الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل جلسة ريادة الأعمال بمنتدى أفريقيا.. "السيسي": الشباب أغلى ثروة نملكها.. والقارة السمراء لديها مزايا تنافسية في التجارة والصناعة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن المستقبل القادم هو مستقبل الشباب، فالشباب هو الأمل والطموح والقدرة والنقاء، وأشار الرئيس السيسى أن الدولة تضع الشباب المصرى على رأس أولوياتها مضيفا " قلبنا مع كل شبابنا وإرادتنا مع دعمهم لينجحوا".
وشدد السيسى على أن شباب أفريقيا هم مستقبل هذه القارة، وميزتها التنافسية ومصدر ثروتها الحقيقي وأملها في غد أفضل.
وأشار الرئيس السيسى إلى أننا ندعم شباب أفريقيا ونساندهم ونعتمد عليهم لتحقيق طموحاتنا جميعًا في المستقبل الذي نرجوه لقارتنا الغالية.

جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى اليوم خلال جلسة رواد الأعمال بأفريقيا على هامش منتدى أفريقيا 2017 بمدينة شرم الشيخ والتى حضرها بول كاجامي رئيس رواندا وعدد من رؤساء الوفود الأفريقية، كما شارك فى الجلسة المهندس مصطفى مدبولي وزير الإسكان والقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء وطارق عامر محافظ البنك المركزى وعدد من الوزراء من بينهم الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى وسامح شكرى وزير الخارجية والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والمهندس هشام عرفات وزير النقل والمهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والفريق عبد العزيز سيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع ومحمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، فضلا عن عدد من رجال الأعمال المصريين والأفارقة.
وقال الرئيس السيسى أن شباب رواد الأعمال هم حاضر ومستقبل قارتنا الغالية، أغلى ما نملك من ثروة، ومصدر الطاقة الذي لا ينضب، وشدد السيسى على أن شباب رواد الأعمال قادرون على أن يكونوا المحفز الأساسي للنشاط الاقتصادي، وأن يساهموا بفعالية في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، التي تتطلع إليها شعوب هذه القارة.
وأضاف السيسى أن الاقتصادات المتقدمة والنامية تهتم على حد سواء بدعم الابتكار ورواد الأعمال والشباب، لما لهم من مساهمة إيجابية في النمو الاقتصادي، لافتا الى أننا نشاهد كيف أن مجموعة من رواد الأعمال الشباب يقومون ببناء وتنمية شركات تصبح في وقت وجيز شركات عالمية تتجاوز قيمتها السوقية إجمالي الناتج المحلي لبعض الدول.
وشدد الرئيس السيسى على ثقتة في قدرات شبابنا وإمكاناتهم الواعدة، لاسيما في ضوء أن نسبة مَن هم أقل مِن 25 عامًا في أفريقيا تصل إلى حوالي 60% من إجمالي سكان القارة، وأشار الى أن حجم السوق الأفريقية يتسع ليصل عام 2050 إلى 2.4 مليار نسمة، مما يترتب عليه أهمية تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، لحشد كافة مواردنا وتحفيز وتنمية ريادة الأعمال في أفريقيا.
وأشار السيسى إلى أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية على الساحة العالمية، وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة، حتى تستطيع أفريقيا اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، مشيرا الى أنه أعلن خلال فعاليات منتدى شباب العالم في شهر نوفمبر الماضي، في شرم الشيخ، عن تأسيس أول مركز إقليمي لرواد الأعمال في أفريقيا، ليكون بمثابة منصة للتعاون وتبادل الخبرات لدعم ومساندة رواد الأعمال في القارة.
وأوضح السيسى إن أولويتنا هي دعم رواد الأعمال خاصة مَن يقدم حلولًا جديدة ومبتكرة للتصدي للتحديات التي تواجه القارة في شتى القطاعات، كالتعليم والصحة والخدمات الأساسية، والتي يجب تقديمها لجميع فئات المجتمع وبتكلفة اقتصادية وفقًا لأعلى معايير الجودة.
