضرورة الوحدة العربية وأهميتها في مواجهة المستعمرين والغزاة فكان هو أول من دعا الى إنشاء الجامعة العربية، حيث رأى أنها الملاذ الوحيد للعرب من الانقسام. 
كان لشكيب موقفًا معاديًا للثورة العرابية والتي حذر من عواقبها وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يسيئوا الظن به إلا أنه كان يرى أن مثل هذه الثورات ستفتح مجالًا للاستعمار لتقسيم البلاد العربية بين انجلترا وفرنسا.
كان أرسلان من أوائل الذين تنبهوا إلى خطورة سياسة المستعمرين في فلسطين وسعيهم إلى إنشاء وطن قومي لليهود في القدس وجاءت الحرب العالمية الأولى لتؤكد صحة توقعه ذلك بعد أن كانت هناك مساعي من قبل إنجلترا وفرنسا لتقسيم سوريا وفلسطين، وهو ما جعله يحذر القوى الفلسطينية من الانشقاق والانقسام حتى لا يصل الإنجليز واليهود إلى منازلهم. 
وظل "أرسلان" مطاردًا من أكثر من دولة، فتركيا تطارده لاهتمامه بقضايا العرب، وإنجلترا وفرنسا تطاردانه لدفاعه عن شعوب الأمة العربية ودعوته إلى التحرر، وتزعمه الجهاد ضد المستعمرين، كما ظل مبعدًا لفترة طويلة من حياته عن كثير من أقطار الوطن العربي لا يُسمح له بدخولها، خاصة مصر وسوريا اللتين كانتا تشكلان قلب الأمة العربية.
ترك لنا أرسلان باعا كبير من مؤلفاته والتى اتسمت أسلوبها بالفصاحة وقوة البيان والتمكن من الأداة اللغوية مع دقة التعبير والبراعة في التصوير حتى أطلق عليه أمير البيان ومنها "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ و"خلاصة تاريخ الأندلس"، و"حاضر العالم الإسلامي، والإسلام في الأندلس" 
رحل أرسلان عن عالمنا في مثل هذا اليوم التاسع من ديسمبر في عام 1946، وشيع جثمانه في موكب مهيب وصلى عليه في الجامع الكبير ببيروت بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية وقتها "بشارة الخوري"، ودفن في مسقط رأسه بقرية الشويفات ببيروت.