الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

القدس عربية.. مظاهرات ضد قرار ترامب.. إصابة شاب برصاص الاحتلال وإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.. و"عباس": القرار الأمريكي مكافأة لتل أبيب.. و"هنية": لا يوجد شيء اسمه "صفقة القرن"

مظاهرات ضد قرار ترامب
مظاهرات ضد قرار ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خيمت أجواء الغضب على أنحاء المدن الفلسطينية، عقب خطاب الرئيس الأمريكي والذي أعلن فيه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وإعلان الأخيرة عاصمة أبدية للاحتلال، وهو ما دعا جميع الفصائل الفلسطينية إلى إعلان النفير العام واعتبار اليوم الجمعة يوما للغضب الفلسطيني.
وسادت حالة من التوتر واشتباكات عنيفة وعم الإضراب الشامل جميع المحافظات والمناطق الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، وأطلقت مساجد الضفة المحتلة، نداءات عبر مكبرات الصوت، للمشاركة في مسيرات ضد القرار الأمريكي الخاص بنقل سفارة الولايات المتحدة من إسرائيل إلى القدس.

واندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ومخيم البريج وسط القطاع، ما أدى إلى إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال، وإصابة آخرين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في الأبراج العسكرية وبالدبابات عند الشريط الحدودي بمنطقة الفراحين شرق خان يونس أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على مجموعة من الشبان الذين اقتربوا من السياج الفاصل شرق المنطقة ما أدى إلى إصابة شاب برصاصة في قدمه نقل على إثرها إلى المستشفى للعلاج ووصفت حالته بالمتوسطة، فيما أصيب آخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال صوبهم.
كما اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال شرق مخيم البريج (وسط القطاع)، حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع صوب الشبان والفتية، ما أوقع إصابات بحالات اختناق.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم في بيان لها أنه بدءا من أمس الخميس، هو «إضراب شامل، تعطل فيه المدارس والمقار التعليمية، من أجل المشاركة في الفعاليات الشعبية رفضا للقرار الأمريكي».
وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن قرار ترامب «لن يعطي أى شرعية لإسرائيل كون القدس مدينة فلسطينية عربية مسيحية إسلامية وعاصمة دولة فلسطين الأبدية».
واعتبر عباس القرار، «يشكل تقويضًا متعمدًا لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام، ويمثل إعلانا بانسحاب واشنطن من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام»، مؤكدًا أن «الإدارة الأمريكية بإعلانها القدس عاصمة لإسرائيل، قد اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية».
وأضاف، أمريكا فضلت أن تتجاهل، وأن تناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه مواقف مختلف دول وزعماء العالم وقياداته الروحية والمنظمات الإقليمية خلال الأيام القليلة الماضية حول موضوع القدس، لافتا إلى أنها «لحظة تاريخية ينبغي أن تشكل حافزا لنا جميعا لتسريع إنهاء الانقسام الفلسطيني».
وأشار رئيس السلطة، إلى أن هذه الخطوة الأمريكية «تمثل مكافأة لإسرائيل على تنكرها للاتفاقات وتحديها للشرعية الدولية، وتشجيعا لها على مواصلة سياسة الاحتلال والاستيطان والتطهير العرقي».
فيما شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، إجراءاتها وتدابيرها الأمنية في مدينة القدس، وكثفت انتشار قواتها ووحداتها المختلفة وسط المدينة، ومحيط بلدتها القديمة، وفي الشوارع والطرقات ومداخل الأحياء والبلدات المقدسية.

