الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بعد رحيل "صالح".. غرام الأفاعي يجمع "الإخوان والحوثيين" (ملف)

مقتل الرئيس اليمني
مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
باحثون: الإخوان متورطون في اغتيال الرئيس اليمني السابق
«التجمع اليمني للإصلاح» عقد اتفاقيات سلام مع «الحوثي» في صعدة وذمار والبيضا
قيادات إخوانية تبيع أسلحة ضخمة لـ«أنصار الله» لاستهداف المدن السعودية
إخوان اليمن نقضوا تحالفهم مع «الرياض» في مواجهة المد الشيعي
خبراء: الجماعة ستنحاز للطرف القوي.. وستحارب «أنصار طهران» في اليمن

«مصائب قوم عند قوم فوائد»، يجسد هذا القول للمتنبي موقف جماعة الإخوان المسلمين في اليمن من مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي كان يقف حائلًا أمام انتهازيتهم وسعيهم لتحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني، يحول اليمن إلى حرب أهلية مشتعلة، لا يمكن التنبؤ بنتائجها، تنفيذا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يهدف للقضاء على الأنظمة القومية وتفكيك جيوشها، وإحلال ميليشيات دينية مكانها.

تواجه جماعة الإخوان المسلمين في اليمن مستقبلًا غامضًا، بعد مقتل «صالح»، غدرًا على يد الحوثيين، بأوامر إيرانية، الأمر الذي سيغير من خريطة التحالفات بين القوى السياسية، وفي القلب منها حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية للإخوان، الذي يشار إلى مشاركته للحوثيين في اغتيال «صالح» من قبل العديد من الباحثين والسياسيين، ما يعني أن أيديهم ملطخة بالدماء.
ويزداد الأمر تعقيدًا فى ظل سيطرة الحوثيين على الشمال اليمني، وتورط قيادات «الإصلاح» في أعمال عنف في جنوب البلاد، إضافة إلى التاريخ السلبي للجنوبيين تجاه الإخوان، بسبب تحالفهم التقليدي القديم مع «صالح» ضدهم، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية حدوث سيناريو المقاومة والثأر الذي يقوده أنصار الرئيس الراحل، من خلال تشكيل خلايا مقاومة للحوثيين في مختلف المناطق تحت قيادة موحدة، بالاستعانة بالقيادات العسكرية والأمنية التي تضررت من سيطرة الحوثيين، وتعرضت بسببهم للإقصاء من المشهد السياسي.
وتعتبر «جماعة الإخوان» أحد أهم القوى السياسية المتصارعة داخل اليمن، حيث يبلغ عدد عناصرها ما يقارب ٣٠ ألفًا، موزعة بين تعز ومأرب الواقعة شرق العاصمة صنعاء، وغيرهما من المناطق، وتتمتع الجماعة ببراجماتية سياسية وأيديولوجية تمكنها من عقد التحالفات المتضاربة مع الفرقاء السياسيين، بحيث يصبح أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، فبالأمس تحالفوا مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وأسسوا حزبهم بالاتفاق معه لمواجهة الحزب الاشتراكي، ثم انقلبوا عليه وتحالفوا مع أعدائه من الاشتراكيين الجنوبيين، فيما بات يعرف بأحزاب تكتل «اللقاء المشترك».
وعلى الرغم من العداء العقائدي بين جماعة الحوثي الشيعية، والإخوان المسلمين، إلا أن قيادات «التجمع اليمني للإصلاح» عقدت أكثر من اتفاقية ووثيقة تعايش وسلام مع زعيم الحوثيين في صعدة، وذمار والبيضاء، ما يعني أن تحالفًا سريًا وضعته الإخوان على أجندتها السياسية، وصل إلى حد إمداد أسلحة للحوثيين مرت عن طريق مأرب التي تسيطر عليها قوات موالية للإخوان، متجهة إلى صنعاء، التي كان للإخوان دور كبير في سقوطها في يد الحوثيين.
وكذلك نقضت جماعة الإخوان اليمنية تحالفها مع السعودية في مواجهة المد الشيعي المتمثل في الحوثيين، ولكن بشكل سري، حيث باعت قيادات إخوانية أسلحة ضخمة للانقلابين، من بينها صواريخ متوسطة المدى، استهدف بها الحوثيون مدنًا سعودية، لا سيما مع ازدهار تجارة الأسلحة في اليمن خلال الحرب.
ويعتمد الإخوان على القوة القبلية والعاطفة الدينيّة لدى اليمنيّين، فالقبلية تسبق التنظيم وتحميه، لذلك استمرت رئاسة الحزب في يد قبيلة الأحمر، كما ارتبطوا بعلاقة تحالف مع السعودية، تجعلهم يخفون تحالفهم مع الحوثيين حتى لا يخسروا الطرف السعودى الداعم لهم.
وقد استطاع حزب التجمع اليمني للإصلاح أن يسيطر على عدد من المقاعد الحكومية والحقائب الوزارية، بسبب قربه من نائب رئيس الحكومة على محسن الأحمر، وزير الداخلية، والذي ساعد كذلك في تجنيد أعداد كبيرة من أنصارهم في مؤسّسة الجيش والأمن، ومع هذا التقدم الحكومي السلطوي، شهدت الجماعة تراجعًا شعبيًا على مستوى القاعدة اليمنية، وأصبح حزبهم منبوذًا بسبب تخليه عن شركائه الثوريين، وإقصائهم، وسيطرته على مقاليد الحكم.
وفي «تعز» تبرز قوة حزب الإصلاح، وكذلك السلفيين الحركيين، خصوصًا وأن المسلحين في الوسط وفي الشمال غالبيتهم ينتمون إلى هذه الجماعات، حيث تتركز عناصر المقاومة المسلحة داخل جماعتين رئيسيتين هما المجلس العسكري للمقاومة وغالبية منتسبه من أنصار «حزب الإصلاح»، وعسكريين موالين للواء على محسن الأحمر المحسوب على الإخوان، في حين أن الفصيل الآخر في المقاومة هو (كتائب أبو العباس) السلفية، والتي تسيطر على أجزاء واسعة من الحي القديم في المدينة، كما أن هناك نشاطًا واضحًا لإسلاميين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة.
وقد جاء تأييد إخوان اليمن لعاصفة الحزم الخليجية ضد الحوثيين والرئيس الرحل علي عبد الله صالح، بمثابة إعلان الحرب بينهما، والتي بدأت بحملة حوثية على التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية للإخوان في اليمن، في حين اتهمهم «صالح» بالعمل على طرده من البلاد من خلال رفع تقارير كاذبة إلى مجلس الأمن.

