الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

كل التنقيبات الإسرائيلية فشلت في إثبات وجود أي أثر يهودي بفلسطين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الباحثة الأثرية البريطانية، كاثلين كينون، قامت بأعمال حفريات بالقدس خلال الفترة من 1961- 1967 ونشرت كتابًا، بعنوان "القدس في العصر الحديدي 1300- 700 ق.م"، أكدت فيه عدم اكتشاف أي بقايا لأسوار مدن أو بيوت أو مبان يعود تاريخها إلى القرن الـ14 قبل الميلاد لا في التلة الجنوبية الشرقية بالقدس ولا في محيطها المباشر كما تذكر أنه في الحفريات الكثيرة التي جرت في القدس وحولها لم يعثر على أي أثر لمدينة يهودية محصّنة ولا بيوت ولا حتى أي قطع من أواني فخارية، وهذا ما جاء أيضًا في كتاب الدكتور فرج الله يوسف المتخصص في الآثار الإسلامية عنوانه "التنقيبات الصهيونية في القدس 1967- 2007". 

وأضاف الدكتور ريحان، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أمس، إنه نتيجة هذا الفشل في العثور على أي آثار يهودية بفلسطين لجأت دولة الاحتلال إلى اختلاق تاريخ يهودي وتزوير التاريخ وقامت بأعمال تنقيب بمنطقة عين سلوان بالقدس منذ عام 2007 وحتى الآن، والتي أدت لهدم 55 منزلًا فلسطينيًا، والعمل على تهويد مواقع الآثار الإسلامية، ومنها تهويد باب الخليل أحد أبواب القدس من الجهة الغربية، وقد شجع على هذا إقرار محكمة إسرائيلية إقامة جسر كبير يربط بين ساحة البراق وباب المغاربة يتيح لقوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى، وكذلك يمهد الطريق أمام الأعداد الكبيرة من المستوطنين لاقتحامه، كما يخططون لإقامة مركزًا للزوار بمساحة 600 متر مربع أسفل ساحة البراق

ويشير الدكتور ريحان، أن هذه التنقيبات تهدف إلى تدمير الآثار الإسلامية المكتشفة بالقدس التي تعود للعهود الأموية والأيوبية والمملوكية وسرقة أحجارها لطمس معالمها وتهويدها وهدم الجسر الأثري "جسر باب المغاربة"، وبناء جسر حديث يهدف إلى السماح بتدفق أعداد كبيرة إلى ساحات المسجد الأقصى وتقوم الشاحنات الإسرائيلية بنقل كميات ضخمة من الأتربة من أسفل جسر باب المغاربة بساحة البراق، تمهيدًا لهدمه وتخطط من خلال التنقيبات لضمان الوصول إلى مسجد البراق وتحويله إلى كنيس وتوسيع ساحة البراق لتصل إلى آخر الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى وتقويض أساساته من الجهة الغربية وتركه لعوامل الطبيعية ليتهاوى، تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم مكانه

وينوه الدكتور ريحان، إلى أن سلطة الاحتلال تقوم بإجراءات للتعجيل بهدم المسجد الأقصى باستخدام مواد كيميائية فى أساسات الأقصى لتحقيق سرعة تآكل الصخور والأعمدة لسرعة إنجاز مخطط الهدم، كما يقوم جيش الاحتلال بتعميم صورة للمسجد الأقصى المبارك، وقد أزيلت منه قبة الصخرة بادعاء أن هذه الصورة تمثّل "جبل المعبد" خلال فترة الهيكل الثاني حسب زعمهم

ويتابع الدكتور ريحان، أن إحدى المنظمات الصهيونية تقدمت بطلب لرئيس الحكومة الإسرائيلية لضم المسجد الأقصى ضمن قائمة التراث اليهودي وتخطط لضم قائمة بـ150 موقعًا أثريًا فلسطينيًا للتراث اليهودي المزعوم كما تخطط لتطويق المسجد الأقصى بالحدائق التوراتية تحت مسمى الحدائق العامة وتمتد من شرق المسجد الأقصى في منحدرات وادى الجوز ووادي قدرون على امتداد مفرق الصوانة ووادي سلوان وتقوم سلطة الاحتلال بتنقيبات في بركة السلطان الواقعة غرب المسجد الأقصى وهى بركة بنيت منذ العهد المملوكي على يد السلطان برقوق وتجدد بناؤها وتعميرها بشكل كبير في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني ضمن مشروع بناء سور القدس الكبير في عهده وتعتبر بركة السلطان أحد مصادر المياه القديمة ضمن اهتمامات الدولة الإسلامية في العهود المتعاقبة بإمداد المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس بالمياه

ويطالب الدكتور ريحان المنظمات الدولية والعربية والإسلامية يونسكو – إليكسو – إيسيسسكو أن تقوم بمسئوليتها الحقيقية في الدفاع عن الأقصى بالوقف الفوري لأعمال الهدم المتعمد لأساسات الأقصى وإيفاد لجنة عربية إسلامية للمعاينة على الطبيعة وترميم وإصلاح ما تم هدمه وتقوية أساسات الأقصى وتفويض السلطة الفلسطينية بصلاحيات كاملة في الإشراف على المسجد الأقصى وتمويلها ماديًا وإبعاد اليد الصهيونية عن محيط الأقصى الشريف ووقف قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية بالحقائق الأثرية والتاريخية باعتبار القرار علاوة على مخالفته لكل القوانين والمواثيق الدولية فهو يمثل تزوير للتاريخ وتعدى على حقوق دينية وأثرية وتاريخية للمسلمين والمسيحيين ليس في فلسطين وحدها بل في شتى أنحاء العالم.