الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جولدا مائير.. جبروت هزمه السادات

جولدا مائير
جولدا مائير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم (الثامن من ديسمبر) عام 1978 لفظت الأرض واحدة من أخطر النساء التي عرفتها البشرية في التاريخ الحديث، رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائيرا ترحل بعد مسيرة حافلة بالتآمر ضد العرب والفلسطنيين. 

ورغم جبروت هذه المرأة التي حرق في عهدها المسجد الأقصى (أغسطس 1969) وما سطرته بيديها من أعمال ضد العرب، إلا أنها اعترفت بالفشل أمام ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات في أكتوبر 1973.

وتولت مائير رئاسة الوزراء في إسرائيل بين 17 مارس 1969 حتى 3 يونيو 1974، وقد شهدت تلك الفترة أقوى حدث هز الكيان الصهيوني منذ نشأته (الهزيمة أمام مصر والعرب في 1973). 

وفي أوراق لجنة "أجرانات" التى شُكِّلت بعد حرب أكتوبر للتحقيق مع المسئولين عن الهزيمة النكراء للصهاينة، وظهرت للعلن في عام 2013، تقول جولدا مائيرا إنها تلقت معلومات مخابراتية في 13 سبتمبر 1973 عن احتمال الهجوم المصرى السورى، أي قبل قيام الحرب بـ 3 أسابيع تقريبًا، لكنها لم تعط المعلومة اهتمامًا مناسبًا لأنها سبق وجاءتها معلومات شبيهة في مايو 1973، وذلك عندما حشد المصريون قواتهم على الجبهة، لكن دون تحرك فعلي.

واعتقدت رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة أن قيام الحرب بعد سبتمبر "مجرد فكرة لن تكون واقعة أو قابلة تنفيذ"، كما أنها اعتقدت أن السادات شخص متردد ولن يقدر على اتخاذ قرار الحرب، وتقول: "اعتبرته رجلًا مترددًا يصدر القرار ثم يتراجع عنه، رجل يضرب مواعيده ولا ينفذ ما يريد".

وفي باقي أوراق اللجنة التي تتحسر فيها تل أبيب على ما فعله بها السادات وجنوده من هزيمة تاريخية، تقول: "لا بد أن أطلب الصفح من السادات وأن أعتذر له عن استخفافنا به".

لم تعش "مائير" بعد هزيمة أكتوبر 1973 طويلًا، ورحلت عن الدنيا في 8 ديسمبر 1978، تاركة ورائها تساؤلات لن تكون الإجابة عليها ذا فائدة "ماذا لو أخذت المعلومة التي بحوزتها عن اقتراب موعد الحرب موضع الجدية"؟ 

توفيت "مائير" ولا يزال اسمها يحمل جدلًا بين صفحات التاريخ، بل يظل يتردد مع كل قرار أو موقف مجرم تتخذه الإدارة الصهيونية، وآخرها السعادة والفخر باعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.