ركوب الموجة
وفي إطار إعادة رسم خريطة التحالفات بعد رحيل «صالح» سوف يلجأ الإخوان بانتهازيتهم لركوب موجة الطرف الأقوى، بعد أن تلتقي مصالح عدة على حرب الحوثيين، من بينها أعضاء حزب المؤتمر المناصرين لصالح ثأرًا لمقتله، الذين من المتوقع أن يتحالفوا مع شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودول التحالف العربي، مثلما كان ينوي «صالح» بعد إعلانه فسخ التحالف مع الحوثيين.
ويستغل الإخوان هذه الجبهة التي ستكون أقوى من حيث الحجم والوزن والتأثير على الأرض، ليقوموا بلعب دور في مواجهة الحوثيين، يعملون من خلالها على تحويل الصراع إلى صراع دينى ضد الشيعة فى اليمن، وإعلان التحالف مع السعودية وحزب المؤتمر الشعبى من جديد، باعتباره الحليف التقليدي لهم منذ نشأة «التجمع اليمني للإصلاح».
إلا أن السيناريو الآخر صعب للغاية، ويتمثل في تحالف الإخوان مع الحوثيين «ذراع إيران في اليمن» كنوع من النكاية السياسية في الإمارات بسبب تصنيفها للإخوان كجماعة إرهابية، خاصة مع كون الإخوان لا ينظرون إلى الشيعة على أنهم أعداء، إلا إذا صب ذلك في مصلحتهم، وعلى الرغم من صعوبة هذا السيناريو وخطورته، إلا أنه غير مستبعد في ظل الاتهامات التي توجه للإخوان بالتورط في اغتيال «صالح»، مثلما قال بذلك أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، حيث أكد أن النظام القطري يقف خلف عملية الاغتيال عبر تقديم معلومات استخباراتية بالتعاون مع جماعة الإخوان الإرهابية إلى ميليشيات الحوثيين حول مكان تواجد صالح مما سهل من اغتياله.