وعلى جانب آخر أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
وقال هنية، في خطاب له، على أثر الإعلان الأمريكي، إن الشعب الفلسطيني قادر على أن ينطلق وينتفض في وجه المحتل، و«نحن نقف أمام هذه المعادلة الجديدة والمرحلة السياسية الفارقة جراء هذا القرار، فنحن مطالبون باتخاذ قرارات ورسم سياسات ووضع استراتيجية لمواجهة المؤامرة الجديدة على القدس وفلسطين».
وأكد أن «هذا الانحياز السافر الأعمى من الإدارة الأمريكية وهذا التحالف الشيطاني الذي يقرر لوحده مصير القدس ومكانتها، يستوجب منا وضوحًا كالشمس، وقولًا لا لبس فيها ولا غموض»، مضيفًا: «القدس موحدة لا شرقية ولا غربية، هى فلسطينية عربية إسلامية وهي عاصمة دولة فلسطين كلها».
وطالب بضرورة إعادة ترتيب المشهد الفلسطيني أمام هذه المؤامرة الخطيرة وترتيب الأولويات الفلسطينية أمام هذا القرار الأخرق الجائر الظالم، وأكد أن هذا القرار يعني أن عملية ما يسمى بـ«السلام» قُبرت مرة واحدة وللأبد، ولا يوجد شيء اسمه شريك في عملية السلام مع الشعب الفلسطيني.
وأضاف، «لا يوجد شيء اسمه صفقة قرن ولا ربع ولا نصف قرن، ويجب أن يكون الموقف واضحًا لا يحتمل التأويل ولا الغموض، ولا بد أن نخرج من نفق أوسلو المظلم»، وقال: «لم تعد هناك عملية تسوية أو سلام، ولم تكن أصلا موجودة، وهذا القرار قبر عملية السلام والتسوية».
وأكمل «يجب على السلطة أن تملك الجرأة والشجاعة الوطنية بالإعلان أنها تحللت من هذه الاتفاقية الجائرة والظالمة، وأن نسرع في خطوات المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية، ويجب أن نتجاوز الحديث عن مرحلة إنهاء الانقسام.
واستطرد، نؤكد على ضرورة عقد اجتماع عاجل للأطر الفلسطينية القيادية دون تأخير أو تباطؤ، ونريد أن نؤكد أن هذه السياسة الصهيونية المدعومة من أمريكا، لا يمكن مواجهتها إلا بإطلاق شرارة انتفاضة متجددة ومقاومة ضد الاحتلال.
ودعا هنية لوقفة جادة من الدول العربية والإسلامية، ووقف الصراع الذي يدور في المنطقة أيا كانت الأسباب والمبررات، والإعلان عن مقاطعة الإدارة الأمريكية وعدم التعاون معها فيما يمس الحقوق الفلسطينية.
وختم: «فليكن اليوم الجمعة يوم غضب وبداية تحرك واسع لانتفاضة اسميها انتفاضة حرية القدس والضفة، كما حررنا غزة قادرون وقادر هذا الشعب بإسناد أمته أن يحرر القدس بهذا النضال الشعبى فلتخرج جماهير شعبنا وأمتنا وليخرج كل أحرار العالم ليكون يوم غضب ويوم تجديد العهد».

كما ورفض عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، أي محاولة لنزع سلاح المقاومة، الذي امتلكه واشتراه شعبنا بقوته وبدمائه، ويحافظ عليه وهو رمز عزتنا وصمودنا، شعبنا بحاجة للتكاتف مع بعضه البعض، لرسم استراتيجية وطنية نحمي بها سلاح المقاومة وشعبنا.
وأضاف الهندي، ما نخشاه أن هناك حديثا يدور عن صفقة كبيرة؛ لتُصفي بها القضية الفلسطينية، ونحن نُحذر من التوقيع على أي اتفاق نهائي، ومن تسويق الوهم مرة أخرى.

بدوره، قال القيادي في الجهاد، أحمد المدلل، إن قرار الرئيس الأمريكي المتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يؤكد العداء الذي تمارسه أمريكا، والحرب التى تشنها على الشعب الفلسطينى والأمة العربية والإسلامية.
وأكد أن القرار الأمريكي يثبت بما لا يدع مجالًا للشك بأن أمريكا لم تكن يومًا طرفًا نزيهًا في الصراع المتواصل مع العدو الصهيوني، وأن قرار ترامب بما يتعلق بالقدس يؤكد دعمه وإسناده للعدو في العدوان على شعبنا.
واعتبر المدلل، أن هذه الخطوة الاستفزازية تتطلب تكريس الوحدة الفلسطينية، والوقوف بوجه القرار الأمريكي، داعيًا الشعوب العربية للخروج بمظاهرات مليونية تؤكد بأن القدس لن تكون «أورشاليم»، وستبقى قبلة المسلمين، ولا تنازل عن ذرة تراب منها.
وطالب المدلل، الرئيس محمود عباس أن يوقف أى محادثات أو مفاوضات ترعاها أمريكا، وأن يعلن بأن أمريكا لا يمكن أن تنشر السلام في العالم، وهي سبب عدم الاستقرار في المنطقة.
ودعت الجهاد الإسلامى إلى أيام غضب في وجه المجرم ترامب، مطالبةً الفلسطينين في غزة والضفة الغربية والقدس وفي الأراضي عام ٤٨ والشتات للخروج والمشاركة في وقفات الغضب ضد القرار الأمريكي.
من ناحيتها، أكدت الجبهة الشعبية، أن إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس رغم المناشدات والتحذيرات التي تلقاها من القيادة الفلسطينية، ومن رؤساء وزعماء دول عربية وإسلامية وغيرها على ما يمكن أن يترتب على هذا القرار يفرض على شعبنا أولًا وعلى هذه البلدان التعامل مع القرار الأمريكي بطريقة مغايرة تتجاوز فيها الشجب والاستنكار والتحذير.