المجتمع الدولي: ترامب يفجر «قنبلة ذرية» بنقل سفارة بلاده.. وعليه تحمل التبعات
ندد المجتمع الدولي والأمم المتحدة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعتبروا القرار «قبلة الموت» لعملية السلام، بينما اعترف حلف الناتو بأحقية أمريكا باتخاذ قرار نقل سفاراتها وفقًا لوكالة «سبوتنيك» الروسية.
ومن جانبه، أكد نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، أمس الأربعاء، أن وضع مدينة القدس يجب أن يكون موضع تفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال نيكولاي ملادينوف، في مؤتمر في القدس: «مستقبل القدس أمر يجب التفاوض عليه مع إسرائيل والفلسطينيين، جنبا إلى جنب في مفاوضات مباشرة».
كما أعربت موسكو عن قلقها من أن يتسبب قرار ترامب في زيادة الموقف سوءًا، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أمس: «ترى روسيا أنه من السابق لأوانه التعليق على احتمال اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكنها تشعر بالقلق إزاء احتمال تعقيد الوضع هناك».
وأضاف: «نحن لا نود الحديث عن تلك القرارات التي لم يتم الإعلان عنها بعد».
وحذرت الخارجية الصينية من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية جينج شانج، أمس الأربعاء: «نحن قلقون من احتمالية تصاعد التوتر في المنطقة إذا أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها»، مؤكدًا أن هذا الأمر قد يصعد التوتر في المنطقة.
وأضاف: «كل الأطراف ذات الصلة يجب أن تضع السلام والاستقرار الإقليمي في حسبانها، ويجب أن تتوخى الحذر في أقوالها وأفعالها، وتتجنب التأثير على تسوية القضية الفلسطينية حتى لا يتسبب ذلك في حدوث مواجهات جديدة في المنطقة».
بينما اعتبرت الحكومة التركية أن تلك الخطوة يمكن أن تجر المنطقة إلى حريق لا نهاية له، وقال المتحدث باسم الحكومة التركية إن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل سيزج المنطقة والعالم في أتون حريق لا نهاية له.
وكتب بكير بوزداج، نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة على «تويتر»: «هذه الخطوة تتجاهل التاريخ وحقائق المنطقة»، معتبرًا أن هذا التحرك يمثل «قصر نظر وحماقة وجنونا».
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أمس، عن عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي بدعوة من تركيا، في الأسبوع المقبل.
وقال كالين، إنه سيتم عقد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي في ١٣ ديسمبر بمدينة إسطنبول بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، وسنحدد موقفنا والإجراءات التي سنتخذها وفق قرارات اجتماع منظمة التعاون الإسلامي.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية واشنطن إلى «العودة عن هذا القرار الذي سينسف عملية السلام الهشة».
ومن جهته، وصف السفير الفلسطينى لدى بريطانيا، مانويل حساسيان، اعتزام الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بأنه سيكون «قبلة الموت» بالنسبة لعملية السلام.
ونقل تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس، عن حساسيان قوله «إن الرئيس الأمريكي يعلن بهذا القرار الحرب في منطقة الشرق الأوسط».
ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، «إنه يراقب هذه الخطوة المرتقبة من جانب الرئيس الأمريكي بقلق».
وهاجم المرشد الأعلى الإيرانى، آية الله على خامنئي، الولايات المتحدة الأمريكية بسبب نيتها نقل سفارتها إلى مدينة القدس.
وقال خامنئي، أمس: إن نية أمريكا نقل سفارتها للقدس دليل على عجزها وفشلها.
وأضاف: «ستتحرر فلسطين وسيحقق شعب فلسطين النصر»، لافتا إلى أن أيدي أمريكا مغلولة في قضية فلسطين ولا يمكنها تحقيق أهدافها.
كما سلطت الصحف ووسائل الإعلام العالمية الضوء على الحدث، حيث نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرا حول نية الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، عقب إخباره هذه الأنباء إلى القادة العرب في اتصالات هاتفية قام بها.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لن يعلن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الأربعاء، إلا أنه سيعلن الخطوات التي سيتبعها من أجل نقل السفارة، وإعلان القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب أخبر القادة العرب بهذا الأمر، خلال الاتصالات الهاتفية مع كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، والعاهل الأردني عبدالله الثاني.
فيما توقعت صحيفة روسية أن يشهد العالم الإسلامي مظاهرات حاشدة مناوئة لأمريكا، بعد أن تعلن الولايات المتحدة قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