غرام الأفاعي
تشبه التحالفات السياسية في اليمن «غرام الأفاعي»، ويتضح ذلك باستعراض تاريخ تلك التحالفات، فقد تحالف الرئيس «صالح» مع الإخوان لمواجهة الاشتراكيين في الجنوب، ثم تخلى عنهم بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م، وأغلق لهم الجامعات التي كانت بمثابة تعليم مواز للتعليم الرسمي في الدولة، مما دعاهم للتحالف الكيدي مع أعدائه الاشتراكيين.
وفي إطار التجاذبات السياسية بين «المؤتمر» و«التجمع اليمني للإصلاح»، تكرر اتهام الإخوان من قبل صالح ووسائله الإعلامية، بوجود صلة بينهم وبين جرائم استهداف ضباط الأمن والجيش واستخدام تنظيم القاعدة باعتباره جناحًا عسكريًا للإخوان المسلمين.
أما عن الحوثيين فهم بمثابة رأس الأفعي الإيرانية في اليمن، وقد تحالف معهم الرئيس الراحل أكثر من مرة، وفي كل مرة يخونون تحالفهم، ولذلك كان يشبه حكم اليمن بـ«الرقص على رؤوس الثعابين»، ولكنهم لدغوه لدغة الموت في رقصته الأخيرة، وقد تحالف معهم من تحت المائدة جماعة الإخوان، وكانوا يحتفظون بتحالفاتهم سرًا حتى لا يفقدون الدعم السعودي، لأنهم يجيدون اللعب على كل الحبال السياسية.
فيتحالف الإخوان مع الحوثيين فى السر، ويبيعون لهم السلاح، ثم يطالبون بطرد السفير الإيراني بصنعاء في العلن، ويرفضون منح الطلاب اليمنيين منحًا دراسية إلى طهران، بحجة الحفاظ عليهم من خطر السياسيات الشيعية على عقولهم، لا سيما بعد إعلان الرئيس عبد ربه هادي عن اكتشاف ٦ خلايا تجسّس إيرانية، متهمًا إيران بالعبث بأمن اليمن، وفرض وصايتها عليها.
وقد تصاعد التوتر مؤخرًا بين الحوثيين والإخوان، بسبب تزايد اعتداءات الحوثيين التي طالت أعضاء حزب الإصلاح ومقراته، وارتكبت أعمال ترويع وانتهاكات في صعدة، من بينها احتلال المؤسسات الحيوية، واقتحام مساجد ومنازل المواطنين، وترويع النساء والأطفال، والتضييق عليهم وتقييد حريتهم واعتقال العديد منهم، وتعذيبهم بأبشع صنوف التعذيب داخل السجون والمعتقلات الحوثية، في ظل عجز القوات الحكومية، مما ترتب عليه سقوط المئات من القتلى والجرحى ما بين عسكريين ومدنيين.
وفي إطار الصراع والاتهامات المتبادلة، وصف حزب الإصلاح، التابع للإخوان، الحوثيين بأنهم «جماعة إرهابية»، تساهم بما تقوم به في مشروع الفوضى والعنف الذي يؤدي للحرب الأهلية بعد إحباط مشروع الثورة الشعبية السلمية، في حين أعلنت جماعة الحوثي الشيعية حل حزب التجمع اليمني للإصلاح، في أبريل ٢٠١٥م، وشنت حملة اعتقالات ضد قيادات الحزب البارزة، واختطفوا آخرين، من بينهم عضو الهيئة العليا للحزب حمود الذارحي، ورئيس الدائرة السياسية للحزب في مدينة إب أمين الرجوي، وفتحي العزب، والبرلماني محمد العنسي، وقيادات أخرى في مختلف مناطق صنعاء بلغ عددهم أكثر من ٢٠ معتقلًا في أقل من ١٢ ساعة.
كما قتل الحوثيون رئيس سياسية إصلاح الحديدة جمال العياني، أثناء مشاركته فى مسيرة احتجاجية مناوئة لسلطتهم الانقلابية، ومؤيدة لـ«عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية، وسيطروا على عدد من المقرات في المدينة ذاتها، واعتقلوا ٦ أشخاص كانوا بداخلها.
واقتحم عدد من المسلحين التابعين للحوثي منزل الداعية الإخواني عبدالمجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان، وأحد علماء الجماعة في اليمن، ومنزلى رئيس الكتلة البرلمانية للحزب زيد الشامي، ورئيس الهيئة العليا محمد اليدومي، ووضعوا عضو الهيئة العليا للإصلاح محمد قحطان تحت الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء.