وقال الرئيس السيسى، إننا فى مصر نواصل بذل أقصى الجهد لدعم ومساندة رواد الأعمال والشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة والمستثمرين الشباب.

وأشار الرئيس السيسى إلى قيام الحكومة بتنفيذ عدد من البرامج والمبادرات، أهمها:
أولًا: تحفيز ريادة الأعمال من خلال التركيز على التعليم والبحث العلمي، وتطوير مناهج التعليم لإكساب الطلاب القدرة على الإبداع والابتكار وتطوير الذات لمواكبة التطورات على الساحة العالمية، وكذلك دعم الجامعات ومراكز البحث العلمي لتحويل الأبحاث والدراسات وتطبيقاتها إلى فرص استثمارية.
وأضاف السيسي أن المبادرة الثانية التى قدمتها الحكومة هى تقديم التمويل وبرامج بناء القدرات لرواد الأعمال والمستثمرين الشباب وخلق بيئة أعمال تمكنهم من بناء شركات سريعة النمو، وذلك من خلال مبادرة البنك المركزي المصري لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير تمويل ميسر، وبرنامج مصر لريادة الأعمال الذي يقدم الدعم المالي والفني للشركات الناشئة ورواد الأعمال عن طريق المشاركة في المخاطر مع الشباب، وقد تم تأسيس أكبر حاضنة أعمال في أفريقيا من خلال هذه المبادرة.
وأكد السيسى ان الدولة قامت بتحسين البيئة التشريعية وتقديم الدعم المؤسسي، حيث نص قانون الاستثمار الجديد لأول مرة على دعم الدولة للشركات الناشئة والمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لتمكين الشباب وصغار المستثمرين، وتشجيع ريادة الأعمال، لافتا الى أنه تم إصدار تشريعات وقوانين جديدة تتواكب مع التطورات الاقتصادية مثل قانون التراخيص الصناعية، وخدمات الدفع الإليكتروني، وتعديل قانون الشركات، بما يساهم في تقدم وازدهار بيئة الأعمال في مصر.
وقال أنه تم كذلك تأسيس مراكز خدمات رواد الأعمال في كافة محافظات مصر، بهدف مساعدة الشركات الناشئة من خلال تقديم خدمات تأسيس الشركات وغيرها من الخدمات الحكومية، فضلًا عن تقديم البرامج التدريبية وورش العمل، وتقديم الدعم الفني والقانوني، وتقديم المعلومات حول مصادر التمويل المختلفة وطرق الحصول على التمويل.
وكان السيسى قد رحب فى بداية كلمته بالحضور من رؤساء الوفود الأفريقية، كما رحب بنظيره الرواندى، وأضاف السيسى أن مصر لديها رؤية واضحة تجاه شبابنا، وشباب القارة الأفريقية بصورة عامة.
وأشار الرئيس الى أننا أغفلنا لسنوات طويلة دور الشباب ونحن نستدعى هذا الدور وندعمه الآن، مشيرًا الى أن مصر لها الآن تجربة مستمرة منذ عام الخاصة بمنتديات الشباب التى يتم عقدها، واصفًا تلك التجربة بالرائعة والتى بدأت منذ نوفمبر العام الماضى.
وقال السيسى أننا ومنذ ذلك التاريخ ونحن نلتقى بالشباب المصرى ونستمع إليهم وهم ينتقدونا ونتفاعل معهم.
وأوضح الرئيس السيسى أن تلك التجربة المصرية مهمة للغاية وقدمناها بصورة واضحة خلال منتدى شباب العالم الذى شهدته مدينة شرم الشيخ منذ أسابيع قليلة بمشاركة شباب من كل دول العالم والقارة الأفريقية.
وأضاف الرئيس السيسى أن كل قادة أفريقيا والعالم منتبهين لدور الشباب والأهمية الكبيرة لهم والتى لابد أن نضعها فى الاعتبار، وأن يصبح لهم مشاركة حقيقة فى كل دولنا وتفاهم حقيقى.
وردا على تساؤل حول أهمية دعم الثقة لدى الشباب لتحقيق المزيد من مشاركتهم، قال الرئيس السيسي إنه شاهد أثناء زيارته لرواندا نتائج مبهرة لإجراءات الحكومة هناك.

