الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

علماء يفحصون مومياء فتاة بأشعة السنكروترونية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استعان علماء في مختبر شهير في الولايات المتحدة الأمريكية، بنوع فائق من تكنولوجيا المسح بأشعة "إكس"، لدراسة مومياء مصرية مازالت ملفوفة بأربطتها الكتانية منذ اكتشافها قبل مائة عام؛ وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها مثل هذه التكنولوجيا الفائقة للمسح عالي الكثافة بأشعة إكس السنكروترونية لمومياء بغية إجراء دراسة تفصيلية ثلاثية الأبعاد لجسم المومياء وأي محتويات أخرى غير ظاهرة أسفل الأربطة؛ وفق ما ذكر تقرير لبي بي سي.
وتتميز هذه المومياء بوضعية استثنائية، ليس بسبب احتفاظ الجسم بحالته فحسب، بل لكونها كذلك تحتوي على صورة لوجه طفل؛ ويعتقد أن هذه المومياء، وهي من مجموعة جامعة نورث ويسترن في شيكاجو، لفتاة تبلغ من العمر خمس سنوات توفيت قبل 1500 عام؛ ووجد العلماء إلى جانب تحنيط الجسم بالكامل، صورة مرسومة وموضوعة فوق قماش ملفوف بإحكام حولها؛ وتعد هذه المومياء واحدة من بين نحو مائة مومياء مصورة بحالة جيدة الحفظ، صاحبت عملية تحنيطها المصرية رسم على الطريقة الرومانية في تصوير الموتى.
ويتميز الرسم بإظهار تفاصيل دقيقة غير عادية لملامح الفتاة، ويسعى مشروع المسح بالأشعة إلى الكشف عن المزيد من تفاصيل حياتها بدون إتلاف طبقات الأقمشة حول الجسم؛ ونقلت بي بي سي عن مارك والتون، الباحث في المواد في كلية ماكورميك للهندسة بجامعة نورث ويسترن قوله "كم هو مثير للمشاعر أن الفتاة ماتت في سن صغيرة"؛ وأضاف أن الدراسة تشير حتى الآن إلى أنها كانت تتمتع بصحة جيدة نسبيًا وأنها لم تعاني من أي صدمة حادة تفسر وفاتها، وقال إن السبب الأرجح للوفاة هو إصابتها بمرض مثل الملاريا أو الحصبة.
وكان عالم الآثار الإنجليزي السير وليام فليندرز بيتري قد اكتشف المومياء عام 1911 في هوارة، ونقلت بعد عام من الاكتشاف إلى شيكاجو؛ وظلت منذ ذلك الوقت معروضة على حالتها، على خلاف الكثير من المومياوات التي استخرجها العلماء من لفائفها؛ وقرر العلماء مؤخرا للمرة الأولى الكشف عما بداخل هذه المومياء، فنقلوها في الصيف الماضي من مكانها الحالي في كلية غاريت للدراسات اللاهوتية الإنجيلية في جامعة نورث ويسترن إلى مستشفى في شيكاجو لإجراء مسح مبدئي بالأشعة المقطعية.
ونقلت المومياء الاسبوع الماضي إلى مختبر أرجون الوطني، وهو أبرز مركز بحثي تديره جامعة شيكاجو لحساب وزارة الطاقة الأمريكية؛ وتعد المومياء الأولى التي تخضع للمسح بأشعة إكس السينكروترونية، وهي طريقة يسلط فيها حزم مركزة من ضوء كثيف لمسح أي هيكل أسفل السطح، ويرغب علماء الطب في فحص أنسجة العظام والأسنان.
وتعد الدراسة في مراحلها الأولى، إلا أن تساؤلات تبرز بشأن طبيعة شئ يوجد داخل الجمجمة، التي من المفترض تفريغها من المخ أثناء عملية التحنيط، وقال والتون إنه يبدو أن هناك تجمعًا لإفرازات حدثت أثناء عملية التحنيط في مؤخرة الجمجمة"، ويأمل العلماء في أن يقودهم ذلك إلى معرفة شئ عن وضع الجسم وتفاصيل عملية التحنيط، كما توجد علامات تشير إلى وجود نوع من الأسلاك حول الرأس والقدم؛ ويعتقد العلماء أن هذه ربما تكون دبابيس حديثة، لا علاقة لها بالقطع القديمة، ربما وضعت بعد أو أثناء الحفائر عام 1911، وتكنولوجيا أشعة إكس السينكروترونية تتيح للباحثين إمكانية دراسة الهيكل الداخلي لأي شئ داخل المومياء بطريقة أكثر تفصيلا مقارنة باي عمليات مسح أخرى.