تحالفات جديدة
وعلى الرغم من هذا التاريخ الدامي بينهما إلا أن باحثين يمنيين لا يستبعدون تحالفهم من جديد، حيث يرى الصحفي اليمني بوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» فاروق مقبل أن مستقبل جماعة الإخوان سيتحدد في اتجاه هذه الجماعة شمالًا نحو معقل الحوثيين في صعدة لرسم تحالفات جديدة معهم، معتبرًا أنهم أصبحوا متضررين من الإجراءات التى تفرضها الإمارات العربية المتحدة والسعودية ضدهم وتصنيفهم في قوائم الإرهاب، الأمر الذي يخلق هوة كبيرة بين الإخوان وتلك الأنظمة الخليجية من جهة، وبينهم وبين الرئيس هادي من جهة أخرى كونه لم يدافع عن الرموز والقيادات الإخوانية التى يتم تصنيفها تباعًا كجماعات إرهابية –حسب قوله.
وأشار إلى الحوثيين في صعدة متهيئون لقبول التحالف مع الإخوان في حال بروز أية رد فعل منهم يدين الغارات التي يتعرضون لها من دول التحالف العربي، مؤكدًا أن الإخوان جماعة لا تعيش إلا في كنف السلطة، ويستحيل عليها العيش خارجها إلا في سياق الانتقال من سلطة إلى أخرى.

بينما اختلف معه أسامة طالب، باحث يمني مقيم بالقاهرة، الذي يرى أن الإخوان إحدى الأوراق السياسية التي تحركها المملكة العربية السعودية داخل اليمن، مشيرًا إلى أنها ستتعاون معهم من أجل القضاء على المشروع الإيراني المتمثل في الحوثيين، باعتبار أن هذه المسألة لها الأولوية بالنسبة للشعب اليمني كله، وكذلك دول التحالف.
وأكد أن «صالح» كان حجر عثرة تمنع تحويل الصراع السياسي في اليمن إلى صراع ديني، بحيث تصبح هذه المعركة دينية عقائدية، ولكن بعد مقتله سيحلو اللعب لدول لها مصالح في إذكاء الصراع مثل قطر وإيران، لافتًا النظر إلى أن السعودية تجمع كل الأطراف المعارضة للمشروع الإيرانى فى اليمن وتعمل على احتضانها وتوحيد صفوفها، بحيث تظل القضية اليمنية غير مستقرة، متوقعًا استمرار النزاع على السلطة والدخول في حرب سياسية، إذا تم القضاء على الحوثيين في المستقبل.
وقال أسامة، إن الإخوان هم أكثر من تشفي وشمت في مقتل «صالح»، لأنهم كانوا الشرارة الأولى لثورة ٢٠١١م، التى هدفت لإسقاط النظام والاستيلاء على السلطة، مثلما حدث في مصر، مشيرًا إلى أن موت الرئيس السابق يمثل لهم فرصة كبيرة للدخول في معركة جديدة.
وأوضح أن حزب الإصلاح تعاون مع دول التحالف، وأن اثنين من قادته وهما محمد العنسي ومحمد اليدومي قد التقيا قبل شهر بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واتفقا على الانضمام للجبهات الداخلية في صنعاء، لافتًا إلى أن قراءة الظروف المستقبلية أمر صعب بسبب سخط السعودية على الإخوان في اليمن، ولكنها ستستخدمهم لمواجهة الحوثيين.
وتابع قائلًا: «مستقبل اليمن مظلم، ولكن كل الأطراف تتمنى زوال الحوثيين لأن عقيدتهم خارجة عن اليمنيين منذ نشأة اليمن ومعتقداتهم إيرانية فارسية شيعية، ولم يكن لها وجود في السابق».