وأشار السيسى إلى أن المجتمعات الإفريقية يجب أن تشهد ثقة حقيقية متبادلة بين الحكومات والشباب، موضحا أن انعدام هذه الثقة وانعدام إحساس الشباب بالأمل والمستقبل سيتسبب في إحباطهم.
وأضاف أن مصر أتاحت لشباب مصر ورجال الأعمال والمستثمرين الشباب مبادرة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بقيمة 200 مليار جنيه بمعدل 50 مليار جنيه سنويا لصالح هذه المشروعات، وهو ما يعكس ثقة الحكومة في دفع الشباب لتحقيق آماله وطموحاته.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تقدم خريطة استثمارية عن الفرص التي يمكن أن يستغلها الشباب المصري لممارسة عمل ينجح به، كما تتيح الدولة التدريب والتأهيل وهو انعكاس لمعنى الثقة التي تمثل إجراءات تبذل على الأرض حتى يكون هناك عائد حقيقي لدى الشباب.
وأكد الرئيس أن بناء الثقة هي إجراءات مشتركة بين المستثمر الشاب والقيادة التي يجب أن توفر آليات الثقة من مشاريع الاستثمار والتمويل اللازم، بالإضافة إلى التدريب والتأهيل، مشيرا إلى عدم وجود هذه الخطوات ستكون أي مبادرات بلا جدوى، مشيرا إلى الشباب لديه طموح كبير وحصرطاقاته ستتسبب في الإحباط لديهم.
وقال الرئيس إن تحويل مسار إتاحة الفرصة للشباب من التطبيق النظري إلى التطبيق العملي واجه تحديات كبيرة جدا، مشيرا إلى أن مصر كان لديها مقاربة مختلفة، حيث أن لديها 65 مليون مصري تحت سن الأربعين.
وأوضح السيسى أن الدولة المصرية عندما وجدت أن المسار سيطول وأن العقبات التي ستواجه الشباب ستكون صعبة سواء في الحصول على التمويل اللازم أو سعر الفائدة على قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حاولت الدولة بذل كافة الجهود لتسهيل الإجراءات للشباب، مؤكدا أن الدولة حرصت على خلق فرص حقيقية للشباب.
وأشار الرئيس إلى أن مصر بدأت في تجهيز مناطق صناعية بشكل مختلف عما كان يتم تقديمه في الماضي، حيث تتضمن هذه المناطق الصناعية المشروعات التي تثمل فرص استثمارية حقيقية في مصر مثل مدينة للأساس ومدينة لصناعة الجلود ومدينة لصناعة المنسوجات، مشيرا إلى أن هذه المناطق الصناعية ستختذل الإجراءات والوقت والمجهود الذي يبذله الشباب لبدء أي مشروع.
كما تحدث الرئيس عن مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان، مشيرا إلى أن الدولة تجهز للشباب الأرض وآبار المياه اللازمة للزراعة ونظم الري الحديثة لمساعدته وتدريبه على الزراعة، مشيرا إلى أن الثقة التي تمنحها الدولة هي الفرصة الحقيقية التي تمنحها للشباب.
وأضاف أن الدولة لم تكتف فقط بتوفير المشروعات داخل المناطق الصناعية بل تضمنت إجراءات الحكومة أيضا توفير المعدات والتواصل مع أصحاب المشروعات داخل هذه المناطق، مشيرا إلى التواصل يمثل تواصل دولة مع شعبها ولو لم تنجح الدولة في تنفيذ ذلك ستكون قد أخفقت في التواصل مع الشباب وأخفقت في زراعة الأمل في نفوسهم.
ومن جانبه أعرب رئيس رواندا عن سعادته لاستضافته فى المنتدى وقدم الشكر للرئيس السيسى لتقديم الدعوة له للحضور.

وأضاف بول كاجامي إننا لدينا رأس مال بشرى كبير، وعلينا ان نمنحهم الفرصة والبيئة التى تمكنهم لاطلاق إمكاناتهم، وتحقيق انجازات والنجاح فيما يقومون لنحقق مكاسب للبلدان بأكملها.
وقال إنه يرى أن الكثير من البلدان الأفريقية تحاول ان تركز وتقوم بذلك وفى رواندا نحاول أن نقوم بأفضل ما فى وسعنا لدعم شباب رواد الأعمال.
و قال كاجامي ردا على تساؤل حول إمكانية تحقيق نظم بيئية أكثر استدامة، إن دولته نظرت في العديد من الأمور وعدم التركيز فقط على منطقة واحدة والتوسع الجغرغفي في مختلف أنحاء القارة، مشيرا إلى أن بلاده حاولت خلق نوع من النظم البيئية، حيث قامت بخلق المعرفة والمهارات والمؤسسات التي يتم من خلالها خلق تكنولوجيا تملأ نطاقا لحل المشاكل.
وأضاف أن هناك نطاق آخر يتعلق برأس المال، مشيرا إلى أن رواندا لديها الهيئات ومجتمع رواد الأعمال والشركات التي تدعم الأفكار وتروجها في الأسواق، كما لدى رواندا مؤسسات دولية معنية بالتكنولوجيا وتأسيس هيئات لجمع الشباب من مختلف أنحاء القارة للدراسة.

وخلال الجلسة قال توني إلوميلو رئيس مجلس إدارة هيرس القابضة ومؤسس مؤسسة توني إلوميلو إن رواد الأعمال الشباب لابد أن يعطى لهم الأولوية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي أدرك أهمية دور الشباب في المجتمع المصري.
وأضاف قائلا:" لو نجح شباب إفريقيا سننجح"، معربا عن إعجابه باهتمام القيادة السياسية في مصر بالشباب.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة عوامل هامة لرواد الأعمال الشباب وهي تهيئة مناخ الأعمال الذي يجب أن يكون مواتي وداعم ومشجع، بالإضافة إلى بنية تحتية وسياسات قوية، وعدم فرض الضرائب الباهظة.
وطالب بأهمية تهيئة المناخ لشباب رواد الأعمال، مشيرا إلى أن الوظائف إن وجدت سيستطيع الشباب أن يخلق الفرصة ولن يتجه للهجرة غير الشرعية.
وقال إن الشباب يحتاجون إلى الدعم، مشيرا إلى أن رواندا لديها الكثير من الموارد الطبيعية والبشرية وهي عامل مهم وغير متوفر في بلاد أخرى، مما يجعلها عوامل مساعدة لريادة الشباب.

ومن جانبه، قال محمد عزب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "الصحة كابيتال" إنه يقوم حاليا ببناء سلسلة مستشفيات في مختلف محافظات مصر تستهدف الطبقة المتوسطة وخاصة في محافظات الصعيد، مشيرا إلى أنه الشركة تعتزم بناء ألف سرير، كما تم تطوير مجموعة معامل طبية. وأضاف أنه يخطط للتواجد أيضا في شرق في إفريقيا.
وأشار إلى أن جامعة هارفارد في أمريكا اختارت مؤسسته ليتم راستها ضمن موادها، مشيرا إلى أنه نتاج مجتمع رواد الأعمال في مصر.
وأشار إلى أنه كان هناك منذ فترة طويلة فجوة بين الحكومة ومجتمع رواد الأعمال إلا أنه تم مؤخرا خلق حالات تواصل قوية من خلال العديد من المبادرات.
وأعرب عن أمله في أن يكون هناك تواصلا بين مجتمعات رواد الأعمال بين مخلتف الدول الإفريقية، مما سيعود على مصر والدول الإفريقية.
كما تحدث جين بوسكو، أحد شباب رواد الأعمال والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "هابونا إل تي دي" برواندا، حيث قال إنه كان يركز على عدد من الأبحاث حول إعادة تدوير المخلفات، مشيرا إلى أن التحدي الرئيسي الذي كان يواجه الشباب المشارك في هذه الأبحاث هو الثقة.
وأشار إلى أنه يجب تغيير آلية التعامل مع الشباب، مستشهدا بالتجربة المصرية التي يتم تطبيقها في العديد من المبادرات مع الشباب.