بينما، قال الإعلامي اليمني أنور الأشول، المدير السابق لقناة قناة «وأى إم سي» اليمنية، إنه بعد موت «صالح» لم يعد هناك مستقبل اليوم لأي حركة سواء الإخوان أو غيرها باستثناء الجماعة الحوثية التي قوى عودها، وأصبح الخيار الوحيد أمام الجميع أن ينضم إليها، مشيرًا إلى أن حركة أنصار الله الحوثية ستقمع كل من يقع تحت مناطق سيطرتها.
وأوضح أن الإخوان لم يعد لهم التواجد القوي في اليمن، خاصة وأنهم انضموا تحت عاصفة الحزم، وقد نجح صالح والحوثيون في تعبئة الشعب اليمني ضدهم على مدار ٣ سنوات، مما يجعلهم بعيدين عن المشهد في الفترة المقبلة، موضحًا أن الإمارات أيضًا لا تقبل بوجودهم أو بسط أي سيطرة لهم، مستدلًا على ذلك بما يجرى في جنوب اليمن ومدينة تعز، إلا أنه أشار إلى حالة واحدة يمكن أن تؤدي إلى تواجدهم في المواجهات إذا تحالف حزب المؤتمر «المؤيد لصالح» مع شرعية هادي.
وأضاف الأشول أن الشعب اليمني لم يجد من الإخوان إلا الخذلان والتآمر والانتهازية، لأنهم يفرون خارج اليمن مع أول طلقة بندقية، مثلما فعلت قياداتهم، ليتركوا الشعب يواجه مصيره، مؤكدًا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم ليتصدروا المشهد اليمني من جديد بعد غياب «صالح» عن اليمن.
وتوقع أن يدفع الإخوان بمناصريهم إلى جبهات القتال ضد جماعة أنصار الله الحوثية ليسجلوا حضورًا في مستقبل اليمن، كما أنه لم يستبعد إمكانية أن يتحالف الطرفان من منطلق النكاية بالإمارات، مشددًا أن اليمن لم تعد حاضنة للإخوان مثلما كانت في أيام الرئيس الراحل.

وقال الصحفي اليمني محمود الطاهر، وهو مقيم بالقاهرة، إن الإخوان المسلمين دائمًا ما يضعون أنفسهم في الخانة الخاطئة، مؤكدًا أنهم دعوا الحوثيين إلى قتل علي عبد الله صالح، مرارًا وتكرارًا، وشجعوا على ذلك، حتى تحقق لهم ما أرادوا، وأصبحوا الآن يدعون للحوار مع الحوثيين، وهم يعلمون يقينًا أن أتباع الحوثى لا عهد لهم ولا ذمة، ونكثوا بأكثر من عشر اتفاقيات سواء مع الدولة اليمنية خلال حكم صالح أو مع هادي أو مع المؤتمر الشعبي العام.
وأوضح أن مستقبل جماعة الإخوان مرهون بتغيير أفكارهم وأيديولوجياتهم، ومواقفهم العدائية ضد الوطن العربي، لافتًا النظر إلى أنهم إذا استمروا على نفس النهج فنهايتهم ستكون أبدية، بسبب ارتمائهم في أحضان الحوثيين، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف تحت إمرة إيران، خاصة أنهم وقفوا مع الحوثيين جنبًا إلى جنب في السابق لمعاداة «صالح»، من أجل تنفيذ مشروعهم التخريبي الذي بدأ عام ٢٠١١م.